قبل أيام من وصول باخرة التنقيب عن النفط والغاز «ترانس أوشن بارنتس» إلى منطقة الامتياز (البلوك رقم 9)، التي تقع قبالة السواحل الجنوبية للبنان، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بإعادة هذا البلد العربي إلى العصر الحجري في أي حرب جديدة قد تندلع، في تطور لا يمكن فهمه إلا باعتباره وسيلةً لإجهاض محاولات لبنان النهوض في مواجهة أزماته الاقتصادية عبر الاستفادة من الاكتشافات الواعدة في مجال الغاز.

وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» كشفت يوم الاثنين عن سيناريو متوقع يستعد له الجيش الإسرائيلي في حال وقوع مواجهة مسلحة، مشيرة إلى أن «احتمالية نشوب حرب أخرى بين إسرائيل ولبنان عالية كما كانت دائمًا؛ نظرا لتزايد عدد الحوادث على الحدود الشمالية في الأشهر الأخيرة، فضلا عن استمرار الأزمة الداخلية في إسرائيل بشأن الإصلاح القضائي».

ما تحاول الحكومة الإسرائيلية فعله إذا هو الهروب إلى الأمام عبر افتعال حرب جديدة مع لبنان، من أجل تخطي أزمتها المتعلقة بالإصلاح القضائي، لذلك بدا واضحا أن ما يحدث على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هو عملية تصعيد متعمدة من جانب الإسرائيليين لإشعال فتيل حرب جديدة لا يوجد أي مبرر لها على الإطلاق، وما قالته الصحيفة الإسرائيلية مؤشر خطير يكشف عن نوايا حكومة نتانياهو التي تقرع طبول الحرب على أمل الخروج من المأزق الذي تواجهه داخليا، وبطبيعة الحال فإن أبلغ رد من جانب لبنان يتمثل في إعادة ترتيب الوضع الداخلي والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، والعمل سريعا على إصلاح الأوضاع الاقتصادية.