من النادر أن يمر يوم لا أقرأ فيه خبرا يزيدني قناعة أن هذا الكوكب معتوه!
ومن الأشياء التي لا أفهمها استماتة العلماء في البحث عن مخلوقات في الكواكب الأخرى للتواصل معها، غريب هذا الإصرار على فضحنا في أرجاء المجرة! كوكب ككوكبنا الأهبل هذا يجب أن يقفل بابه على نفسه ويمتنع عن التواصل مع أي مخلوقات أخرى في حال وجودها، لا أن يبحث هو عنها لينشر أمامها غسيلنا!
قرأت منذ أيام خبرا في صحيفة «New York Post» عن امرأة أسترالية ترفض رفضا قاطعا أن تقضي على القمل المنتشر في رأس ابنتها، بحجة أنها نباتية وضد قتل المخلوقات الأخرى!
وعلقت الأم على الحدث قائلة: أنا نباتية، وأهتم كثيرا لأرواح جميع الكائنات الحية مثل القمل! وأنا الآن أفكر جديا بتمشيط شعر ابنتي في الحديقة، ليتساقط القمل ويعيش، لكن أخاف على القمل من أن يموت بسبب المبيدات الحشرية التي نستخدمها لرش العشب!
شخصيا، يبقى المرء في نظري قابلا للنقاش حتى يقول إنه نباتي، أو يؤمن بأن الأرض مسطحة! ومؤخرا أضفت لهم قسما ثالثا وهم نشطاء البيئة الذين يلصقون أنفسهم في الشوارع منعا لمرور السيارات لأنها تخرج غازات مضرة بالبيئة، ويستخدمون بخاخات لكتابة عبارات يلوثون فيها الجدران والواجهات، في حين أن المواد الكيميائية المنبعثة من البخاخ لا تقل ضررا بالبيئة عن الدخان المنبعث من السيارة!
النباتيون الذين أتحدث عنهم ليسوا أولئك الذين تأنف أنفسهم اللحوم والمنتجات الحيوانية، ونقطة على السطر! ولو أراد إنسان أن يرعى دون أن يؤذي أحدا فلست ضده أيضا!
أنا ضد هذا التطرف المجنون! في أن تخاطر أم بصحة ابنتها لأن للقمل أرواحا يجب ألا تزهق!
ضد الأبوين النباتيين في كاليفورنيا اللذين رزقا طفلا فأصرا ألا يرضعاه لا من حليب أمه، ولا من حليب أطفال، فأخذا يسقيانه العصائر الطبيعية حتى مات وتم سجنهما!
ضد أن يكون المرء جالسا في مطعم يأكل اللحم بأمان الله، فينقض عليه نباتي بمحاضرة مفادها أن الذي يأكل فخذ دجاجة هو مجرم!
وما زال علماؤنا الأفاضل يبحثون عن مخلوقات أخرى لترى هذا الهبل الذي نحن فيه، بينما من العقل أن ننفق أموال هذه الأبحاث في علاج المرضى في هذا الكوكب بحيث لو عثر علينا أي مخلوق من كوكب آخر لا يرجع إلى كوكبه قائلا للمخلوقات هناك:
كنت في كوكب المجانين!