يواجه اللاجئون والنازحون السوريون أوضاعاً صعبة للغاية خاصة مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، ناهيك عما يكابده السوريون عامة من أوضاع معيشية غير إنسانية، مع انقطاع التيار الكهربائي معظم الأوقات، والغلاء الفاحش الناجم عن انخفاض سعر العملة السورية.
هذه الأوضاع تستدعي تحركا واضحا من المجتمع الدولي عبر الدفع باتجاه استئناف العملية السياسية بين الأطراف السورية، بتسهيل من منظمة الأمم المتحدة، ولاسيما من خلال إعادة انعقاد اللجنة الدستورية، مع ضرورة بناء الثقة بين جميع الأطراف الرئيسية، من خلال اتخاذ خطوات متبادلة بطريقة يمكن التحقق منها.
لقد انقضت سنوات من الدبلوماسية التي لم تترجم إلى نتائج ملموسة للسوريين على الأرض، سواء في الداخل أو الخارج، كما لم تسفر عن تحركات حقيقية في العملية السياسية، التي يتعين أن تصل بالصراع السوري إلى نهاية تفاوضية، في وقت تتعمق فيه آثار الأزمة، وتصبح معالجة الوضع الإنساني أكثر صعوبة من أي وقتٍ مضى.
إن الوصول إلى حلول منصفة لهذه الأزمة تراعي تطلعات السوريين جميعا، يفترض التحلي بالإرادة السياسية للتغلب على القضايا التي حالت حتى الآن، دون إعادة انعقاد اللجنة الدستورية، على الرغم من كونها نقطة إجماع واضحة بين العديد من الفاعلين الرئيسيين، وكما يقول السيد غير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا فإنه على الرغم من أن جميع القضايا ليست في أيدي السوريين وحدهم، فإن إحدى القضايا التي يمكن ويجب أن تكون في أيديهم هي الدستور المستقبلي لبلادهم، بالإضافة إلى إيجاد حل عاجل لعودة اللاجئين.