قرأتُ البارحة عن دراسةٍ قامتْ بها جامعة أوكسفورد، واعتقدتُ للوهلة الأولى أنّ هذه الدراسة منسوبة إليها من قِبل من قام باختلاقها إما لمنحها بعض المصداقية، فاسم أوكسفورد عريق كما لا يخفى على أحد، وإما للإساءة إلى أوكسفورد فالشّجرُ المُثمر يُقذفُ دوماً بالحجارة، في حين أنّ الشّجر العاقر لا يلتفتُ إليه أحد! ولكن بعد بحث وتنقيب، قاتل الله الفضول، تبيّن أنّ الدّراسة قامتْ بها أوكسفورد فعلاً!
تقولُ الدّراسة:
إنّ منح الموظفين رواتب عالية، له تأثير ملحوظ على صحّتهم النّفسية، ويمنحهم سعادة، ويخفف عنهم الكثير من ضغوط الحياة!
بالنّيابة عن سبعة مليارات بني آدم يقطنون هذا الكوكب... أتوجّه بالشّكر الجزيل إلى جامعة أوكسفورد، لقد استفدنا من هذه الدراسة العظيمة، وتغيّرتْ بسببها مفاهيمنا ونظرتنا إلى الحياة! فقبل هذه الدّراسة كنا نعتقدُ أنه كلما قلّ راتب الإنسان زادتْ سعادته! وكنا نعتقد أنّ الإنسان عليه أن يحتاج ما لا يجد كي تكون صحته النّفسية بخير! وكنّا نظنّ واهمين أن الذين يستطيعون شراء السيارات الفارهة، ويتعالجون في المستشفيات الصالحة للاستخدام البشري، ويدفعون أقساط الجامعات كما يدفع أحدنا ثمن فنجان قهوة، يعانون من الأزمات النفسية والاكتئاب! وكان من الممكن أن نبقى على هذا الضلال المبين، لولا أن جاءت أوكسفورد وأخبرتنا أن زيادة الراتب لا بأس به على الصّحة، على العكس، فإنه قد يجلب مزيداً من السعادة! فشكراً أوكسفورد... هذه الدراسة إضافة عظيمة تشبه إضافة سرحان عبد البصير في مسرحية «شاهد ما شفش حاجة» عندما سأله القاضي: هل لديك ما تضيفه حول هذه الراقصة؟ فقال: هي كانت رقاصة وبترقص!
من أمثال جدّتي الخالدة: الفاضي يعمل قاضي!
ويبدو أنّ دراسة أوكسفورد كانتْ من باب الفضاوة ليس إلا! ولأني أنا الآخر فاضي، فقد قمتُ بدراسة هامة، أعتقد أنها ستغيّر شكل الحياة على وجه الأرض، وكنتُ أنوي عدم الإفصاح عنها، ولكني خشيتُ من عاقبة كتم العلم! لقد توصلتُ في دراستي أن الأخشاب تُستخرج من الأشجار! أتمنى أن تستفيدوا من هذه الدراسة، ولا يذهبنّ جهدي سدى، وأتمنى أن لا يتفاجأ بنتائج دراستي أحد، خصوصاً أولئك الجهلة الذين يعتقدون أن الأخشاب تُستخرج من الصخور! وكلّ دراسة وأنتم بخير!
بقلم : أدهم شرقاوي
تقولُ الدّراسة:
إنّ منح الموظفين رواتب عالية، له تأثير ملحوظ على صحّتهم النّفسية، ويمنحهم سعادة، ويخفف عنهم الكثير من ضغوط الحياة!
بالنّيابة عن سبعة مليارات بني آدم يقطنون هذا الكوكب... أتوجّه بالشّكر الجزيل إلى جامعة أوكسفورد، لقد استفدنا من هذه الدراسة العظيمة، وتغيّرتْ بسببها مفاهيمنا ونظرتنا إلى الحياة! فقبل هذه الدّراسة كنا نعتقدُ أنه كلما قلّ راتب الإنسان زادتْ سعادته! وكنا نعتقد أنّ الإنسان عليه أن يحتاج ما لا يجد كي تكون صحته النّفسية بخير! وكنّا نظنّ واهمين أن الذين يستطيعون شراء السيارات الفارهة، ويتعالجون في المستشفيات الصالحة للاستخدام البشري، ويدفعون أقساط الجامعات كما يدفع أحدنا ثمن فنجان قهوة، يعانون من الأزمات النفسية والاكتئاب! وكان من الممكن أن نبقى على هذا الضلال المبين، لولا أن جاءت أوكسفورد وأخبرتنا أن زيادة الراتب لا بأس به على الصّحة، على العكس، فإنه قد يجلب مزيداً من السعادة! فشكراً أوكسفورد... هذه الدراسة إضافة عظيمة تشبه إضافة سرحان عبد البصير في مسرحية «شاهد ما شفش حاجة» عندما سأله القاضي: هل لديك ما تضيفه حول هذه الراقصة؟ فقال: هي كانت رقاصة وبترقص!
من أمثال جدّتي الخالدة: الفاضي يعمل قاضي!
ويبدو أنّ دراسة أوكسفورد كانتْ من باب الفضاوة ليس إلا! ولأني أنا الآخر فاضي، فقد قمتُ بدراسة هامة، أعتقد أنها ستغيّر شكل الحياة على وجه الأرض، وكنتُ أنوي عدم الإفصاح عنها، ولكني خشيتُ من عاقبة كتم العلم! لقد توصلتُ في دراستي أن الأخشاب تُستخرج من الأشجار! أتمنى أن تستفيدوا من هذه الدراسة، ولا يذهبنّ جهدي سدى، وأتمنى أن لا يتفاجأ بنتائج دراستي أحد، خصوصاً أولئك الجهلة الذين يعتقدون أن الأخشاب تُستخرج من الصخور! وكلّ دراسة وأنتم بخير!
بقلم : أدهم شرقاوي