+ A
A -
تُقصَفُ غزّة بالفسفور الأبيض، وتُهدمُ منازلها على رؤوس ساكنيها على الهواء مباشرة، فلا يتحرّكُ فيه شعرة!
تُدكُّ حلب فلا يكترث!
يُفضُّ اعتصام رابعة على طريقة المغول، فلا يهتم!
يُحوّلون بغداد من حاضرة الدنيا إلى حظيرة طائفية فلا يغتم!
يقفُ المقدسيّون كالشّوكة في حلق نتانياهو أسبوعاً كاملاً، فيسكت كأنّ الأمر يجري في فيلم هوليوودي، لا في مسرى نبيّه!
يُذبحُ الرُّوهينغا كالخراف يوم العيد فلا يُعلّقُ على الحدث!
أمّا أن يضربَ إعصار أميركا، فهذا يستدعي تغريدة تضامن على جناح السّرعة! إنّه المثقّف «الكيوت»!
لو أنّ دابة تعثّرت في نيويورك لتضامن معها خشية أن يسأله الله عنها: لمَ لمْ تتضامن معها يا «كيوت»؟! أما أن يُذبح المسلمون جهاراً نهاراً فهو إنسان محايد، والحياد بالمناسبة أعهر موقف عرفه البشر!
كتبَ أحد هؤلاء المثقفين «الكيوت» منذ يومين يقول: لو كان الله غاضباً على أميركا، ما أعطاها هذا العلم لتتنبأ فيه بحدوث الكوارث!
لم يبقَ إلا أن يخبرنا أن ترامب من الخلفاء الرّاشدين!
نحن أيضاً نكره أن يتأذى المدنيون المسالمون لأي جنسية أو دين انتموا، ولكن من أخبرك يا سيادة «الكيوت» أنّ الله إذا أعطى الدنيا لأحدٍ فإنه راضٍ عنه؟!
إنّ النمرود ملكَ الأرض من مشرقها إلى مغربها، وفرعون كان ينادي في النّاس: «أليس لي ملك مصر»؟! وثمود «كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين»! وعاد كانوا يقولون: «من أشدّ منا قوة»؟! فهل كان الله راضياً عن هؤلاء؟! بهذا المنطق المريض، والمعايير السقيمة، يكون قارون أفضل من موسى عليه السلام، لأنه ملكَ الكنوز، وموسى كان يرعى الغنم!
جميل أن تتعاطف مع كل البشر أيها المثقف الكيوت، ولكن أن يهزك إجلاء أهل فلوريدا بسبب إعصار ولا يهزك إجلاء أهل حلب بسبب البراميل المتفجرة فهذه وضاعة ثقافية! وأن يبكيك منزل اقتلعته الريح ولا يبكيك منزل دكته طائرات الأف 16، فشهاداتك ومقالاتك وتغريداتك لا تساوي حذاء أُميٍّ لا يقرأ ولا يكتب، يتكدّرُ ويحزن، وما فيه من شيء غير أنّ بعض بني دينه ليسوا بخير!
بقلم : أدهم شرقاوي
تُدكُّ حلب فلا يكترث!
يُفضُّ اعتصام رابعة على طريقة المغول، فلا يهتم!
يُحوّلون بغداد من حاضرة الدنيا إلى حظيرة طائفية فلا يغتم!
يقفُ المقدسيّون كالشّوكة في حلق نتانياهو أسبوعاً كاملاً، فيسكت كأنّ الأمر يجري في فيلم هوليوودي، لا في مسرى نبيّه!
يُذبحُ الرُّوهينغا كالخراف يوم العيد فلا يُعلّقُ على الحدث!
أمّا أن يضربَ إعصار أميركا، فهذا يستدعي تغريدة تضامن على جناح السّرعة! إنّه المثقّف «الكيوت»!
لو أنّ دابة تعثّرت في نيويورك لتضامن معها خشية أن يسأله الله عنها: لمَ لمْ تتضامن معها يا «كيوت»؟! أما أن يُذبح المسلمون جهاراً نهاراً فهو إنسان محايد، والحياد بالمناسبة أعهر موقف عرفه البشر!
كتبَ أحد هؤلاء المثقفين «الكيوت» منذ يومين يقول: لو كان الله غاضباً على أميركا، ما أعطاها هذا العلم لتتنبأ فيه بحدوث الكوارث!
لم يبقَ إلا أن يخبرنا أن ترامب من الخلفاء الرّاشدين!
نحن أيضاً نكره أن يتأذى المدنيون المسالمون لأي جنسية أو دين انتموا، ولكن من أخبرك يا سيادة «الكيوت» أنّ الله إذا أعطى الدنيا لأحدٍ فإنه راضٍ عنه؟!
إنّ النمرود ملكَ الأرض من مشرقها إلى مغربها، وفرعون كان ينادي في النّاس: «أليس لي ملك مصر»؟! وثمود «كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين»! وعاد كانوا يقولون: «من أشدّ منا قوة»؟! فهل كان الله راضياً عن هؤلاء؟! بهذا المنطق المريض، والمعايير السقيمة، يكون قارون أفضل من موسى عليه السلام، لأنه ملكَ الكنوز، وموسى كان يرعى الغنم!
جميل أن تتعاطف مع كل البشر أيها المثقف الكيوت، ولكن أن يهزك إجلاء أهل فلوريدا بسبب إعصار ولا يهزك إجلاء أهل حلب بسبب البراميل المتفجرة فهذه وضاعة ثقافية! وأن يبكيك منزل اقتلعته الريح ولا يبكيك منزل دكته طائرات الأف 16، فشهاداتك ومقالاتك وتغريداتك لا تساوي حذاء أُميٍّ لا يقرأ ولا يكتب، يتكدّرُ ويحزن، وما فيه من شيء غير أنّ بعض بني دينه ليسوا بخير!
بقلم : أدهم شرقاوي