+ A
A -
الطلاب في فصولهم، الموظفون في مكاتبهم، الاطباء في عياداتهم، المهندسون في مواقعهم، الجنود في ثكناتهم، رجال الأمن في مهماتهم، العمال في ورشهم، الصناع في مصانعهم، التجار في متاجرهم، الصاغة في معارضهم، الخبراء في معاملهم، ربات البيوت في منازلهن.. الكل يؤدي مهامه والغالبية العظمى من السكان تؤديها في الفترة الصباحية.. لكن، اختر أي وقت، واذهب إلى أي شارع وسط العاصمة، غربها، شرقها وجنوبها اذهب إلى شارع 22 فبراير، سلوى، بروة التجاري، تجد الزحام، زحام السيارات اقصد، قد يكون مبررا في فترة الدوام الصباحي ذهابا إلى الاعمال والثانية ظهرا ايابا من الاعمال، فمن اين هؤلاء الذين يسببون الازدحام في الشوارع؟
تشعر بالسعادة بنبض الشارع وأمانه وبازدياد السكان، لكن تتألم من ازدحام في أوقات يفترض ان تكون هادئة، وهي ما بين الثامنة صباحا والواحدة بعد الظهر، وبين الخامسة عصرا والثامنة مساء.
اكثر من ربع ساعة امضيت أمس على كل تقاطع في وسط العاصمة، وكنت خرجت بإذن من عملي لأجد هذا الزحام الذي جعلني اتساءل: من اين جاء هؤلاء الناس؟ هل هم خرجوا بإذن مثلي، ام انهم بلا اعمال؟ ام أعمالهم التجوال في الشوارع؟!... وقد خطر على بالي ان اسأل كل من في الشارع: ماذا تعمل؟ ولماذا انت في الشارع بهذا الوقت؟، وقد فعلت، لأجد ان لكل منهم مبرره، وفق اجابة عينة عشوائية من عشرة أشخاص في عدة مناطق.
رفعت التحية لرجال المرور ولخويا والفزعة الموجودين على مدار الساعة وفي عز الحر ينظمون السير ويفكون أي تشابك ورفعت القبعة للمهندسين والعمال الذين يعملون في وسط النهار على مواقع الإشارات المرورية لتحقيق الانسيابية، وإصلاح الخلل.
الشارع وانسيابيته مسؤولية، وما أود تأكيده، هو القيادة الاقتصادية، بان نختار الطرق السالكة لأعمالنا وان طالت المسافة، وهذا يتطلب الإعلان الفوري عن مواقع الازدحام عبر برنامج من برامج المؤسسات الساهرة على ابتكار الحلول للازدحام، وألا نخرج للشارع الا اذا كان لنا مهمة وليكن التجوال بلا عمل في ايام العطل، والله من وراء القصد.
نبضة أخيرة
رأيت القناعة رأس الغنىِ فصرت بأذيالها متمسـك.. فلا ذا يراني علـى بابه ولا ذا يراني به منهمك.. فصرت غنياً بلا درهمٍ أمر على الناس شبه الملك. «الشافعي»
بقلم : سمير البرغوثي
تشعر بالسعادة بنبض الشارع وأمانه وبازدياد السكان، لكن تتألم من ازدحام في أوقات يفترض ان تكون هادئة، وهي ما بين الثامنة صباحا والواحدة بعد الظهر، وبين الخامسة عصرا والثامنة مساء.
اكثر من ربع ساعة امضيت أمس على كل تقاطع في وسط العاصمة، وكنت خرجت بإذن من عملي لأجد هذا الزحام الذي جعلني اتساءل: من اين جاء هؤلاء الناس؟ هل هم خرجوا بإذن مثلي، ام انهم بلا اعمال؟ ام أعمالهم التجوال في الشوارع؟!... وقد خطر على بالي ان اسأل كل من في الشارع: ماذا تعمل؟ ولماذا انت في الشارع بهذا الوقت؟، وقد فعلت، لأجد ان لكل منهم مبرره، وفق اجابة عينة عشوائية من عشرة أشخاص في عدة مناطق.
رفعت التحية لرجال المرور ولخويا والفزعة الموجودين على مدار الساعة وفي عز الحر ينظمون السير ويفكون أي تشابك ورفعت القبعة للمهندسين والعمال الذين يعملون في وسط النهار على مواقع الإشارات المرورية لتحقيق الانسيابية، وإصلاح الخلل.
الشارع وانسيابيته مسؤولية، وما أود تأكيده، هو القيادة الاقتصادية، بان نختار الطرق السالكة لأعمالنا وان طالت المسافة، وهذا يتطلب الإعلان الفوري عن مواقع الازدحام عبر برنامج من برامج المؤسسات الساهرة على ابتكار الحلول للازدحام، وألا نخرج للشارع الا اذا كان لنا مهمة وليكن التجوال بلا عمل في ايام العطل، والله من وراء القصد.
نبضة أخيرة
رأيت القناعة رأس الغنىِ فصرت بأذيالها متمسـك.. فلا ذا يراني علـى بابه ولا ذا يراني به منهمك.. فصرت غنياً بلا درهمٍ أمر على الناس شبه الملك. «الشافعي»
بقلم : سمير البرغوثي