ليس من عادتي أن أمتدح أحداً إن لم أكن متأكداً من سويته وفضله وبصمته في الموقع الذي يشغله إن لم تكن بيدي دلائل دامغة أو عن دراية وليست رواية وعن قرب وكثب لا عن أقاويل وسوالف وكتب.. نعم لقد أحسن صنّاع القرار التعليمي صنعاً بتكليف الأستاذ عيسى علي الأنصاري مديراً لإدارة المناهج الدراسية ومصادر التعلم فقد اختاروا الشخص المناسب في المكان المناسب حيث تاريخ الرجل يشهد له بهذا الاستحقاق والقدرة على إدارة الأمور لأنه كفاءة.. فالرجل مارس وخبر التعليم من سفحه إلى قمته.. مارس الجانب الفني والإداري وأجاد وأتقن عندما كلف برئاسة توجيه العلوم الشرعية واستطاع إثبات وجوده.. والناس شهود الله في أرضه.. زملاؤه وزميلاته الذين خبروه وعايشوه وتعاملوا معه يزكونه ويمتدحون تعامله وإنسانيته وحسن أخلاقه ومهارته الإدارية معهم ونحن نذهب إلى ما ذهبوا إليه ونؤيده لأن الأستاذ الأنصاري مثال يحتذى رغم أنه كان ضمن المحالين على البند المركزي وأمانة مجلس الوزراء ثم عاد ضمن الكوكبة التي تم استقطابها للعمل في التعليم من جديد.. إن التعليم خسر كفاءات وعينات ذات خبرة وحنكة وممارسة ودبرة رغم أن التعليم بحاجة ماسة لهم خاصة في هذا الوقت الذي نلمس فيه المحاولات الحثيثة للنهوض به بعد تعثره السابق الذي تسبب فيه البعض!!
إن محاولات الإصلاح والتطوير التي يشهدها التعليم حالياً تخطو إلى الأمام وبثقة وخطوات موفقة بأنفاس وجهود الكفاءات التي نذرت نفسها له.. إن المخلصين والمخلصات موجودون في كل مكان.. فقط على المسؤولين الجادين البحث عنهم ودعوتهم واستقطابهم وتكليفهم ومنحهم الصلاحيات.. هناك مسؤوليات جسام تقع على كاهل القيادات التعليمية ونشكرهم على اجتهادهم هذا، إلا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك! نحن نثق بحنكة وفطنة وخبرة صنّاع القرار التعليمي في البلد وأنهم سينهضون بالتعليم وسيدفعون به إلى الأمام.. من هذا المنطلق نطالب صنّاع القرار التعليمي بسرعة استقطاب الكفاءات التعليمية التربوية ودعوتهم وتسوية أوضاعهم واستثمارهم واستنفارهم لمزيد من النجاح والعطاء ولضمان للنتائج المأمولة والمنشودة.. وعلى صنّاع القرار التعليمي توخي الدقة في هذه المرحلة في اختيار العينات القيادية وأن يتم اختيارهم على أسس واضحة ومعايير موضوعية بما ينعكس إيجاباً على نوعية المخرجات التعليمية.. والله من وراء القصد.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي