+ A
A -
كانت الناقلة تطوي الطريق إلى الشحانية عائدا من دخان بعد عيادة صديق في المشفى الكوبي، فيما عيناي على الساعة التي تأكل الزمن وموعد صلاة الجمعة اقترب، وقبل ان يصعد الإمام إلى المنبر ناخت راحلتي أمام مسجد الدواسر في الخريب، تلك البلدة التي تستريح بهدوء ما بين العطورية ومحمية الشحانية، وكانت صور صاحب السمو ترحب بالقادمين إلى البلدة، في ظاهرة تشارك بها كافة المدن والقرى، فلا تخلو سيارة من صورة لسموه تؤكد الحب والولاء لهذا القائد الذي يقف شامخا في وجه الاعاصير، صعد الإمام إلى المنبر، وبهدوء واتزان وصوت رصين تحدث عن فراعنة العصور مبتدئا بفرعون «الغريق» بدعاء موسى عليه السلام، وبفرعون قريش الهالك في معركة بدر بدعاء محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وقد لقبه عليه السلام بفرعون ذلك العصر، وقال لكل زمان فرعون، واكتفى ولم يذهب إلى فراعنة العصر الذين يسفكون الدماء ويقتلون الأبناء والنساء وليس كما كان فرعون الغريق يفعل في بني يعقوب إسرائيل عليه السلام يقتل الأطفال ويبقي البنات، ليقول أنا «أحيي وأميت»، ألمح إلى الكبر، والظلم، وان الله سبحانه يمهل ولا يهمل.
وما ان أنهى الخطيب الصلاة وسلم يميناً ويسارا، حتى وقف رجل وقال بعد السلام والصلاة على رسول الله: «الغداء عندي» لكل الحاضرين بالمسجد والذين يربو عددهم على 200 مصل، هي العادات، الأصيلة، هو التأكيد ان الحصار لم يؤثر على اهل قطر بدو وحضر، وان الله انعم عليها بقيادة رشيدة فتحت الجو والبحر ليتواصل الخير ولتتواصل موائد الخير والرحمة والتواصل، راعي المجلس مبارك الدوسري واخوانه كانوا ببسماتهم يرحبون بكل من يدخل المجلس يعلمون الاجيال، اصول الاستقبال والضيافة، والاحترام لتنتقل العادات من جيل إلى جيل بهذه الروح الجميلة التي تفتح النفس وترطب الجو الساخن، والحديث عن الجور في الحصار وإيذاء الحلال حديث ذو شجون، غادرنا والصورة مشرقة لعز يدوم بإذن الله فكل من جلست معه يقول: عزنا وعز الوطن من قائد الوطن بو حمد اطال الله في عمره.
هي العادات، هي التقاليد والتي يحرص عليها ابن الصحراء كما جسدتها ذات زمن شاعرة عربية من صلب عدنان:
ولا نحك لنا أذنا بلا سبب
ولا نغير عادات بدت فينا
ولا نقول لضيف حل بمنازلنا
عربان وادي النقا خلف وادينا
دام عزك يا قطر، وعاش هذا الشعب الأبي الوفي لعاداته وأخلاقه وتقاليده.
نبضة اخيرة
«الحُبُّ الذي لا يَسْقُط سَقْفُه مع أول ضَرْبَة رعدٍ ولا تتداعى جُدرانُه من أول هَزَّة أرضٍ ولا يتبخَّر ماؤه مع أول طلوع شمسٍ تَعُدُّ على البحرِ أنفاسَه وترشقُه بأطنان الملح».
بقلم : سمير البرغوثي
وما ان أنهى الخطيب الصلاة وسلم يميناً ويسارا، حتى وقف رجل وقال بعد السلام والصلاة على رسول الله: «الغداء عندي» لكل الحاضرين بالمسجد والذين يربو عددهم على 200 مصل، هي العادات، الأصيلة، هو التأكيد ان الحصار لم يؤثر على اهل قطر بدو وحضر، وان الله انعم عليها بقيادة رشيدة فتحت الجو والبحر ليتواصل الخير ولتتواصل موائد الخير والرحمة والتواصل، راعي المجلس مبارك الدوسري واخوانه كانوا ببسماتهم يرحبون بكل من يدخل المجلس يعلمون الاجيال، اصول الاستقبال والضيافة، والاحترام لتنتقل العادات من جيل إلى جيل بهذه الروح الجميلة التي تفتح النفس وترطب الجو الساخن، والحديث عن الجور في الحصار وإيذاء الحلال حديث ذو شجون، غادرنا والصورة مشرقة لعز يدوم بإذن الله فكل من جلست معه يقول: عزنا وعز الوطن من قائد الوطن بو حمد اطال الله في عمره.
هي العادات، هي التقاليد والتي يحرص عليها ابن الصحراء كما جسدتها ذات زمن شاعرة عربية من صلب عدنان:
ولا نحك لنا أذنا بلا سبب
ولا نغير عادات بدت فينا
ولا نقول لضيف حل بمنازلنا
عربان وادي النقا خلف وادينا
دام عزك يا قطر، وعاش هذا الشعب الأبي الوفي لعاداته وأخلاقه وتقاليده.
نبضة اخيرة
«الحُبُّ الذي لا يَسْقُط سَقْفُه مع أول ضَرْبَة رعدٍ ولا تتداعى جُدرانُه من أول هَزَّة أرضٍ ولا يتبخَّر ماؤه مع أول طلوع شمسٍ تَعُدُّ على البحرِ أنفاسَه وترشقُه بأطنان الملح».
بقلم : سمير البرغوثي