+ A
A -

دون الدخول في المقدمات والسرد والتطويل.. نحن نقدم عرضاً لخبر ساد وشاع وذاع.. وأقدر شخصياً أنه هام لأنه يمس شريحة كبيرة من الموظفين والموظفات.. المواطنين والمواطنات.. أثارت قضية عودة الموظفين المنتدبين من مؤسسات الدولة مؤخراً إلى مقار أعمالهم ردود فعل متباينة ! والانتداب بداية هو حالة الموظف الذي يوضع خارج محيطه سواء إدارته أو قسمه أو مدرسته مع مواصلة استفادته في مكانه الجديد الذي انتدب إليه من حقوقه وامتيازاته كاملة رغم انفكاكه المؤقت - كما نظمه المشرع - والانتداب أصله ودافعه تحقيق منافع ومكاسب وإضافة وإثراء لمواقع العمل المختلفة وليس لتحقيق منافع شخصية.. اليوم ما يثار أن هناك نية وتوجه وتعليمات بوقف الانتدابات وعودة الموظفين إلى مقار عملهم.. هنا نعتقد ونجزم ستتولد مشكلة نقص وإرباك وخلل بين أطراف العلاقة.. نحن نرى أن انتداب الكفاءات القطرية لمواقع العمل تم بموجب خطة هدفها تطوير الخبرات والقدرات وإثراء مواقع العمل.. لأن الانتدابات جلها - من دراية لا رواية.. ومن خلال رصد وكثب.. وليس من تقارير وكتب.. ومعايشة ميدانية تسهم في تطوير الكفاءات والمؤسسات ومواقع العمل بفعالية أدائها لواجباتها وزيادة انتاجيتها وتعميق منظومة العمل من جراء تنوع الخبرات والكفاءات وغيرها من مميزات.. هناك يا سادة دواع لا حصر لها للانتداب وضروراته.. هناك أقسام وإدارات وقطاعات تحتاج خبرة ومهارة في موضوع نفتقده.. فينتدب إليه موظف يمتلك تلك الإمكانيات والقدرات ريثما تدير الإدارة أو القسم أو القطاع أمورها لاحقاً.. إن مبرر الانتداب نراه ويراه غيري موضوعياً وعقلانياً لأنه يتسم بالمرونة ويعطي صلاحية بالإفادة المثلى من الطاقات البشرية المتوفرة.. ونرى أن الإبقاء على الانتداب لتطوير العمل وتنفيذ الأعمال والمهام في حال أفضل، يسهم في خدمة المسيرة المظفرة ويقوم على خدمة أهداف التنمية الإدارية والمهنية ويمنح الوزارة أو القطاع أو الإدارة أو القسم حيوية ويجعله أكثر مرونة وإيجابية وأعلى إنتاجية.. وإذا كان بالإمكان جعل عملية الانتداب دائمة ومستدامة للموظفين من أجل المصلحة العامة - ونكرر من أجل المصلحة العامة - فلم لا يتم إرساؤها.. الأنظمة الإدارية من فعل بشر.. وكتبها بشر.. ضمنوها نصوص إضافية تزيد من ضبط عملية الانتداب لا إلغائه.. لا بد من المراجعات واللمسات التعديلية التحسينية بدل تركها للتعقيد يتضرر معها المنتدب ومقر العمل ! نقدر القرارات واللوائح المنظمة في جوانبها النظرية والعملية ولكن رصد الواقع والميدان ومنغصاته وتحدياته والوقوف عليه إن تم لأتى بثماره الجمة.. وكما جاء في الحديث (لا ضرر ولا ضرار) وأعتقد أنها ستكون لفتة إنسانية إيجابية واعية نقدم عليها ولكن بسرعة واجبة.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.

copy short url   نسخ
23/08/2023
60