منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية كان موقف دولة قطر واضحاً لجهة ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دوليا، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.

وقد جاءت زيارة ومباحثات معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس، إلى أوكرانيا، في إطار جهود دولة قطر لمعالجة التداعيات الإنسانية للأزمة، حيث تناول معاليه سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما جهود دولة قطر التنموية في أوكرانيا، وآفاق التعاون في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى دعم الجهود الرامية لتمديد اتفاق الحبوب لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، وقد أعلن معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية عن مساعدات إنسانية بقيمة «100» مليون دولار لأوكرانيا، للمساعدة في التخفيف من شدة الوضع الإنساني في أوكرانيا، بالإضافة إلى الدعوة لدعم مبادرة تصدير الحبوب الأوكرانية.

زيارة معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية إلى أوكرانيا تشكل فرصة مهمة للغاية على صعيد دعم الجهود الرامية إلى تطويق هذه الحرب وإيجاد مخارج مقبولة لها، ومنع ارتداداتها على القضايا الإنسانية، ومن ذلك دعم الجهود الرامية لتمديد اتفاق الحبوب، حيث تتمتع قطر باحترام جميع الأطراف، الأمر الذي يؤهلها للمشاركة في الجهود الرامية إلى إيجاد حلول مقبولة وفي مقدورها تجنيب العالم التداعيات السلبية لهذه الحرب، وفي الواقع فإن لا أحد في منأى عن هذه التداعيات، وهي خطيرة للغاية على الأمن والسلم والدوليين.