+ A
A -
جريدة الوطن

مجال العقارات وبيع الأراضي هو مجال مربح جداً، ولكننا لا نتحدث عن العقارات على كوكب الأرض وإنما «عقارات الفضاء»، فيمكنك أن تستثمر في شراء قطعة أرض على المريخ أو القمر!

والعديد من الشركات تقدم لك الفرصة لشراء النجوم وتسميتها باسمك أو اسم من تختاره، مقابل 50 إلى 500 دولار، وتعطيك هذه الشركات شهادة ملكية وخارطة فلكية للعثور على نجمك في سماء الليل.

أما شركة عقارات الفضاء «Lunar Embassy» فتعرض قطع أراضٍ على القمر ويمكنها منحك جوزات سفر وجنسية الكواكب الأخرى، بل وتعرض بلوتو كاملاً للبيع بسعر مغرٍ مقابل 250 ألف دولار فقط!

والسؤال المهم من له حق التصرف في القمر والكواكب الأخرى أو الحصول على مواردها؟ هل يمكنك شراء قطعة أرض هناك؟ وما المعاهدة الخاصة بتملك القمر والأجرام السماوية والثغرات الموجودة فيها التي استغلها شخص أميركي ليعلن ملكيته للقمر؟

عقارات الفضاء أراضٍ للبيع على القمر!

بحسب معاهدة الفضاء الخارجي للأمم المتحدة لعام 1967 «لا يمكن لدولة أن تدعي ملكية القمر أو أي من الكواكب والأجرام السماوية».. وبحسب هذه المعاهدة من المفترض أن القمر أصبح ملكنا جميعاً، ولكن ليس تماماً.. المعاهدة فيها الكثير من الثغرات، فهي لم تتحدث عن حقوق التعدين والموارد الموجودة على القمر.

يحتوي القمر على مجموعة معادن نادرة بالاضافة لمصادر طاقة مستقبلية مثل «الهيليوم 3»، ما يجعل تلك الثروات متاحة للجميع ومطمعاً للجميع.

في 1979 تم طرح اتفاقية جديدة لحل تلك المسائل العالقة، تنص على أن القمر وموارده الطبيعية تراث مشترك للبشرية، حتى عام 2019 وقّعت عليها 18 دولة فقط وأغلبها لم تصل الفضاء بعد. ورفضت التوقيع أكبر ثلاث قوى فضائية: الولايات المتحدة، والصين، وروسيا.

وفي حين أن المعاهدة ملزِمة للدول، لكنها لا تشمل الأفراد أو الشركات الخاصة، وهو ما دفع الأميركي «دينيس هوب» لاستغلال هذه الثغرة، وأخذ يبيع قطع أراضٍ على القمر منذ عام 1980 ليحقق ملايين الدولارات من خلال شركته لعقارات الفضاء «Lunar Embassy»، لكن دولياً لا يتم الاعتراف بعقود هذه الشركة ولا غيرها من بيع أرض القمر. لكن هذا لم يمنع دينس من تعيين نفسه سفيراً للقمر، والإعلان أن ملكية القمر بأكمله تعود له.

بداية القصة كانت عام 1980، تقدم هوب بطلب للأمم المتحدة من أجل الحصول على ملكية القمر بشكل رسمي، لكنه لم يتوصل لأي رد، فقرر إنشاء شركته الخاصة، لبيع قطع أرض على سطح القمر، ومجموعة كواكب أخرى، من بينها المريخ، والزهرة، وعطارد.

أسس هوب موقع سفارته على الإنترنت، والتي اختار لها اسم «Lunar Embassy»، مشيراً إلى أنه الموقع الرسمي والوحيد لبيع قطع أراض على القمر، وأنه سيقدم للزبائن وثيقة رسمية تثبت ملكيتهم للأرض.

مقابل مبلغ 20 دولاراً للفدان ـ 4200 متر مربع ـ بدون ضرائب، و24 دولاراً مع احتساب الضرائب القمرية والفضائية، حيث يتم تخزين إحداثيات الأرض في سجل السفارة القمرية، للتأكيد على أحقية الملكية.

دينيس هوب الذي قدم لزبائنه فكرة غريبة، لم يسبق لها أحد قبله، لقي إقبالاً من طرف عدد كبير من الأميركيين وأشخاص آخرين حول العالم، الذين قرروا شراء قطعة من القمر، بالرغم من استحالة الوصول إليه.

أصبح عدد الأشخاص الحاصلين على ملك خاص في هذه الكواكب المختلفة أزيد من 5 ملايين شخص، من بينهم رجال أعمال معروفون، وثلاثة رؤساء سابقين للولايات المتحدة الأميركية، هم: جيمي كارتر، ورونالد ريغان، وجورج بوش.

إذ قام ببيع 611 مليون فدان من الأراضي على سطح القمر، و325 مليون فدان على المريخ، و125 مليون فدان مجتمعة على الزهرة وعطارد. يُشار إلى هذه الأراضي عن طريق علامات حمراء موضوعة على صور القمر وبقية الكواكب في السفارة.

وكذلك على موقعه يعرض دينيس كوكب بلوتو كاملاً للبيع بسعر مغرٍ مقابل 250 ألف دولار فقط!، وكتب على إعلان البيع: «الممتلكات الخاصة بك تأتي مع حقوق المعادن. إذا قمت بتعدين الممتلكات الخاصة بك لتحقيق ربح، فسيتم دفع 10 ٪ من عائداتك إلى حكومة المجرة للمشاريع الإنسانية هنا على الأرض».

«نجوم للبيع» مقابل 50 دولاراً

تجني بعض الشركات الأموال من عرضها نجوماً للبيع، أو بالأحرى بيع الفرصة لتسميتها كما تشاء، ربما كهدية لمن تحب. ومقابل مبلغ ما بين 50 إلى 500 دولار، سيرسلون لك شهادة شراء وخريطة للفضاء توضح الموقع الدقيق لنجمك، ويتم تسجيل الاسم في سجلات الشركة.

لكن هناك مشكلة واحدة، فأنت إن بحثت عن اسمك الذي أطلقته على النجم في أي مرصد فلكي لن تجده، ولن يتعرف عليه أي باحث مهتم في النجوم، فتلك «الأسماء» ليس لها أي صلاحية أو غير معترف بها من الجهات الرسمية على الإطلاق، أو أي جهة غير الشركة التي باعتك هذا النجم.

لكن النجوم التي لها أسماء فمعظمها من أصول عربية أو يونانية أو لاتينية، ولكن بخلاف ذلك، فإن الغالبية العظمى من النجوم لها تسميات «أبجدية رقمية» تتكون من اختصار حرفين أو أكثر، بالإضافة إلى إما رقم فهرس أو موقع سماوي (على سبيل المثال HR 7001،2MASS J18365633 + 3847012).

ويكون المسؤول عن تلك الأسماء مجموعة دولية من علماء الفلك من ذوي الخبرة في علم الفلك النجمي والتاريخ الفلكي وعلم الفلك الثقافي الذين يبحثون ويفهرس الأسماء المناسبة للنجوم لاستخدامها من قِبل المجتمع الفلكي الدولي، وأيضاً للمساعدة في التعرف والحفاظ على التراث الفلكي غير المادي. بعد الخضوع للتحقيق في أسماء النجوم في الفهارس الفلكية من جميع أنحاء العالم.

أياً ما كانت تريد شراءه قطعة أرض على القمر أو على المريخ أو حتى إطلاق اسمك على نجمة تبعد عنا مئات السنوات الضوئية، فبحسب الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) «أنت تشتري قطعة ورق باهظة الثمن وشعوراً مؤقتاً بالسعادة»، ولا يمكنك شراء الكواكب أو بيعها ولا حتى النجوم أو الأجرام السماوية.

copy short url   نسخ
12/08/2023
215