أكرم الفرجابيفرض الذكاء الاصطناعي نفسه بقوة عالمياً، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد؛ ما جعل العديد من الدول تتسابق نحوه، وهو الأمر الذي دفع كثيراً من دول المنطقة إلى اتخاذ خطوات جادة تعكس حجم اهتمامها بهذا المجال، استنادا إلى كونه لم يعد من عالم الخيال، وإنما جزءٌ من الواقع المعاش بإمكانياته المتنوعة.

وحلّت دولة قطر بالمركز الثالث عربيا الشهر الماضي، في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي أصدرته شركة «تورتواز ميديا» العالمية، التي تضم مجلسا استشاريا عالميا وخبراء في الذكاء الاصطناعي من أنحاء العالم، حيث يهدف هذا المؤشر إلى رصد التطورات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في دول العالم، التي اختارت الاستثمار فيه، حيث ستؤثر هذه الثورة التكنولوجية على الأعمال والحكومة والمجتمع.

القطاع التعليمي

وفي هذا السياق أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أمام المؤتمر الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم العرب الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «‏الألكسو» في يونيو الماضي‏، أن تطوير أنظمة بيئة التعليم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، وتعزيز التحول الرقمي للبيئة التعليمية، أصبح جزءا لا يتجزأ من أي خطة استراتيجية تعليمية في قطر، منوهة بحرص الدولة، منذ وقت مبكر، على دمج التكنولوجيا في مختلف عمليات التعليم والتعلم، لجعل المتعلم متهيئا لمواجهة كافة متطلبات الحياة العملية الحديثة.

وهدف المؤتمر، الذي ترأست وفد الدولة فيه سعادة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، إلى الارتقاء بأنظمة التعليم بما يتناسب مع مقتضيات عصر التحول الرقمي، وصياغة توجهات الرؤية العربية لتعليم المستقبل، وتنمية المهارات الرقمية في المجال التربوي في سياق التحول الرقمي، وتطوير البنى التحتية الرقمية والإدارة التعليمية، وإعداد المعلمين لمدرسة الغد، كما شملت أجندته عرض تقرير لسعادة المدير العام لـ «‏الألكسو»‏ والوثيقة الرئيسية للمؤتمر التي جاءت بعنوان: «مستقبل التعليم في الوطن العربي في عصر التحول الرقمي»، فضلا عن تقرير اجتماع الخبراء ومشروع توصيات المؤتمر واعتمادها.

القطاع الحكومي

من جانبه اختتم ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، ممثلا بمعهد الإدارة العامة البرنامج التدريبي الأول «الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي: الفرص والتحديات»، الذي عقد ضمن مبادرة البرامج المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي نهاية شهر يوليو الماضي، حيث جاء اختيار ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي لموضوع الذكاء الاصطناعي استنادا إلى كونه لم يعد من عالم الخيال، وإنما جزءٌ من الواقع المعاش، ولما فيه من إمكانيات متنوعة تسهم في تطوير الخدمات الحكومية.

وتناول برنامج «الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي: الفرص والتحديات» الذي استمر على مدار ثلاثة أيام في جلساته، التعريف بالذكاء الاصطناعي ودوره في تحسين الخدمات الحكومية، والتعريف بالفرص والتحديات أمام صناع القرار، ومناقشة الاعتبارات الأخلاقية لاستخدامه، واستكشاف مدى ارتباط هذه التكنولوجيا الجديدة بقضايا الأمن السيبراني، كما استعرض البرنامج التدريبي، نماذج ناجحة في توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، لكل من ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والوكالة الوطنية للأمن السيبراني.

قطاع العمل

من ناحيتها أكدت وزارة العمل في الحدث الجانبي الذي نظمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الأسكوا» ضمن إطار المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة لعام 2023 بمدينة نيويورك الأميركية الشهر الماضي، أن دولة قطر كانت في طليعة الدول التي تبنت التكنولوجيا، ودمج الذكاء الاصطناعي لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، مشددة على الإيمان الراسخ بقيمة دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع العمل لاكتساب رؤى قيمة حول ديناميكيات سوق العمل في قطر، ما يؤدي إلى سياسات وتدخلات أكثر فعالية لدعم النمو الاقتصادي وتنمية القوى العاملة، وتحسين فرص العمل للمواطنين.

وكانت وزارة العمل قد أطلقت استراتيجية التحول الرقمي العام الماضي، والتي ركزت على استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات بما يتماشى مع الأهداف الأوسع لرؤية قطر الوطنية، لتحديث إدارة قطاع العمل، والارتقاء بمؤشر رضا العملاء بالوزارة، حيث لا يقتصر تركيزها على رقمنة وتحويل خدمات المستخدم التي تقدمها الوزارة فحسب، بل أيضا ابتكار حلول من خلال استخدام تطوير البرمجيات الرشيقة والسحابة الرقمية، وغيرها من التقنيات الناشئة الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لتزويد العملاء وأصحاب المصلحة بتجربة مستخدم سلسة، ولها تأثير إيجابي متبادل على الأعمال والمؤسسات في قطر، كما سلطت الضوء على مبادرات أساسية للذكاء الاصطناعي، ستطلقها وزارة العمل لحل قضايا قطاع العمل الرئيسية، وتتمثل في مبادرة نظام معلومات سوق العمل، ولها أيضا إمكانات هائلة لرصد التقدم المحرز نحو الأهداف العالمية، مثل أهداف التنمية المستدامة، وتقييم تأثير المبادرات والسياسات، ما يتيح التحسين المستمر، واتخاذ القرارات القائمة على الأدلة.

القطاع الصحي

وعلى صعيد القطاع الصحي تحتضن مؤسسة حمد الطبية أكبر مركز جراحات روبوتية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث بدأت باستقطاب هذا النوع من الأجهزة للامتيازات التي يقدمها الجهاز للفريق الطبي والمريض، وبدأ تنفيذ الجراحات الروبوتية في عمليات المسالك البولية، ثم بعض الأورام في البطن، وبدأ التوسع باستخدامها شيئا فشيئا، ثم بدأ ينتشر، حيث أعقاب المسالك البولية وجراحات البطن، واستخدام الروبوت في جراحات الأنف والأذن والحنجرة، ولقد نجح قسم الجراحة الروبوتية بالتعاون مع قسم جراحة الكبد بمؤسسة حمد الطبية في إجراء العملية الأولى من نوعها في منطقة الخليج والشرق الأوسط، حيث تم استئصال تشوه خلقي بالكيس المراري، ثم تحويل مسار القنوات المرارية وتوصيلها بالأمعاء الدقيقة، وذلك في مستشفى حمد العام، كما نجح قسم جراحة السمنة بمؤسسة حمد الطبية في إجراء أول جراحة تكميم معدة بالروبوت على مستوى العالم.

كما قامت مؤسسة حمد الطبية بتوظيف جهازي روبوت يعملان معاً ويتيحان إمكانية صرف 1200 صنف من الأدوية في الساعة الواحدة بما يسهم في تخفيض وقت انتظار المرضى لاستلام أدويتهم من الصيدلية بشكل بارز، حيث يتألف النظام المسمى «ماك فور أومنيسيل» (MACH4 Omnicell) من جهازي روبوت يعملان معا لتنفيذ عمليات صرف الأدوية سواء كانت الوصفات الدوائية معقدة أو وصفات اعتيادية خاصة بالأدوية التي يكثر الطلب عليها في حين يقدر مخزون الصيدلية الآلية لكلا النوعين من الوصفات بحوالي 14 ألف عبوة دوائية.

النيابة العامة

من جهتها أعلنت النيابة العامة في شهر مايو الماضي، عن بدء استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في عملها، وذلك في إطار التحسين المستمر في الخدمات التي تقدمها بما يحقق العدالة الناجزة التي تنشدها دولة قطر وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030، وضمن المبادرة الوطنية لتطوير أنظمة العدالة، حيث بدأت النيابة العامة في هذا الإطار تطبيق نظام تحويل «المقاطع الصوتية» إلى نصوص مكتوبة اعتمادا على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم هذه التقنية في جلسات التحقيق، وكذلك في تحرير المحاضر والمذكرات اللازمة لإنهاء الإجراءات القانونية والتصرف في البلاغات المتداولة، ووفقا لذلك يتم تحويل المعلومات المتوفرة خلال جلسات التحقيق وأثناء إصدار القرارات وكتابة المذكرات إلى نصوص مكتوبة بشكل سريع ودقيق مع الحد من العمل اليدوي، الأمر الذي سيساهم في تسريع الإجراءات القضائية وتحسين دقة وجودة المعلومات المتعلقة باختصاصات وعمل النيابة العامة.

وكانت النيابة العامة بدأت منذ فترة في الاستخدام التجريبي لخدمات تحويل الكلمات المنطوقة إلى نصوص في بعض النيابات، حيث لاقت هذه التجربة نجاحا كبيرا نظرا لمستوى الدقة والفعالية، وبالتالي تقرر بدء تطبيق هذا النظام في النيابة العامة على نطاق واسع بهدف تحقيق الاستفادة المرجوة منه، وقد أكدت النيابة العامة مواصلة تنفيذ خطتها لتبني الحلول التكنولوجية المتقدمة في العمل القضائي، وفي مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونشر أحدث التقنيات لتطوير الأعمال ولتعزيز التجربة الرقمية، وكذلك تنمية القدرات التقنية لتطوير التشغيل الآلي لكافة الإجراءات القضائية بما يكفل ترسيخ وتحقيق العدالة الناجزة.

رفع الإنتاجية

بدورها استعرضت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة مايكروسوفت خلال شهر يونيو الماضي، أحدث خدمات وحلول الذكاء الاصطناعي من «Azure OpenAI»، وكيفية الاستفادة منها، لابتكار حلول وتطبيقات تساهم في رفع الإنتاجية، وتعزيز الابتكار وتطور الأعمال وتنميتها في القطاعات المختلفة في الدولة، جاء ذلك خلال استضافة شركة مايكروسوفت قطر حدث «الذكاء الاصطناعي مع مايكروسوفت - من الخيال إلى الواقع» بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث يأتي تنظيم شركة مايكروسوفت لهذا الحدث ضمن جهود دولة قطر، ممثلة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لتكريس تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع نواحي الحياة والأعمال والحوكمة، وبناء بيئة محفزة للبحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، حتى تصبح قطر نموذجا متقدما يحتذى به في الانتقال بسلاسة إلى مستقبل يقوم على الذكاء الاصطناعي.

وخلال حدث «الذكاء الاصطناعي مع مايكروسوفت - من الخيال إلى الواقع» تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم الهادفة إلى تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في الدولة، ومنها مذكرة تفاهم بين «Sprinklr» ومايكروسوفت للاستفادة من قدرات «Azure» للذكاء الاصطناعي في منصة ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي «شارك»؛ بهدف تعزيز تجربة المواطن، ورفع مستوى التميز في الخدمات الحكومية، وغيرها من الاتفاقيات الأخرى، حيث أكدت شركة مايكروسوفت سعيها إلى تمكين ابتكارات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الحكومية والشركات حول العالم، وحثهم على إيجاد طرق مبتكرة لتحقيق قيمة مضافة لأعمالها، باعتبار أن المؤسسات الحكومية والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة والكبيرة في مختلف قطاعات الأعمال ستستفيد من قدرات «Azure OpenAI» لتعزيز الإنتاجية، وزيادة الكفاءة، ورفع مستوى الأمان، وخفض التكاليف، ودفع عجلة الابتكار.

منصة سحابية

كما أطلقت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء»، في مارس الماضي، منصة واسعة النطاق مدعومة بالسحابة والذكاء الاصطناعي، وذلك بالتعاون مع شركة مايكروسوفت وشركة «كي بي إم جي»، إيمانا منها بالأهمية الاستراتيجية الكبيرة لتبني هذه التكنولوجيا المتقدمة في الارتقاء بالجودة في عمليات المؤسسة كافة إلى مستويات غير مسبوقة، باعتبار أن إدماج الذكاء الاصطناعي في أعمال «كهرماء» خطوة جديدة نحو تحقيق رؤيتها بالريادة العالمية، انطلاقا من حرصها على التميز المؤسسي، وبما يتماشى مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في التنمية والتطوير، واستراتيجية حكومة قطر الرقمية.

وسيساهم تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تطوير خدمات الحوسبة السحابية المعتمدة في «كهرماء»، وخاصة بما يتعلق بتحليل البيانات العملاقة آليا، لتحسين وتطوير خدمات الكهرباء والماء المقدمة في الدولة، فضلا عما ستلعبه المنصة من دور في تحليل أنماط استهلاك الكهرباء والماء في المجتمع، بما يتيح التخطيط الاستراتيجي الدقيق للإنتاج والتوزيع، ما يكفل الارتقاء بمستويات استدامة واعتمادية الخدمات المقدمة للمشتركين، حيث يتم تغذية هذه المنصة ببيانات أكبر ودليل الخدمة بشكل مفصل، بحيث إن أي مشترك يمكنه الاستفادة من خدمات «كهرماء» الذكية سواء على الموقع الإلكتروني أو منصات الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك عبر تطبيقاتها الذكية، وسيمكن للمستفيد الحصول على إجابات كافية حول مختلف التساؤلات وليس ردا تقليديا لأنه تم تغذية المنصة بكافة التفاصيل وبالتالي ستكون تفاعلية بشكل أكبر، كما أنه سيكون متاحا مراجعة الإجراءات، حيث سيتم تجميع الشكاوى باستخدام الذكاء الاصطناعي بتدخل بسيط من ناحية موظفي «كهرماء» ويمكن من خلاله إدراك مكامن التطوير والتحسين للخدمات.

التواصل مع العملاء

وكشف مركز قطر للمال في شهر يونيو الماضي عن إطلاق روبوت محادثة اسأل مركز قطر للمال المدعوم بروبوت الدردشة التفاعلي «ChatGPT» الخاص بشركة «Azure OpenAI» لتعزيز تجربة مستخدمي الموقع الإلكتروني وبوابة عملاء المركز، وتتيح هذه التقنية للمركز تعزيز الفعالية، وتفاعل العملاء، من خلال إزالة جميع العوائق التي تحول دون الوصول إلى المعلومات والدعم المطلوب، حيث أصبح من السهل الآن على العملاء التواصل مع المركز، والحصول على المساعدة التي يحتاجونها بسرعة وبشكل فوري، فمن خلال استخدام تقنية معالجة اللغات الطبيعية المتطورة لفهم استفسارات العملاء، سيعمل روبوت اسأل مركز قطر للمال كمساعد افتراضي على مدار الساعة لخدمة العملاء، ما يمكن من تجاوز الحواجز والقيود التقليدية المرتبطة عادة بساعات العمل المحددة، بينما تقوم بتقديم ردود سريعة ودقيقة على استفسارات العملاء.

ومن أهم فوائد الروبوت أنه يتيح للعملاء الوصول بسرعة للمعلومات المرتبطة بأنظمة وقوانين مركز قطر للمال، مما يمكنهم من البقاء على اطلاع على أحدث الأنظمة، وبالتالي يساهم في تعزيز الشفافية، وامتثال الأنظمة والقوانين لمعايير الصناعة، وتمتد مزايا تقنية الدردشة التفاعلية «ChatGPT» إلى ما هو أبعد من كونها مجرد أداة دعم بسيطة، فمن خلال أتمتة الرد على الاستفسارات المتكررة والمهام الروتينية، تمكن هذه الخدمة فريق الدعم في المركز من تركيز جهودهم على إنجاز الأنشطة الأكثر تعقيدا ذات القيمة المضافة، وبالتالي تعزيز الفعالية التشغيلية بشكل عام، حيث يحرص مركز قطر للمال على الاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة رقمية مميزة لعملائه، فمع إطلاق روبوت اسأل مركز قطر للمال، قفز خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تعزيز الدعم الذي نقدمه للعملاء، وتبسيط العمليات والخدمات لدينا، حيث يتمكن بفضل الإمكانات التفاعلية التي يتميز بها هذا الروبوت من مساعدة العديد من العملاء في وقت واحد، مما يضمن تقديم الدعم دون انقطاع لعملائه الذين يعيشون في مناطق زمنية مختلفة، وبالتالي تعزيز مستويات الرضا لديهم، حيث يقدم روبوت اسأل مركز قطر للمال ردودا تلقائية موحدة على استفسارات العملاء بناء على قوائم معدة مسبقا، تتوافق مع إرشادات وسياسات الأعمال، مما يلغي احتمالية حدوث الأخطاء البشرية أو الانحيازيات أو التناقضات في الردود، التي يمكن أن تحدث عادة، ويسهم في تحسين مستوى رضا العملاء، وتعزيز سمعة العلامة التجارية.

ثورة الذكاء الاصطناعي

وتشير تقديرات إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي عالميا يتوقع أن يبلغ ما بين 13 - 15 تريليون دولار بحلول عام 2030، ارتفاعا من 65 مليار دولار فقط في عام 2020، وإلى نمو عدد الجهات التي باتت تطبقه بنسبة 270 % في السنوات الأربع الماضية، إذ يتوقع أن تستحوذ أدوات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات العشر المقبلة، على وظائف وأعمال يعمل بها نحو مليار شخص على مستوى العالم، بل ويرجح أن تتفوق على الإنسان في ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وكتابة مقالات مدرسية في عام 2026، وقيادة الشاحنات في عام 2027، والعمل بتجارة التجزئة في عام 2031، بل إمكانية كتابة واحد من أفضل الكتب مبيعا بحلول 2049، وإجراء الجراحات في عام 2053.

ويعتبر روبوت أو برنامج الدردشة «ChatGPT» الذي طرحته شركة «Azure OpenAI» للاستخدام المجاني في أواخر نوفمبر الماضي، وهو يعتبر الوجه الأحدث لثورة الذكاء الاصطناعي وقفزة هائلة في التكنولوجيا المتصلة به، تذهب التوقعات إزاءها إلى حدود تغير جذري في سوق العمل البشري وفي مشهد الصناعة الرقمية، خاصة أنه يحاكي الدماغ البشري في تحليل المعلومات وبناء المحتوى، إلى الحد الذي دفع بعض وسائل الإعلام بوصفه بأنه أفضل ما طرح من نوعه على الإطلاق، فبين قائمة شديدة التنوع من المهام، يستطيع «شات بوت» أن يقدم المعلومات والتحليلات المتخصصة في جمل واضحة بسيطة ومرتبة، ويتحاور مع المستخدم ويجيب على ما يطرح عليه من أسئلة بشكل مفصل، ويتذكر كل ما طرح عليه من قبل من أسئلة خلال الحوار الذي يتم وكأنه بين شخصين، كما يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن الأخطاء، ولا يقف «ChatGPT» الذي هو اختصار لمصطلح «المحرك التوليدي المدرب مسبقا»، عند ذلك، بل يكتب القصص ويقرض الشعر ويبتكر النكات ويصوغ القصص الصحفية ويحررها ويرسل الرسائل النصية، ويرد عليها ويدير المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي بمهارة حتى دون أن يكون متصلا بالإنترنت، والأغرب من ذلك أن مقالات علمية نشرت باسمه، وأسهم في تأليف كتب علمية.