أثبتت قطر نفسها كمركز مزدهر للإبداع، يحتفي بالتنوع ويغرس شعورا عميقا بالانتماء، ويتماشى مع ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية لرؤية قطر الوطنية «2030»، من خلال احتضانها الشأن الثقافي والاستثمار فيه، حتى أصبح المشهد الثقافي الحيوي لدولة قطر بمثابة أداة للاحتفاء بالتراث ورعاية الابتكار، ووضع تصور لمستقبل واعد، حيث تمثل قطر مصدرا ملهما للتعبير الثقافي، وتشجع النمو الشخصي والمهني للأفراد، بما يسهم في التنمية البشرية والاجتماعية بشكل عام، ويتأتى ذلك من خلال دعم الفنانين المحليين، وتيسير شؤون المشهد الفني العام ورعاية مجتمع فني مزدهر.

لقد حققت قطر نجاحات كبيرة في الصحة والتعليم والبنى التحتية والاقتصاد المستدام، كما حققت نجاحات هائلة على صعيد السياسة الخارجية، خاصة ما يتعلق منها بالوساطة وحل النزاعات، حيث انتهجت الحوار والمساعي الحميدة والوساطة والدبلوماسية الوقائية والعمل على تسوية المنازعات والأزمات بالطرق السلمية وبكل حيادية واستقلالية، ووفق أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

هذه المنجزات الهائلة لم يأت أحدها على حساب الآخر، وإنما تمت بتناغم قل نظيره، لذلك حظيت الثقافة بالاهتمام والرعاية، كونها الأداة والوسيلة لدفع عجلة الإبداع عبر مبادرات طليعية ومشاريع رائدة، تهدف إلى تشكيل مستقبل متطور، من خلال تعزيز الحوار والابتكار والممارسات الفنية، لإثراء حياة مواطنيها ومقيميها وزائريها على حد سواء، والارتقاء بالإبداع قدما إلى الأمام، لتصبح بحق وجهة عالمية في الفنون والقضايا الثقافية، حيث تواصل، من خلال برنامج الأعوام الثقافية، بناء الجسور وتوطيد العلاقات الدولية، مما يعزز مكانتها كرائد عالمي في مجال التبادل الثقافي.