مثلت العملية الإرهابية التي قام بها الإرهابي الأميركي الأبيض «ستيفن بادوك» (الاثنين) وأودت بحياة حوالي ثمانية وخمسين شخصا، واحدة من أخطر العمليات الإرهابية التي عرفتها الولايات المتحدة والعالم جميعا. العملية عمل فردي قام به من يصنف في خانة «الذئب المنفرد» أو «الذئب المتفرد» في الأدبيات الأمنية الدولية، وحسب تصنيف الخبراء والمراقبين.
الخطير الصادم في الأمر هو أن الإعلام الأميركي والدولي لم يصنف هذا العمل عملا إرهابيا، ولا وصف القائم به بأنه «إرهابي». هذه الملاحظة التي لم تغب عن الملايين من المتابعين العرب والمسلمين عبر العالم، ولا عن الملاحظين والمتابعين الغربيين، هي في الحقيقة أهم ما يمكن استخلاصه من هذه الجريمة البشعة في حق الأبرياء العزل.
الخلاصة التي وصل إليها أغلب المتابعين باختلاف مستوياتهم الثقافية والعلمية هي أن المجرم لم يكن مسلما وهو ما يفسر خروجه عن التصنيف الدولي وعن القوائم الدولية للإرهاب. فلو كان المعتدي مسلما لما تردد الإعلام الدولي لحظة في الحديث عن «الإرهاب الإسلامي» ولصنّف الرجل «إرهابيا إسلاميا».
هذه الحادثة تعتبر في الحقيقة درسا لا غبار عليه، ودليلا ماديا ساطعا لا يداخله الشك ليكشف ثلاث خلاصات مهمة:
أولها أن الإرهاب إنما يمثل تهمة خاصة بالمسلمين العرب تحديدا دون غيرهم من الأعراق والديانات والجنسيات. بناء عليه فإنه لا يوجد إرهاب مسيحي ولا إرهاب يهودي ولا إرهاب بوذي رغم كل الجرائم التي يقوم بها المتطرفون البوذيون والمسيحيون واليهود في حق المسلمين عبر كل القارات.
الخلاصة الثانية تتمثل في مساهمة العرب والمسلمين أنفسهم في تشويه صورتهم عبر وسائل الإعلام العالمية، وعبر كل المحافل الدولية. إن استعمال تهمة الإرهاب في «حصار قطر»، مثلا كأداة لشيطنتها وعزلها دوليا إنما يمثل جريمة حقيقية في حق الأمة، وفي حق الدين، وفي حق الحضارة العربية الإسلامية. إن اتهام دولة عربية مسلمة بأنها ترعى الإرهاب وتموله يمثل هدية مجانية لكل أعداء الإسلام والمسلمين الذين يتلقفون هذه الاتهامات باعتبارها هبات سماوية لا تقدر بثمن، وذلك لدورها في إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالعرب والمسلمين بشكل حصري. إن ما تقوم به دول الحصار لا يمثل في الحقيقة تشويها لدولة قطر بقدر ما هو في الحقيقة تشويه للعرب والمسلمين جميعا.
آخر الخلاصات وأهمها هي أنه من الضروري اليوم - وأكثر من أي وقت مضى- أن تعي الأنظمة العربية الرسمية أن تهمة الإرهاب التي تتاجر بها وتستعملها أداة في حروبها البينية وسياطا لجلد المعارضين وشيطنة الخصوم، إنما هي طريق للانتحار ووسيلة للانهيار الذاتي فقط.
بقلم : محمد هنيد
الخطير الصادم في الأمر هو أن الإعلام الأميركي والدولي لم يصنف هذا العمل عملا إرهابيا، ولا وصف القائم به بأنه «إرهابي». هذه الملاحظة التي لم تغب عن الملايين من المتابعين العرب والمسلمين عبر العالم، ولا عن الملاحظين والمتابعين الغربيين، هي في الحقيقة أهم ما يمكن استخلاصه من هذه الجريمة البشعة في حق الأبرياء العزل.
الخلاصة التي وصل إليها أغلب المتابعين باختلاف مستوياتهم الثقافية والعلمية هي أن المجرم لم يكن مسلما وهو ما يفسر خروجه عن التصنيف الدولي وعن القوائم الدولية للإرهاب. فلو كان المعتدي مسلما لما تردد الإعلام الدولي لحظة في الحديث عن «الإرهاب الإسلامي» ولصنّف الرجل «إرهابيا إسلاميا».
هذه الحادثة تعتبر في الحقيقة درسا لا غبار عليه، ودليلا ماديا ساطعا لا يداخله الشك ليكشف ثلاث خلاصات مهمة:
أولها أن الإرهاب إنما يمثل تهمة خاصة بالمسلمين العرب تحديدا دون غيرهم من الأعراق والديانات والجنسيات. بناء عليه فإنه لا يوجد إرهاب مسيحي ولا إرهاب يهودي ولا إرهاب بوذي رغم كل الجرائم التي يقوم بها المتطرفون البوذيون والمسيحيون واليهود في حق المسلمين عبر كل القارات.
الخلاصة الثانية تتمثل في مساهمة العرب والمسلمين أنفسهم في تشويه صورتهم عبر وسائل الإعلام العالمية، وعبر كل المحافل الدولية. إن استعمال تهمة الإرهاب في «حصار قطر»، مثلا كأداة لشيطنتها وعزلها دوليا إنما يمثل جريمة حقيقية في حق الأمة، وفي حق الدين، وفي حق الحضارة العربية الإسلامية. إن اتهام دولة عربية مسلمة بأنها ترعى الإرهاب وتموله يمثل هدية مجانية لكل أعداء الإسلام والمسلمين الذين يتلقفون هذه الاتهامات باعتبارها هبات سماوية لا تقدر بثمن، وذلك لدورها في إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالعرب والمسلمين بشكل حصري. إن ما تقوم به دول الحصار لا يمثل في الحقيقة تشويها لدولة قطر بقدر ما هو في الحقيقة تشويه للعرب والمسلمين جميعا.
آخر الخلاصات وأهمها هي أنه من الضروري اليوم - وأكثر من أي وقت مضى- أن تعي الأنظمة العربية الرسمية أن تهمة الإرهاب التي تتاجر بها وتستعملها أداة في حروبها البينية وسياطا لجلد المعارضين وشيطنة الخصوم، إنما هي طريق للانتحار ووسيلة للانهيار الذاتي فقط.
بقلم : محمد هنيد