أذهلني موقف التجار في مطار قرطاج بتونس حين رفضوا التعامل مع الدينار التونسي، وطلبوا اليورو أو الدولار مقابل البضاعة التي اشتريتها.. سألت لماذا؟ فأجابت الموظفة نحن ننفذ الأوامر.. أوامر من؟ لم تجب وأدارت ظهرها..وغادرت.. ولم أشتر وغيري كثيرون لم يشتروا.. فعدم التعامل مع الدينار التونسي إسقاط وإضعاف لهيبته وإسقاط لوطن وتدمير اقتصاده، كما يحاولون إضعاف هيبة الرئيس سعيد وإضعاف هيبة تونس.

إنه فعلا مثير للغضب أن تصل تونس إلى هذه الدرجة من التهاون في بعض الدوائر الغربية!

لقد سمحوا لأنفسهم بأن يضعوا رئيس الجمهورية التونسية، السيد قيس سعيد، في نفس القائمة مع كبار الفاشيين الذين يروجون خطاب الكراهية ضد المهاجرين والأجناس والأديان التي لا تروق لهم..!

فهل ضاعت هيبة تونس إلى هذا الحد حتى يتطاولوا على رئيسها المنتخب؟!

إنه فعلا لشيء مخجل.. ضاعت القيم!

الحقوا بلدكم ورئيسكم أيها التونسيون.. هناك خلل لا بد أن تتداركوه..!

وما أشبه الليلة بالبارحة..

فعندنا ضعفت هيبة قرطاج بعد هزيمتها في معركة زاما، باتت غير قادرة على أن تشكل خطرا عسكريا على روما لأنها لم تنجح في بناء جيش قوي بسبب سيطرة الطبقة الأوليغارشية التجارية على مقاليد الحكم، والتي طغى عليها الطابع الدولي الكوسموبوليتي الذي يتعارض مع مفهوم الوطن.

كانت تونس مصدر خوف وقلق لروما بما كان بما لديها من هيبة وقوة..

فهل يفيق التوانسة.. ويعيدون لتونس هيبتها؟!..