شهد سعادة الشيخ/ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني (وزير الداخلية، وقائد قوة لخويا، رئيس المجلس الأعلى لأكاديمية الشرطة)، صباح أمس، حفل تخريج (الدورة التأهيلية الحتمية الثامنة لخريجي الجامعات المدنية)، والذي أقيم بأكاديمية الشرطة، بحضور عدد من كبار المسؤولين والضباط بالوزارة وأولياء أمور الطلبة.
وسلم سعادته في الحفل الشهادات للخريجين، البالغ عددهم (41) خريجاً، من مرشحي الضباط. كما شهد سعادته حفل تخريج المجموعة السادسة من (برنامج شرطة الغد)، البالغ عددهم (300) طالب، والذي أقيم أيضاً بأكاديمية الشرطة.
وقد حصل على المركز الأول في المجموع العام مرشح ضابط/ بدر طارق السيد هاشم السادة، وفي المركز الثاني في المجموع العام مرشح ضابط/ علي حسن عبدالرحيم بوهاشم السيد، وفي المركز الثالث في المجموع العام مرشح ضابط/ عبدالعزيز عبد الله المحري المهندي، بينما جاء في المركز الأول في السلوك والمواظبة مرشح ضابط/ حسن علي عبد الله أحمد العبيدلي، والأول في الرماية مرشح ضابط/ فهد سالم صقر سعيد المريخي، والأول في اللياقة البدنية مرشح ضابط/ أحمد محمد أحمد حسن الإبراهيم.
وكان الحفل قد بدأ بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى قائد الدورة النقيب/ فهد مهنا السليطي كلمة رحب فيها بالحضور وقال: «انطلقت هذه الدورة في الأسبوع الثاني من شهر فبراير من العام الحالي والتحق بها عدد (41) متدرباً من منتسبي وزارة الداخلية وقوة لخويا، وقد أعدت كلية الشرطة برنامجاً تدريبياً تم تصميمه بهدف تحويل منتسبي هذه الدورة من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية».
وأردف قائلا: «لقد اشتمل برنامج الدورة على تدريبات عسكرية ورياضية بالإضافة إلى دورة العمليات التأسيسية في معسكر زكريت والتي تضمنت عدة تدريبات أهمها مكافحة الشغب والقتال بالمناطق المبنية وفن العقد والربطات والنزول من الأبراج والرماية التكتيكية بأنواعها المختلفة وغير ذلك من التدريبات العسكرية، وفي الجانب الأكاديمي احتوت الدورة على مقررات متنوعة في مجال القانون وعلوم الشرطة... كما حرصت الكلية على تنفيذ برنامج التأهيل القيادي للمرشحين من أجل تعزيز مهاراتهم القيادية والإشرافية، مما يمكنهم من قيادة فرق العمل بكفاءة واقتدار».
وأكد قائد الدورة أن الخريجين بذلوا جهدا كبيرا لتحقيق الاستفادة القصوى للوصول إلى الأهداف المرجوة من هذه الدورة وقد تم تدريبهم على يد مجموعة متميزة من الضباط وصف الضباط والمدربين، الذين استطاعوا أن يصلوا بهم لأعلى مستويات الإعداد البدني والعسكري والقيادي وإكسابهم مزيداً من الثقة بالنفس والاستعداد الكامل والجاهزية لخدمة وطننا الغالي.
ثم ألقى مرشح ضابط/ بدر طارق السادة كلمة نيابة عن الخريجين قال فيها: «إنه من دواعي اعتزازنا، أن نقف أمامكم في هذا اليوم المشهود من أيام وطننا الغالي قطر أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الخريجين؛ لنحتفل بتخريج نخبة من سواعد الخير والعطاء، متسلحين بالمعارف الأكاديمية والعسكرية، تواقين للانضمام إلى زملائنا في قوة الشرطة، لنشاركهم مسيرتهم المباركة، في حفظ الأمن والأمان».
وأضاف: «نعتز اليوم (أمس) بتخرجنا من صرحٍ أكاديمي أمني كبير، تلقينا فيه أحدث خطط التدريب العسكرية والرياضية التي تُعد الأجود عالمياً، وتصميم منهج أكاديمي يواكب أحدث المناهج العلمية، وذلك بفضل الله وجهود قيادتها ومنسوبيها، الذين غرسوا في نفوسنا مفاهيم القيم العسكرية النبيلة، وتقاليدها الراسخة».
وأوضح أن حب الوطن شرفٌ وفخرٌ، وعزمٌ لا يلين وقال «نهبُ أنفسنا للتضحية في سبيله بكل إخلاصٍ وتفانٍ، واضعين نصب أعيننا قطر أولاً وأخيراً، بارينَ بقسمنا على حمايتها والدفاع عنها بالغالي والنفيس، مستنيرين بتوجيهات سيدي حضرة صاحب السمو - قطر تستحق الأفضل دائما من أبنائها». متقدما بخالص الشكر لسعادته تشريفه الحفل، مجددين الولاء والطاعة لقائد مسيرتنا المباركة سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بأن نكون أوفياء لهذا الوطن الغالي، وأمناء على حفظ أمنه.
بعد ذلك تم عرض فيلم مرئي يحاكي مراحل الدورة بداية من مرحلة الاستجداد وحتى اليوم الأخير في الدورة، ثم أدى الخريجون القسم الذي يحملهم أمانة الدفاع عن الوطن وخدمته، وقد انتهى الحفل بأخذ الصور التذكارية الجماعية مع سعادة راعي الحفل.
«شرطة الغد»
وعقب انتهاء حفل تخريج الدورة الحتمية، شهد سعادة الشيخ/ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية، وقائد قوة لخويا، رئيس المجلس الأعلى لأكاديمية الشرطة حفل تخريج المجموعة السادسة من برنامج شرطة الغد في نسخته الرابعة (صيف 2023) الذي أقيم بأكاديمية الشرطة والبالغ عددهم (300) طالب.
يهدف البرنامج إلى تهيئة المشاركين لتولي القيادة وتحمل مسؤولياتها مستقبلا، وتعزيز الثقة بالنفس وتنمية المهارات القيادية، من خلال تدريبات لمدة أسبوعين اشتملت على أنشطة متنوعة مثل المشاة العسكرية، والدفاع عن النفس، واللياقة البدنية، والرماية الهوائية، وغيرها من الأنشطة الثقافية والرياضية.
وقد بدأ الحفل بعزف السلام الوطني، ثم تلاوة عطرة من الذكر الحكيم، بعد ذلك تم عرض فيلم تسجيلي، يتضمن مراحل البرنامج ثم قدمت مجموعة من الطلاب فقرات لسيناريوهات تجسد بعض أعمال الشرطة وجهودها في حفظ الأمن مثل التعامل مع السرقات وأهمية تسجيل العنوان الوطني لتسهيل الاستجابة السريعة للبلاغات الأمنية وغير ذلك من الخدمات، إلى جانب عمل الدفاع المدني وجهوده في كيفية التعامل مع الحرائق وتخلل الحفل عروض مهارية مختلفة في الدفاع عن النفس والرماية بهدف تعزيز الثقة بالنفس عكست مستوى التدريب الجيد، وشمل العرض مهارات الرماية في مسابقة المسدس الهوائي واستخدام البندقية الهوائية، إضافة إلى تقديم فقرة باستخدام المرآة في الرماية، واختتم الحفل بتقديم هدية تذكارية لراعي الحفل.
«صرح أمني»
وفي سياق مواز أكد مسؤولون من قيادات وزارة الداخلية أن أكاديمية الشرطة القطرية تبوأت مكانا مرموقا بين رصيفاتها حتى أصبحت صرحا أمنيا متميزا يفتخر كل من ينتمي إليه، فمنذ إنشائها وحتى الآن أثبتت تفوقها وريادتها وتميزها في إعداد ضباط شرطة نالوا أفضل التدريبات العسكرية والرياضية وتزودوا بالعلوم الشرطية والقانونية وأصبحوا مؤهلين تأهيلا متميزا وقادرين على العمل بكفاءة واقتدار بما يمثل إضافة حقيقية للعمل الأمني.
وأشاد القادة في تصريحات صحفية بمناسبة تخريج الدورة التأهيلية الحتمية الثامنة لخريجي الجامعات المدنية بالجهود الكبيرة التي تبذلها الأكاديمية، مثمنين حرص كوادرها العسكرية وهيئة التدريس على القيام بدورهم الطبيعي في بذل الجهد وتهيئة الأجواء المناسبة للنيل والتحصيل.
وقد أعرب سعادة السيد/ عبد الله بن خلف بن حطاب الكعبي وكيل وزير الداخلية عن سعادته لتخريج الدورة التأهيلية الحتمية الثامنة لخريجي الجامعات المدنية وتقدم بالتهنئة للخريجين وقال «إن وزارة الداخلية تضع في مقدمة أولوياتها تأهيل الكادر البشري، لما لذلك من أهمية في تحقيق ودعم خططها الإستراتيجية الرامية إلى تطوير الأداء والارتقاء به في كافة مجالات العمل الأمني والخدمي».
وأضاف: «ولهذا انطلقت كلية الشرطة ومنذ تأسيسها نحو فضاءات التميز الأكاديمي وفتحت آفاقا جديدة لطلابها، من خلال برامجها الهادفة واستقطاب الطلاب الجامعيين من مختلف التخصصات لاستثمار ما حصلوا عليه من معارف وعلوم لخدمة الأمن... وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أهمية العلم وضرورة تطويعه لمصلحة المجتمع، ولا ريب في أن ذلك يساهم مساهمة فاعلة في تطوير العمل وتجويده ليتماشى مع التغيير وليواكب النهضة الشاملة التي يشهدها وطننا الغالي».
وأكد سعادة وكيل وزير الداخلية على أن منتسبي هذه الدورة والذين نحتفل بتخريجهم اليوم على أعتاب مرحلة جديدة للعمل بإخلاص وتفانٍ لتلبية احتياجات الوزارة المتنامية وما تفرضه حاجتها المتزايدة إلى مختلف التخصصات، وتمنى للضباط الخريجين التوفيق والنجاح في أداء المهام التي ستوكل إليهم والمشاركة في استكمال مسيرة النجاح التي حققتها الوزارة والحفاظ على سيادتها وريادتها. معربا عن شكره لمسؤولي الأكاديمية وجميع العاملين بها لما يبذلونه من جهد كبير وعمل رائع في تأهيل وإعداد طلابها.
من ناحيته قال اللواء الدكتور عبد الله يوسف المال المستشار القانوني لوزير الداخلية، المشرف العام على أكاديمية الشرطة: «إن أكاديمية الشرطة وضعت على عاتقها مسؤوليات جساما للاضطلاع بواجباتها لتحقيق أهدافها في رفد المجتمع بكفاءات وطنية مؤهلة... مستفيدة من الدعم الكبير الذي تجده من وزارة الداخلية».
وأضاف اللواء الدكتور المال: «اليوم تخرجت دفعة جديدة من الضباط المؤهلين من أصحاب الدرجات العلمية الرفيعة في مختلف التخصصات، شباب وضعوا في طليعة اهتماماتهم التحصيل العلمي وتسخيره لخدمة الوطن باعتبار أن التعليم ركيزة مهمة وأساسية من ركائز التطور، وإلى جانب المعارف والعلوم، فقد صقل الخريجون مهاراتهم بتدريبات جادة ساهمت في تأهيلهم عسكريا وبدنيا حتى يكونوا على أتم استعداد وأعلى جاهزية لأداء الواجب الوظيفي».
وبيَّن أن العمل بأكاديمية الشرطة تسوده روح الجماعة، الأمر الذي أكسبها سمعة طيبة أثبتت من خلالها قدرتها على مواكبة التطور واستحداث كل ما يساهم في تأهيل منتسبيها وفق أعلى معايير الجودة وأحدث الأساليب وأفضل المستويات العالمية.
وقال العميد/ عبد الرحمن ماجد آل شاهين السليطي رئيس أكاديمية الشرطة: «نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة ومتميزة من أبنائنا الطلاب، بعد اجتيازهم لكافة المتطلبات التدريبية والأكاديمية وتلقيهم خلال فترة التدريب، برامج متطورة ومتنوعة في المجالات العسكرية، والرياضية، فضلاً عن المنهج العلمي المتميز، مشيرا إلى إن الأكاديمية انتهجت مسارا متفردا، على صعيد التدريب العسكري، مستلهمة أفضل التجارب العالمية في الكليات النظيرة، وأضيفت اليها نظما وبرامج مبتكرة، مثال ذلك تطوير المهارات التدريبية لمنتسبي الدورة، من خلال دورة العمليات التأسيسية، التي شملت الرماية على مختلف أنواع الأسلحة، والقتال في المناطق المبنية».
وأضاف: «إلى جانب المناهج الدراسية المعتمدة، في المقررات القانونية والشرطية والمقررات العامة واللغات، تم استحداث برامج تطبيقية تفيد الخريجين بحياتهم العملية، مثل تطبيقات أمنية في الذكاء الاصطناعي، والتدريب على مسرح الجريمة، كما أسهم برنامج التأهيل القيادي، للمرشحين في تحسين مهاراتهم القيادية، وقدرتهم على تولي المهام والمسؤوليات التي ستلقى على عاتقهم».