أقدم زعيم حزب «الخط المتشدد» الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، على حرق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية لدى كوبنهاغن، وسط حماية من الشرطة، بعدما قام بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد تابع لجمعية الجالية الإسلامية عقب انتهاء صلاة الجمعة في حي دورثيفج، وحاول استفزاز المصلين في المسجد.

هذا التصرف غير المسؤول ليس من شأنه سوى تأجيج الكراهية واستفزاز المشاعر، وتهديد التعايش السلمي بصورة خطيرة، وأن يتم وسط حماية من الشرطة فهو أمر يطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الأعمال البغيضة التي كان يتعين منعها، وليس حمايتها.

مثل هذه الأفعال والتصرفات العنصرية المشينة يجب أن تتوقف، فلا معنى لها على الإطلاق سوى إثارة الكراهية، ووقفها يتطلب تحركا من قبل المجتمع الدولي ليصار إلى تجريمها على اعتبار أنها من مهددات الأمن والسلم، وهذا يتطلب حشد الجهود للتصدي لها وعدم السماح بها.

ومن المؤكد أن سن القوانين التي تجرم الإساءة للمقدسات الدينية لم يعد يحتمل التأجيل والمماطلة، والاختباء وراء ادعاءات حرية الرأي والتعبير في بعض الدول، وهي ادعاءات زائفة ومضللة، لابد من مواجهتها عبر العمل على نشر ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشترك، وإثراء قيم الوئام والتسامح، ونبذ التطرف والتحريض على الكراهية.

ما شهدناه في السويد، ثم الدنمارك، يحتاج إلى وقفة حازمة من المجتمع الدولي، وبطبيعة الحال فإن الحكومتين السويدية والدنماركية مسؤولتان عن منع الإساءات إلى القرآن الكريم، وعليهما أن تنهضا بمسؤوليتهما دون تأخير.