+ A
A -
عندما فازت دولة قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام «2022»، في يوم الثاني من ديسمبر 2010، أطلق صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تصريحا تاريخيا ما زال عالقاً في الألباب، وحاضرا في الأذهان عندما قال: «إنه يوم من أيام العرب»، ويقصد سموه أنه من الانتصارات المميزة في تاريخ العرب الحديث، إذ أن هذا المونديال لهم جميعا، وإن مثلتهم قطر باستضافته وتنظيمه.
فإذا كان ذلك اليوم من أيام العرب، فإن مساء أمس من «أيام قطر» الخالدة، والذي لا يمكن أن تشاهد له مثيلا في دولة أخرى، إذ أن خواصه وطنية، وخصائصه قطرية خالصة.. وفي هذه الظروف خاصة.
نعم، إنه يوم عنابي بامتياز، رفرف فيه العلم القطري عالياً، وحلق فيه الأدعم مرتفعاً في سماء البلاد، على مرأى العباد والأشهاد، واحتشد الشعب بكامل مكوناته وجميع شرائحه وكافة طوائفه، في كورنيش الدوحة دون توجيه أو ضغط من الجهات المسؤولة، بل بكامل إرادته نظراً لمحبته لقائده وولائه لوطنه ووفائه لأرضه، والتي يعيش عليها بكرامة وعزة، يغبط عليها من دول العالم وتحسده فيها دول الحصار والجوار..!
تحولت واجهة قطر البحرية على امتداد كورنيش الدوحة إلى مشهد من مشاهد الحب الكبير، ورسالة من فوق الأرض وتحت الماء، إلى كل حاقد وحاسد وأصحاب النفوس المريضة والسلوكيات البغيضة، مفادها: إنكم مهما حاولتم زرع الفتن أو إثارة الشغب عبر بيانات الخيانة أو إعلام التحريض أو وزراء تويتر والريتويت، فإنكم تزيدون الوطن لحمة وترابطا وتعاضدا، وتكشفون لشعوبكم الوجه القبيح لسياساتكم، وتراجع شعبياتكم، وتزايد خوفكم، وكثرة ارتعاشكم، لدرجة أنكم لا تستطيعون الحركة سوى تحت حراسة الجيوش وتحليق الطائرات وداخل الأقفاص الزجاجية، والأبراج العاجية، .. بينما صاحب السمو - حفظه الله ورعاه - كان يصول ويجول في طول الكورنيش وعرضه، يحيي الجماهير ويسلم على الكبير والصغير، دون حاجة لـ «بودي جارد» أو أسطول من الحراسة.. فهو يعلم أن شعبه هو من يدافع عنه، لذلك أحبهم وأحبوه، بينما زعماء الحصار لو فكروا بمثل هذا العمل فقد يكون ذلك نوعاً من الانتحار!!
على مدار التاريخ.. لم يذكر أن حاكم دولة في مثل الظروف التي نمر بها حاليا، ولا تخفى على كل متابع، وما لها من تداعيات وإرهاصات، وما يلزم حيالها من توخي الحذر ورفع درجات الاستعداد، نظرا لما يمارسه الخصوم من أعلى درجات الخبث والفجور، فعل ما فعله صاحب السمو، أمس، وما فعل ذلك إلا إيمانا بربه، ثم ثقة في نفسه، واطمئناناً لشعبه.
نعم، لقد مشى «تميم المجد» أمس واثق الخطوة ملكاً، مؤمناً بالله، ثم بطريق الحق الذي رضي أن يسير فيه، وإن قل سالكوه، فكان له الشعب حصناً منيعاً، ودرعاً واقياً، وأمناً وأماناً.. ولسان حاله يقول: سر يا زعيم.. نحن معك إلى الأمام،ونحن هنا نتحدى دول الحصار أن يكون لديها هذه الحالة الوطنية الخالصة التي يظهر فيها أعلى مراتب الرضا والعرفان بين حاكم عادل وشعب أبيّ، اتفقوا على حب الوطن والاصطفاف معاً لحمايته من كيد الكائدين ومكر الماكرين، وشكلوا حائط صد في وجوه المبغضين، وقلوب المغرضين، ولسان المحرضين.
نتحدى أن يقوم أي زعيم بإيقاف موكبه خمس مرات للسلام على شعبه، تارة على طفل وأخرى على شايب أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه رسالة من سموه أن جميع الشعب في قلبه، يحمل همومهم ويعتز بهم، مواطنين ومقيمين.. وقد جاء الرد العملي من أرض الكورنيش ليقولوا له: «ونحن أيضاً نعتز بك يا صاحب السمو».
حاولت دول الحصار اللعب بورقة حب الشعب لقائده، فوصلتهم رسائل صادمة، من تلك الجموع الحاشدة، سواء من خلال الوتر القبلي أو الشعبي عموماً، واكتشفت هذه الدول أنها من تحتاج مئات السنين حتى تصل لشعبية صاحب السمو، والتي ترجمها على أرض الواقع مع شعبه فور وصوله أمس، بعد جولة خارجية مهمة هي الأولى منذ فرض الحصار، والتقى خلالها كبار القيادات الأوروبية وتوجه بخطاب تاريخي في الأمم المتحدة، ثم لقاء مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
هذا هو زعيمنا الذي يبشرنا بالخير والعز، ونحن نرد له بالحب والوفاء والتضحية من أجل الوطن وسلامته وسيادته.
إن يوم أمس بما حمله من سعادة غامرة، ومشاعر جياشة كان بمثابة عيد وطني، سيبقى طويلا في الذاكرة، وسيظل خالدا للأجيال القادمة، لما فيه من صدق ومحبة، وفخر وعزة، وإباء وكبرياء، وحب وولاء.. وهذه هي قطر يا جاهل فيها.. صفاتها غير.. وترابطها كبير بين الشعب الوفي.. وقائده الأمير.
بقلم: محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول
فإذا كان ذلك اليوم من أيام العرب، فإن مساء أمس من «أيام قطر» الخالدة، والذي لا يمكن أن تشاهد له مثيلا في دولة أخرى، إذ أن خواصه وطنية، وخصائصه قطرية خالصة.. وفي هذه الظروف خاصة.
نعم، إنه يوم عنابي بامتياز، رفرف فيه العلم القطري عالياً، وحلق فيه الأدعم مرتفعاً في سماء البلاد، على مرأى العباد والأشهاد، واحتشد الشعب بكامل مكوناته وجميع شرائحه وكافة طوائفه، في كورنيش الدوحة دون توجيه أو ضغط من الجهات المسؤولة، بل بكامل إرادته نظراً لمحبته لقائده وولائه لوطنه ووفائه لأرضه، والتي يعيش عليها بكرامة وعزة، يغبط عليها من دول العالم وتحسده فيها دول الحصار والجوار..!
تحولت واجهة قطر البحرية على امتداد كورنيش الدوحة إلى مشهد من مشاهد الحب الكبير، ورسالة من فوق الأرض وتحت الماء، إلى كل حاقد وحاسد وأصحاب النفوس المريضة والسلوكيات البغيضة، مفادها: إنكم مهما حاولتم زرع الفتن أو إثارة الشغب عبر بيانات الخيانة أو إعلام التحريض أو وزراء تويتر والريتويت، فإنكم تزيدون الوطن لحمة وترابطا وتعاضدا، وتكشفون لشعوبكم الوجه القبيح لسياساتكم، وتراجع شعبياتكم، وتزايد خوفكم، وكثرة ارتعاشكم، لدرجة أنكم لا تستطيعون الحركة سوى تحت حراسة الجيوش وتحليق الطائرات وداخل الأقفاص الزجاجية، والأبراج العاجية، .. بينما صاحب السمو - حفظه الله ورعاه - كان يصول ويجول في طول الكورنيش وعرضه، يحيي الجماهير ويسلم على الكبير والصغير، دون حاجة لـ «بودي جارد» أو أسطول من الحراسة.. فهو يعلم أن شعبه هو من يدافع عنه، لذلك أحبهم وأحبوه، بينما زعماء الحصار لو فكروا بمثل هذا العمل فقد يكون ذلك نوعاً من الانتحار!!
على مدار التاريخ.. لم يذكر أن حاكم دولة في مثل الظروف التي نمر بها حاليا، ولا تخفى على كل متابع، وما لها من تداعيات وإرهاصات، وما يلزم حيالها من توخي الحذر ورفع درجات الاستعداد، نظرا لما يمارسه الخصوم من أعلى درجات الخبث والفجور، فعل ما فعله صاحب السمو، أمس، وما فعل ذلك إلا إيمانا بربه، ثم ثقة في نفسه، واطمئناناً لشعبه.
نعم، لقد مشى «تميم المجد» أمس واثق الخطوة ملكاً، مؤمناً بالله، ثم بطريق الحق الذي رضي أن يسير فيه، وإن قل سالكوه، فكان له الشعب حصناً منيعاً، ودرعاً واقياً، وأمناً وأماناً.. ولسان حاله يقول: سر يا زعيم.. نحن معك إلى الأمام،ونحن هنا نتحدى دول الحصار أن يكون لديها هذه الحالة الوطنية الخالصة التي يظهر فيها أعلى مراتب الرضا والعرفان بين حاكم عادل وشعب أبيّ، اتفقوا على حب الوطن والاصطفاف معاً لحمايته من كيد الكائدين ومكر الماكرين، وشكلوا حائط صد في وجوه المبغضين، وقلوب المغرضين، ولسان المحرضين.
نتحدى أن يقوم أي زعيم بإيقاف موكبه خمس مرات للسلام على شعبه، تارة على طفل وأخرى على شايب أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه رسالة من سموه أن جميع الشعب في قلبه، يحمل همومهم ويعتز بهم، مواطنين ومقيمين.. وقد جاء الرد العملي من أرض الكورنيش ليقولوا له: «ونحن أيضاً نعتز بك يا صاحب السمو».
حاولت دول الحصار اللعب بورقة حب الشعب لقائده، فوصلتهم رسائل صادمة، من تلك الجموع الحاشدة، سواء من خلال الوتر القبلي أو الشعبي عموماً، واكتشفت هذه الدول أنها من تحتاج مئات السنين حتى تصل لشعبية صاحب السمو، والتي ترجمها على أرض الواقع مع شعبه فور وصوله أمس، بعد جولة خارجية مهمة هي الأولى منذ فرض الحصار، والتقى خلالها كبار القيادات الأوروبية وتوجه بخطاب تاريخي في الأمم المتحدة، ثم لقاء مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
هذا هو زعيمنا الذي يبشرنا بالخير والعز، ونحن نرد له بالحب والوفاء والتضحية من أجل الوطن وسلامته وسيادته.
إن يوم أمس بما حمله من سعادة غامرة، ومشاعر جياشة كان بمثابة عيد وطني، سيبقى طويلا في الذاكرة، وسيظل خالدا للأجيال القادمة، لما فيه من صدق ومحبة، وفخر وعزة، وإباء وكبرياء، وحب وولاء.. وهذه هي قطر يا جاهل فيها.. صفاتها غير.. وترابطها كبير بين الشعب الوفي.. وقائده الأمير.
بقلم: محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول