طلبت الأمم المتحدة، حوالي مليار دولار من المساعدات لسكان الموصل، حيث «15» من المناطق السكنية البالغ عددها «54» في غرب الموصل مدمرة تماما، بالإضافة إلى «23» منطقة دمرت بشكل متوسط، وتعتقد الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى أكثر من «700» مليون دولار لإعادة الاستقرار إلى المدينة، وجعل هذه المناطق صالحة للعيش من جديد.
وعلى الرغم من تلك الأضرار، أُعيد فتح أكثر من «100» مدرسة مؤخرا في غرب الموصل، حيث تمكن حوالي «75» ألف طفل من العودة إلى المدارس، وفقا لليونيسيف، لكن المسألة الجوهرية تكمن في إعادة بناء التعليم وفق أسس قادرة على الاستثمار في مستقبل العراق، مع مراعاة سنوات من الحرب والحرمان والنزاع الطائفي.
الحرب التي شهدتها الموصل بسبب سيطرة تنظيم داعش على المدينة دمرت البنية التحتية بشكل عام، وكانت المدارس من أكبر الضحايا، لكن المشكلة لا تكمن في الأبنية وحدها، وإنما في الطريقة التي يمكن من خلالها بناء نظام تعليمي قادر على دعم جهود المصالحة ومساعدة الأطفال على التعامل مع صدمة ما تعرضوا له.
يحتاج العراق لما يمكن اعتباره «فكرا تعليميا جديدا» وهذا لا يتعلق بالموصل وحدها وإنما بكامل العملية التعليمية، إذ إنه عبر هذا الطريق فقط يمكن لهذا البلد العربي أن ينهض مجددا ويزيل عنه آلام الحروب المتتالية، بعيدا عن كل ما كرسته هذه الحروب، ومنها الانشقاق الطائفي. لا يمكن، والحال هذا، الحديث عن مناهج جديدة للموصل وحدها، وإنما لابد من رؤية مختلفة تستجيب لتطلعات العراقيين وتاريخهم وإرثهم الحضاري والثقافي العريقين، إذ إنه عن طريق التعليم وحده يمكن بناء الشخصية العراقية الوطنية المستقلة وتعزيز المفاهيم الديمقراطية، وتجاوز مرحلة الفرز الطائفي والمذهبي، وبغير ذلك فإن أي محاولات لتعزيز الوحدة الوطنية لن يكتب لها النجاح على الإطلاق، وهذا يعني استثمار الملايين لتطوير المناهج التعليمية بحيث تواكب مثيلاتها في الدول المتقدمة، الأمر الذي يفرض على الأمم المتحدة ومنظماتها تقديم العون والمشورة وجمع المساعدات اللازمة، وليس إطلاق التحذيرات وحدها.
بقلم : حسان يونس
وعلى الرغم من تلك الأضرار، أُعيد فتح أكثر من «100» مدرسة مؤخرا في غرب الموصل، حيث تمكن حوالي «75» ألف طفل من العودة إلى المدارس، وفقا لليونيسيف، لكن المسألة الجوهرية تكمن في إعادة بناء التعليم وفق أسس قادرة على الاستثمار في مستقبل العراق، مع مراعاة سنوات من الحرب والحرمان والنزاع الطائفي.
الحرب التي شهدتها الموصل بسبب سيطرة تنظيم داعش على المدينة دمرت البنية التحتية بشكل عام، وكانت المدارس من أكبر الضحايا، لكن المشكلة لا تكمن في الأبنية وحدها، وإنما في الطريقة التي يمكن من خلالها بناء نظام تعليمي قادر على دعم جهود المصالحة ومساعدة الأطفال على التعامل مع صدمة ما تعرضوا له.
يحتاج العراق لما يمكن اعتباره «فكرا تعليميا جديدا» وهذا لا يتعلق بالموصل وحدها وإنما بكامل العملية التعليمية، إذ إنه عبر هذا الطريق فقط يمكن لهذا البلد العربي أن ينهض مجددا ويزيل عنه آلام الحروب المتتالية، بعيدا عن كل ما كرسته هذه الحروب، ومنها الانشقاق الطائفي. لا يمكن، والحال هذا، الحديث عن مناهج جديدة للموصل وحدها، وإنما لابد من رؤية مختلفة تستجيب لتطلعات العراقيين وتاريخهم وإرثهم الحضاري والثقافي العريقين، إذ إنه عن طريق التعليم وحده يمكن بناء الشخصية العراقية الوطنية المستقلة وتعزيز المفاهيم الديمقراطية، وتجاوز مرحلة الفرز الطائفي والمذهبي، وبغير ذلك فإن أي محاولات لتعزيز الوحدة الوطنية لن يكتب لها النجاح على الإطلاق، وهذا يعني استثمار الملايين لتطوير المناهج التعليمية بحيث تواكب مثيلاتها في الدول المتقدمة، الأمر الذي يفرض على الأمم المتحدة ومنظماتها تقديم العون والمشورة وجمع المساعدات اللازمة، وليس إطلاق التحذيرات وحدها.
بقلم : حسان يونس