اتسعت دائرة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة وعدة مدن في إقليم دارفور غرب البلاد، ودارت اشتباكات عنيفة جنوب الخرطوم، خاصة في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش والأحياء المجاورة له، وحسب الشهود، شهدت مدينة بحري شمال الخرطوم اشتباكات عنيفة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي، ما أدى لتصاعد ألسنة اللهب والدخان، وفي أم درمان غرب الخرطوم، سمعت أصوات قصف مدفعي، وتبادل للنيران في الأحياء الطرفية، ما أدى إلى تصاعد ألسنة الدخان، وما لم يدمره القصف المتبادل، أتت عليه السيول التي شهدتها أجزاء واسعة من محليات دنقلا ومروي والدبة والقولد والبرقيق وحلفا خلال اليومين الماضيين، حيث رصدت التقارير الأولية تضرر «300» منزل كليا وجزئيا بمحلية مروي، و«58» منزلا بمحلية القولد، و«56» منزلا بمحلية الدبة، و«50» منزلا بمحلية دنقلا.

لقد أسفرت الحرب الدائرة في السودان، حتى الآن، عن مقتل «3900» شخص على الأقل، كما أجبرت نحو أربعة ملايين شخص على مغادرة بلداتهم ومنازلهم، سواء إلى ولايات أخرى أو إلى الخارج، دون أن تلوح في أفق الأزمة بوادر حل سلمي.

إن الخوف الحقيقي اليوم يكمن في استمرار هذا المشهد دون اكتراث حقيقي من المجتمع الدولي، بحيث يتحول العنف السائد حاليا إلى جزء من الحياة اليومية في هذا البلد العربي، يستنزف ما بقي لديه من خيرات وتطلعات وآمال، الأمر الذي يستدعي بذل المزيد من الجهود في سبيل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يمهد الطريق نحو تسوية تلبي تطلعات السودانيين.