عبر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الفلسطينية - الإسرائيلية، أندرو ميلر عن قلق بلاده إزاء تصاعد اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين بالضفة الغربية، وخلال زيارة قام بها برفقة محافظ رام الله والبيرة إلى بلدتي ترمسعيا وسنجل اطلع المسؤول الأميركي على آثار الاعتداءات التي نفذها مستوطنون في يونيو الماضي على أهالي وممتلكات البلدتين، وقال: «الولايات المتحدة تعمل من أجل تخفيف التصعيد الحالي وتوفير بيئة تضمن للجميع العيش بحرية وأمن وازدهار».

القلق الأميركي حيال ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهم، لكنه غير مفيد طالما لم يكن في وسع واشنطن تحقيق إنجاز عملي ملموس لإنقاذ الشعب الفلسطيني مما يكابده، إذ نظرت تل أبيب إلى الأقوال الغربية، على الدوام، على أنها غير جادة، فاستغلت غياب الجدية الدولية في تطبيق حل الدولتين لضم الضفة الغربية، وتطبيق القانون الإسرائيلي على أجزاء واسعة منها، وهو أمر سيؤدي لا محالة إلى مواجهات مستمرة يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا من إيمانه بحقوقه المشروعة.

جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته تشكل امتدادا لحرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني، وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، بهدف كسر إرادة الصمود لدى الفلسطينيين، وهي لن تكسر، وهذا يعني المزيد من الجرائم الإسرائيلية التي لن تتوقف عبر عبارات القلق أو التنديد الخجولة، والتي تشكل انعكاسا لازدواجية المعايير، وغياب الإرادة الدولية في احترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعدم الجدية الدولية في تحقيق التهدئة، واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع، الذي يحتاج إلى تحرك دولي عاجل وحاسم.