تعكس جرائم حرق نسخ من المصحف الشريف، وآخرها أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن، تزايد خطاب الكراهية والعنصرية ضد مسلمي أوروبا، والمسلمين عموما، الأمر الذي يهدد التعايش في هذه المجتمعات، ما لم تتدخل الحكومات الأوروبية لمواجهة هذه الظاهرة، عبر تجريم الإساءة للأديان.

أواخر يونيو الماضي، نشرت وزارة الداخلية الألمانية تقريرا أعدته «مجموعة الخبراء المستقلة حول العداء للمسلمين أفاد بأن ثلث المسلمين في ألمانيا (5.5 مليون) يعانون من العداء بسبب دينهم، مشيرة إلى أن «كثيرا من المسلمين يعانون من التهميش والتمييز في حياتهم اليومية، بما في ذلك الكراهية والعنف، والحكومة ستدرس نتائج وتوصيات التقرير وستعمل على مكافحة التمييز وحماية المسلمين».

ما قيل أمر طيب، وهو يعكس إرادة حقيقية للقضاء على التهميش والتمييز والكراهية، خاصة وأن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأوروبية، وتبنيها نهجا معاديا للمسلمين، يمكن أن تكون له الكثير من العواقب على حياة الملايين، وإذا كانت حوادث حرق نسخ من المصحف الشريف هي الأبرز، إلا أن هناك الكثير من الممارسات المسيئة كما هو الحال بالنسبة للرسوم الكاريكاتورية المسيئة.

التمييز والكراهية تجليا مع اندلاع حرب أوكرانيا، حيث كان يُنظر إلى اللاجئين الأوكرانيين باعتبارهم أوروبيين يختلفون تماما عن اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وأفغانستان وبلدان الشرق الأوسط.

هذا التمييز أدى إلى الكراهية، وإلى ما شهدناه من أحداث مؤسفة تمثلت في حرق نسخ من المصحف الشريف، وهو أمر يحتاج إلى وقفة صارمة وحاسمة بعيدا عن الادعاءات غير المقبولة المتعلقة بحرية الرأي والتعبير.