+ A
A -
حبُّ القراءة من أهم وأجَلِّ الفضائل التي يمكننا زرعها في فلذات أكبادنا منذُ نعومة أظفارهم. فحين نتوجَّه إلى المكاتب لنشتري قصصًا تعليميَّة للأطفال نحرص على أن تتوافر فيها عدة معايير، منها مناسبة الكتاب للفئة العمرية للطفل من حيث المحتوى والمعلومات والمفردات والإخراج، وثانيهما أن يَتَّصف هذا الكتاب، من وجهة نظر قارئهِ، بالإمتاع والتشويق مما يشكل حافزًا إضافيَّا لدفع الطفل للقراءة.
ومن خلال هذين الشرطين، وبالذهاب إلى المكاتب المختصَّة ببيع الكتب، وعلى ندرتها، سرعان ما تجد نفسك تحاول المفاضلة والاختيار من ضمن مجموعة صغيرة من القصص التي تتسم بالعشوائية وعدم اتضاح الرؤية، فمعظمها لا يحوي أية معلومات توجيهية للقارئ كالفئة العمرية الموجه لها الكتاب. ويترك له الموضوع في تحديد ما هو المناسب للطفل. وبالمقارنة مع الكتب الأجنبية والقيام بذات المهمة في اختيار قصص أجنبية تعليمية للأطفال، نجد أن الأمر مختلف تمامًا، فنجد في المكاتب كماً أكبر من القصص التعليمية، وهي مصنفة وفقاً للفئة العمرية، وتخضع لمعايير معينة قبل نشرها تجعل منها مفيدة وموجهة للعمر المحدد.
كما يمكن طلب هذه الكتب عن طريق المواقع الالكترونية في الشبكة العنكبوتية مثل موقع «الأمازون»، أضف إلى ذلك إمكانية الاشتراك في المواقع الإلكترونية التي تتيح لك الاختيار بين آلاف القصص للأطفال كل حسب عمره، ويُضاف لها مميزات جميلة مثل سماع القصة صوتيًا أو ألعاب إلكترونية مهمتها تحفيز الطفل وحثه على القراءة وحب التعلم. والجميل أن معظم المدارس الدولية تتيح لأطفالنا الوصول لهذه المواقع التعليمية والترفيهية.
اللافت للنظر أننا نظل نسمع عبر المجالس والمنابر عبارات طنانة من قبيل: الأطفال جيل المستقبل، وأن مجتمعاتنا جلها من اليافعين فهي مجتمعات فتية، ناهيك عن قصائد الغزل بلغتنا العربية وجزالتها... فماذا فعلنا أو قدمنا لندعم تعليم الطفل العربي بلغته الأم على أرض الواقع؟ ولماذا هذا التقصير الواضح في أدب الطفل؟. فهل ذلك راجع إلى ضعف العائد المادي للمؤلف؟ أم بسبب عدم وجود مِنصَّة عمل جماعي ينظم عمل الأدباء على مستوى كل الوطن العربي في هذا المجال، فيتحول الجهد الفردي إلى جهد جماعي، وتتراكم الخبرات ولا يعود لزامًا على كل بلد عربي إعادة اختراع العجلة والبدء من جديد، ولكن نتحول إلى التكامل والبدء من حيث انتهى الآخرون.
لغتنا هي هويتنا، وأطفالنا هم أهم أمانة نحملها. ألا يعد ذلك كافياً ودافعاً لنا كي نتحرك ونجاري عجلة التطور.
بقلم : دانة درويش
ومن خلال هذين الشرطين، وبالذهاب إلى المكاتب المختصَّة ببيع الكتب، وعلى ندرتها، سرعان ما تجد نفسك تحاول المفاضلة والاختيار من ضمن مجموعة صغيرة من القصص التي تتسم بالعشوائية وعدم اتضاح الرؤية، فمعظمها لا يحوي أية معلومات توجيهية للقارئ كالفئة العمرية الموجه لها الكتاب. ويترك له الموضوع في تحديد ما هو المناسب للطفل. وبالمقارنة مع الكتب الأجنبية والقيام بذات المهمة في اختيار قصص أجنبية تعليمية للأطفال، نجد أن الأمر مختلف تمامًا، فنجد في المكاتب كماً أكبر من القصص التعليمية، وهي مصنفة وفقاً للفئة العمرية، وتخضع لمعايير معينة قبل نشرها تجعل منها مفيدة وموجهة للعمر المحدد.
كما يمكن طلب هذه الكتب عن طريق المواقع الالكترونية في الشبكة العنكبوتية مثل موقع «الأمازون»، أضف إلى ذلك إمكانية الاشتراك في المواقع الإلكترونية التي تتيح لك الاختيار بين آلاف القصص للأطفال كل حسب عمره، ويُضاف لها مميزات جميلة مثل سماع القصة صوتيًا أو ألعاب إلكترونية مهمتها تحفيز الطفل وحثه على القراءة وحب التعلم. والجميل أن معظم المدارس الدولية تتيح لأطفالنا الوصول لهذه المواقع التعليمية والترفيهية.
اللافت للنظر أننا نظل نسمع عبر المجالس والمنابر عبارات طنانة من قبيل: الأطفال جيل المستقبل، وأن مجتمعاتنا جلها من اليافعين فهي مجتمعات فتية، ناهيك عن قصائد الغزل بلغتنا العربية وجزالتها... فماذا فعلنا أو قدمنا لندعم تعليم الطفل العربي بلغته الأم على أرض الواقع؟ ولماذا هذا التقصير الواضح في أدب الطفل؟. فهل ذلك راجع إلى ضعف العائد المادي للمؤلف؟ أم بسبب عدم وجود مِنصَّة عمل جماعي ينظم عمل الأدباء على مستوى كل الوطن العربي في هذا المجال، فيتحول الجهد الفردي إلى جهد جماعي، وتتراكم الخبرات ولا يعود لزامًا على كل بلد عربي إعادة اختراع العجلة والبدء من جديد، ولكن نتحول إلى التكامل والبدء من حيث انتهى الآخرون.
لغتنا هي هويتنا، وأطفالنا هم أهم أمانة نحملها. ألا يعد ذلك كافياً ودافعاً لنا كي نتحرك ونجاري عجلة التطور.
بقلم : دانة درويش