تبدو العلاقات الروسية- الأميركية في أسوأ حالاتها، ويعود ذلك إلى سببين رئيسين هما التحركات الروسية والإهمال الأميركي.
تتمثل التحركات الروسية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، حسبما يؤكد مسؤولون ومحللون بارزون، بالإضافة إلى موضوعي أوكرانيا وجولات العقوبات المتصاعدة والتحركات الدبلوماسية الانتقامية. هذه الفوضى في العلاقات تركت انعكاساتها على العديد من القضايا خارج البلدين، وساهمت في تعقيد العديد من المشكلات الدولية، وما يحدث اليوم، يشبه إلى حد بعيد ما كان يحدث إبان الحرب الباردة، حيث تتحول العديد من الدول إلى مسارح تمارس فيها روسيا وأميركا عروض القوة.
إن المسألة الجوهرية لا تتعلق بتوجيه الاتهام إلى هذا الطرف أو ذاك، فما نراه يشكل امتدادا طبيعيا لتلك الحقبة، بمعنى أن الحرب الباردة لم تنته في أي وقت من الأوقات بل أخذت أبعادا مختلفة تبعا للقضايا المستجدة على الساحة الدولية.
الولايات المتحدة اليوم لم يعد يهمها قضايا حقوق الإنسان، والمد السوفياتي لم يعد له وجود، وبذلك أخذت المواجهة منحى آخر، حيث تحولت بؤر التوتر إلى مختبر للمواجهة بين الدولتين، لذلك لم نر حلولا لأي قضية ساخنة، كما هو الحال في اليمن أو سوريا أو كوريا الشمالية، ومع استمرار الخلافات فإن كل هذه القضايا وغيرها برسم التأجيل.
بالنسبة لروسيا فإن هاجسها الرئيسي عدم تحول دول- المختبرات إلى أنظمة على النمط الغربي، وبالنسبة للولايات المتحدة في عهد ترامب فإن المسألة الجوهرية ليست في تحويل أنظمة تلك الدول وإنما في الاستفادة من الإمكانيات التجارية التي تصب عائداتها في الخزينة الأميركية، وهكذا تبدو الصراعات في هذه الدول مرشحة للمزيد من التعقيدات، بينما الدول الغربية مجرد متفرج لا حول له ولا قوة، بانتظار أن يتلاقى العملاقان، وهو أمر مستبعد في ظل رئاسة ترامب، وغياب الحكمة عن السياسة الخارجية الأميركية.
بقلم : حسان يونس
تتمثل التحركات الروسية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، حسبما يؤكد مسؤولون ومحللون بارزون، بالإضافة إلى موضوعي أوكرانيا وجولات العقوبات المتصاعدة والتحركات الدبلوماسية الانتقامية. هذه الفوضى في العلاقات تركت انعكاساتها على العديد من القضايا خارج البلدين، وساهمت في تعقيد العديد من المشكلات الدولية، وما يحدث اليوم، يشبه إلى حد بعيد ما كان يحدث إبان الحرب الباردة، حيث تتحول العديد من الدول إلى مسارح تمارس فيها روسيا وأميركا عروض القوة.
إن المسألة الجوهرية لا تتعلق بتوجيه الاتهام إلى هذا الطرف أو ذاك، فما نراه يشكل امتدادا طبيعيا لتلك الحقبة، بمعنى أن الحرب الباردة لم تنته في أي وقت من الأوقات بل أخذت أبعادا مختلفة تبعا للقضايا المستجدة على الساحة الدولية.
الولايات المتحدة اليوم لم يعد يهمها قضايا حقوق الإنسان، والمد السوفياتي لم يعد له وجود، وبذلك أخذت المواجهة منحى آخر، حيث تحولت بؤر التوتر إلى مختبر للمواجهة بين الدولتين، لذلك لم نر حلولا لأي قضية ساخنة، كما هو الحال في اليمن أو سوريا أو كوريا الشمالية، ومع استمرار الخلافات فإن كل هذه القضايا وغيرها برسم التأجيل.
بالنسبة لروسيا فإن هاجسها الرئيسي عدم تحول دول- المختبرات إلى أنظمة على النمط الغربي، وبالنسبة للولايات المتحدة في عهد ترامب فإن المسألة الجوهرية ليست في تحويل أنظمة تلك الدول وإنما في الاستفادة من الإمكانيات التجارية التي تصب عائداتها في الخزينة الأميركية، وهكذا تبدو الصراعات في هذه الدول مرشحة للمزيد من التعقيدات، بينما الدول الغربية مجرد متفرج لا حول له ولا قوة، بانتظار أن يتلاقى العملاقان، وهو أمر مستبعد في ظل رئاسة ترامب، وغياب الحكمة عن السياسة الخارجية الأميركية.
بقلم : حسان يونس