منذ أن تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام «1981»، وهو يحظى باهتمام خاص في قطر باعتباره الوسيلة المثلى لتحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولنا الست في جميع الميادين، وباعتباره أيضا الأداة القادرة على تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس، الذين تربطهم علاقات خاصة، وسمات مشتركة، وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، والإيمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف.

من هنا فقد لعبت قطر دورا هاما في تأكيد هذه الأهداف السامية والسعي من أجل ترجمتها، وقد جاءت مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في اللقاء التشاوري الثامن عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، اللذين عقدا أمس بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بحضور قادة وممثلين عن دول مجلس التعاون الست، وقادة دول آسيا الوسطى الخمس: أوزبكستان، وتركمانستان، وكازاخستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، لتؤكد على الأهمية الخاصة لهذا الكيان، وعلى الحرص الكبير المتمثل في بناء أفضل العلاقات بينه وبين دول العالم.

لقد تناولت القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى الخمس، قضايا التعاون المشترك، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار، والطاقة، والتعليم، والبحث العلمي، والصناعة، والزراعة، والسياحة، والثقافة، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنها دعم الاستقرار، وتعزيز الأمن في منطقة الخليج العربي وآسيا الوسطى، وقضايا التضامن الإسلامي ومواجهة التطرف والإرهاب والإسلاموفوبيا، والأمل معقود بمخرجات نتطلع إليها في سبيل دعم وحماية الأمن والسلم الدوليين.