+ A
A -
يصل حصار قطر اليوم إلى مرحلة متقدمة من التأزم وذلك باستعمال العامل القبلي والعائلي في صراع ما كان له أن يكون في الحقيقة. فبعد عملية القرصنة والحصار الاقتصادي والحرب الإعلامية وتفشي الشائعات نقف اليوم على عنصر جديد يدخل الأزمة الخليجية وهي في أوج توترها وهو العنصر القبلي.
فبقطع النظر عن طبيعة هذا العنصر وعن طبيعة الأطراف المستهدفة به فإنه يمثل حسب هذه القراءة آخر العناصر التي يمكن استعمالها في الأزمة الراهنة قبل الحل العسكري. بل إن الأداة القبلية تعتبر في نظرنا الأكثر خطورة في المحيط الخليجي من كل الوسائل الأخرى نظرا لطبيعة التركيبة الديمغرافية لمجتمعات هذه المنطقة من العالم.
القبيلة هي نواة المجتمع الخليجي الصلبة وهي نواة لا تزال متماسكة مقارنة بمثيلاتها في أجزاء أخرى من الأرض العربية. يمكن القول إن القبيلة نجحت في المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي كما نجحت في منع الأسس الاجتماعية لهذه الكيانات من التفتت وفي صيانة المنظومة القيمية والأخلاقية للمجموعة من التحلل.
اليوم تدخل القبلية عنصرا من عناصر الصراع المفتوح بين الإخوة بل وبين أفراد القبيلة الواحدة من أجل تحقيق الفوز على الطرف الآخر وخاصة دولة قطر بما هي في الحقيقة الطرف المستهدف من هذا الحصار منذ بدايته.
هذا التوظيف للعنصر القبلي يعتبر مؤشرا على خاصيتين أساسيتين:
أما الأولى فتتمثل في بلوغ الحصار منتهاه أي أن المحاصِرين قد استنفذوا كل الأدوات الممكنة والمتاحة في حربهم ضد دولة قطر، وهو ما يؤشر على انحدار مستوى الأزمة التي تكون قد بلغت أقصى مداها. أمام العنصر الثاني فيتمثل في ضرورة الوعي بخطورة توظيف العامل القبلي في الصراعات البينية المهددة للبنية العامة للنسيج المجتمعي.
إن انفلات حدود الصراع في الأزمة الخليجية الأخيرة والتي كادت تؤدي إلى كارثة حقيقية بعد تصريحات أمير دولة الكويت الذي أشار إلى التطرق إلى الخيار العسكري في بداية الأزمة يدفع إلى ضرورة مزيد من التفكير في انفلات القرار السياسي الخليجي من كل أشكال الرقابة. فكيف يمكن لأزمة محلية مفتعلة أن تأخذ كل هذه الأبعاد وفي وقت قصير جدا بشكل يهدد استقرار المنطقة ككل؟ الثابت هو أن المنطقة برمتها مقبلة على تغيرات عميقة وليس ما نشاهده من أزمات على السطح إلا مقدمة لهذه الأزمات ومدخلا لها وهو ما يفرض على دول الخليج الوعي بحساسية المرحلة والوعي قبل كل شيء بأنهم جميعا في نفس القارب.
بقلم : محمد هنيد
فبقطع النظر عن طبيعة هذا العنصر وعن طبيعة الأطراف المستهدفة به فإنه يمثل حسب هذه القراءة آخر العناصر التي يمكن استعمالها في الأزمة الراهنة قبل الحل العسكري. بل إن الأداة القبلية تعتبر في نظرنا الأكثر خطورة في المحيط الخليجي من كل الوسائل الأخرى نظرا لطبيعة التركيبة الديمغرافية لمجتمعات هذه المنطقة من العالم.
القبيلة هي نواة المجتمع الخليجي الصلبة وهي نواة لا تزال متماسكة مقارنة بمثيلاتها في أجزاء أخرى من الأرض العربية. يمكن القول إن القبيلة نجحت في المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي كما نجحت في منع الأسس الاجتماعية لهذه الكيانات من التفتت وفي صيانة المنظومة القيمية والأخلاقية للمجموعة من التحلل.
اليوم تدخل القبلية عنصرا من عناصر الصراع المفتوح بين الإخوة بل وبين أفراد القبيلة الواحدة من أجل تحقيق الفوز على الطرف الآخر وخاصة دولة قطر بما هي في الحقيقة الطرف المستهدف من هذا الحصار منذ بدايته.
هذا التوظيف للعنصر القبلي يعتبر مؤشرا على خاصيتين أساسيتين:
أما الأولى فتتمثل في بلوغ الحصار منتهاه أي أن المحاصِرين قد استنفذوا كل الأدوات الممكنة والمتاحة في حربهم ضد دولة قطر، وهو ما يؤشر على انحدار مستوى الأزمة التي تكون قد بلغت أقصى مداها. أمام العنصر الثاني فيتمثل في ضرورة الوعي بخطورة توظيف العامل القبلي في الصراعات البينية المهددة للبنية العامة للنسيج المجتمعي.
إن انفلات حدود الصراع في الأزمة الخليجية الأخيرة والتي كادت تؤدي إلى كارثة حقيقية بعد تصريحات أمير دولة الكويت الذي أشار إلى التطرق إلى الخيار العسكري في بداية الأزمة يدفع إلى ضرورة مزيد من التفكير في انفلات القرار السياسي الخليجي من كل أشكال الرقابة. فكيف يمكن لأزمة محلية مفتعلة أن تأخذ كل هذه الأبعاد وفي وقت قصير جدا بشكل يهدد استقرار المنطقة ككل؟ الثابت هو أن المنطقة برمتها مقبلة على تغيرات عميقة وليس ما نشاهده من أزمات على السطح إلا مقدمة لهذه الأزمات ومدخلا لها وهو ما يفرض على دول الخليج الوعي بحساسية المرحلة والوعي قبل كل شيء بأنهم جميعا في نفس القارب.
بقلم : محمد هنيد