ليس هناك وجه شبه ولا مقارنة بين الدكتور عزمي بشارة الإنسان المفكر، الذي يشع نورا ومعرفة وبين محمد دحلان الذي بات اسمه مرتبطا بالجريمة والمؤامرة، وليعذرني الدكتور عزمي على إجراء هذه المقارنة للرد على شبيحة التواصل الاجتماعي الذين يرون في دحلان بطلا أسطوريا لوقوفه إلى جانب الامارات، ويوجهون اوصافا للشرفاء المقيمين في قطر وهو ما لا يمكن ان يقف كاتب موقف المحايد تجاه ما يقولون، فهو شر، ولقد قضينا العمر نعمل على إيجاد إنسان غير محايد في قضايا الخير والشر وعليهم ان ينحازوا إلى الخير في مواجهة الشر، وليس هناك شر أقسى من هذا الشر الذي شارك دحلان في صناعته.
هناك فرق بين دكتور عالم ينشر النور من مؤسسات علمية وابحاث استراتيجية وبين رجل نشأ يحمل الموسى ويخفي الشفرة الحادة تحت لسانه،
فمنذ أن ولد محمد دحلان كما ذكر تقرير في جريدة الوطن «لزمته صفة (الشراسة والنزق)، كان من أطفال الحي الذين لا يُنهون يومهم من دون معركة مع أقرانه، الأمر الذي ترك الكثير من علامات (شقاوة) المشاغبين على أنحاء جسده. كان متوسط المراتب في المدرسة، غير منتبه لتحصيله العلمي، يميل إلى الإهمال في علاقاته الاجتماعية، ولم يكن لبقاً أو متحدثاً، بل كان عصبيّ المزاج سريع الغضب كثير السباب والشتم.. ولم يكن متميزاً بين أقرانه، شاب عادي غير ظاهر النشاط. وهو لم ينتمِ لأي تنظيم حتى دخوله الجامعة.
كل مرحلة من مراحل عمره بناها دحلان على كذبةٍ وادعاء، رغم أن تاريخه معروف وأصدقاءه أحياء ومعاصريه من ذوي الذاكرة الحية الطرية.. ادعى النضال منذ نعومة أظفاره، وادعى الاعتقال عشر سنين، وادعى تأسيس الشبيبة الفتحاوية، وادعى مساعدة أبو جهاد خليل الوزير في توجيه الانتفاضة.. في حين أن كل فترة من هذه الفترات اكتنفها غموض فوضّحتها وقائع سردها أكثر من طرف. جيران طفولته وزملاء دراسته ورفاق تنظيمه وأصدقاء (تونسته)، ومنافسو زعامته، والتي بناها على أنه رجل مقاوم وسجن أكثر من مرة، بل كان يتجرأ على الرئيس عرفات بسنوات السجن التي قضاها في سجون الاحتلال.
وفي حقيقة الأمر لم يعرف دحلان السجن سوى بين الأعوام 1981 و1986، حيث اعتُقل عدة مرات لفترات متقطعة وقصيرة خلال تلك السنوات الخمس، لم يُمض إلا القليل منها في السجون. بينما الرجل المفكر تعلن مؤسسة علمية أقيمت على ضفاف وادي البنات، بجوار جامعة قطر ان من أقام هذا الصرح رجل مفكر بحجم الدكتور عزمي بشارة، انه مركز الدوحة للدراسات العليا، وانه مركز إشعاع حضاري وفضاء لتفاعلٍ بين التخصصات والمناهج. يفتح الباب للباحثين عن الرقي للمساهمة برقي في بناء هذا الوطن.
الدكتور عزمي رجل غني عن التعريف ولن أضيف، فهو أنموذج لكل شاب يتطلع ان يخدم وطنه العربي كما خدمه بشارة، فهو فخر للأمة العربية وليس لفلسطين أو قطر فحسب، وليت لدينا مفكرا بحجم الدكتور عزمي في كل بلد عربي، فذلك هو صِمَام الأمان لبناء الأوطان.
نبضة أخيرة
أنحاز إلى عينيك تبعثان إشعاع السلام إلى المعذبين في الأرض.
بقلم : سمير البرغوثي
هناك فرق بين دكتور عالم ينشر النور من مؤسسات علمية وابحاث استراتيجية وبين رجل نشأ يحمل الموسى ويخفي الشفرة الحادة تحت لسانه،
فمنذ أن ولد محمد دحلان كما ذكر تقرير في جريدة الوطن «لزمته صفة (الشراسة والنزق)، كان من أطفال الحي الذين لا يُنهون يومهم من دون معركة مع أقرانه، الأمر الذي ترك الكثير من علامات (شقاوة) المشاغبين على أنحاء جسده. كان متوسط المراتب في المدرسة، غير منتبه لتحصيله العلمي، يميل إلى الإهمال في علاقاته الاجتماعية، ولم يكن لبقاً أو متحدثاً، بل كان عصبيّ المزاج سريع الغضب كثير السباب والشتم.. ولم يكن متميزاً بين أقرانه، شاب عادي غير ظاهر النشاط. وهو لم ينتمِ لأي تنظيم حتى دخوله الجامعة.
كل مرحلة من مراحل عمره بناها دحلان على كذبةٍ وادعاء، رغم أن تاريخه معروف وأصدقاءه أحياء ومعاصريه من ذوي الذاكرة الحية الطرية.. ادعى النضال منذ نعومة أظفاره، وادعى الاعتقال عشر سنين، وادعى تأسيس الشبيبة الفتحاوية، وادعى مساعدة أبو جهاد خليل الوزير في توجيه الانتفاضة.. في حين أن كل فترة من هذه الفترات اكتنفها غموض فوضّحتها وقائع سردها أكثر من طرف. جيران طفولته وزملاء دراسته ورفاق تنظيمه وأصدقاء (تونسته)، ومنافسو زعامته، والتي بناها على أنه رجل مقاوم وسجن أكثر من مرة، بل كان يتجرأ على الرئيس عرفات بسنوات السجن التي قضاها في سجون الاحتلال.
وفي حقيقة الأمر لم يعرف دحلان السجن سوى بين الأعوام 1981 و1986، حيث اعتُقل عدة مرات لفترات متقطعة وقصيرة خلال تلك السنوات الخمس، لم يُمض إلا القليل منها في السجون. بينما الرجل المفكر تعلن مؤسسة علمية أقيمت على ضفاف وادي البنات، بجوار جامعة قطر ان من أقام هذا الصرح رجل مفكر بحجم الدكتور عزمي بشارة، انه مركز الدوحة للدراسات العليا، وانه مركز إشعاع حضاري وفضاء لتفاعلٍ بين التخصصات والمناهج. يفتح الباب للباحثين عن الرقي للمساهمة برقي في بناء هذا الوطن.
الدكتور عزمي رجل غني عن التعريف ولن أضيف، فهو أنموذج لكل شاب يتطلع ان يخدم وطنه العربي كما خدمه بشارة، فهو فخر للأمة العربية وليس لفلسطين أو قطر فحسب، وليت لدينا مفكرا بحجم الدكتور عزمي في كل بلد عربي، فذلك هو صِمَام الأمان لبناء الأوطان.
نبضة أخيرة
أنحاز إلى عينيك تبعثان إشعاع السلام إلى المعذبين في الأرض.
بقلم : سمير البرغوثي