في البداية ظهر مصطلح «إبهام نينتندو» ثم «معصم لاعب الغيتار» والآن «مرفق الهاتف المحمول»، في إشارة إلى الآلام الناتجة عن طول الذراع نتيجة كثرة استخدام الهاتف.
فكيف يمكن السيطرة على آلام «مرفق الهاتف المحمول» إذا ما كانت طقوس ما قبل النوم هي التصفح أو المشاهدة أو القراءة مع ثني المرفق بصورة ثابتة لوقت غير قصير؟
يُعرف «مرفق الهاتف المحمول» طبياً باسم متلازمة النفق المرفقي، وهو خدر ووخز وألم في الساعد واليد ناتج عن ضغط العصب الزندي الذي يمر على طول النتوء العظمي داخل الكوع.
ماذا يحدث لذراعك؟
يمتد العصب الزندي بطول الذراع، من الرقبة إلى الإصبع الصغيرة، وهو أكبر عصب في جسم الإنسان غير محمي بالعضلات أو العظام.
يعطي الإحساس لأصبعيك الخنصر والبنصر وراحة اليد، والمكان الأكثر شيوعاً لمشاكل هذا العصب هو ذلك الأخدود الصغير على الجزء الخارجي من مرفقك.
يظهر هذا الألم عندما يظل جسمك في وضع ثابتٍ فترة طويلة.
يقول مقوّم العظام رودي جيرمان، لموقع Medicinet: «الحركة هي الحياة»، مشيراً إلى أن حياتنا غير المتحركة نسبياً تجعلنا عرضة لإصابات الإجهاد المتكررة مثل الأعصاب المتوترة أو المنضغطة.
ويوضح أن هذا الإجهاد يخلق الصدمات الدقيقة، حيث تبدأ العضلات والأربطة والأوتار في التمدد أو الانضغاط بطرق لا يُفترض بها ذلك.
الأسباب
ويبدو أن من أهم أسباب الضغط على العصب الزندي، بحسب الخبراء، الثرثرة المطولة والمشاهدة والتصفح على الهاتف المحمول لوقت غير محدود.
إنَّ ثني الكوع لفترات طويلة، كما هو الحال عند حمل الهاتف الخلوي، يزيد من التوتر على العصب الزندي، حسب موقع Medical News Today.
ففي بعض الحالات، يؤدي الاحتفاظ بوضعية الكوع المثني لفترات طويلة إلى انخفاض تدفق الدم والالتهاب والضغط على العصب.
بدوره قال مدير مركز اليد والأطراف العليا في كليفلاند كلينك، الدكتور بيتر ج. إيفانز، إن «التمدد المتكرر والمستمر للعصب يشبه الدوس على خرطوم الحديقة».
وأوضح قائلاً: «باستخدام الخرطوم، أنت تمنع تدفق الماء، وبالتالي باستخدام الكوع تمنع تدفق الدم إلى العصب، مما يتسبب في اختلال وقصر دوران الدم».
أسباب أخرى غير الهاتف
والثرثرة المطولة أو كثرة استخدام الهاتف ليستا السبب الوحيد لمتلازمة النفق المرفقي.
إذ تشمل الأسباب الأخرى النوم مع ثني المرفقين، والجلوس على مكتب مع ثني المرفقين بزاوية أكبر من 90 درجة والقيادة بمرفقك مسنداً على النافذة لفترات طويلة.
أعراض مرفق الهاتف المحمول
من الأعراض الأولى التي يلاحظها المرضى غالباً:
التنميل أو الوخز
الوجع في الساعد واليد
ضعف عضلات اليد
صعوبة في الكتابة والطباعة
وفي الحالات المزمنة التي لم يتم علاجها، يمكن أن يتأثر أصبعا البنصر والخنصر.
وعلى الرغم من عدم وجود أرقام مؤكدة حول عدد الأشخاص الذين يعانون هذا الألم، فإن المتخصصين في اليد يقولون إن الإصابة تزداد جنباً إلى جنب مع 3.3 مليار عقد خدمة للحصول على هاتف محمول في جميع أنحاء العالم، بحسب تقدير إيفانز.
ومع ذلك، فإن هذا الاضطراب أقل شيوعاً من متلازمة النفق الرسغي، وهي حالة مرتبطة بها تسبب الألم في اليد والرسغ.
تحدث متلازمة النفق الرسغي بسبب ضغط العصب المتوسط الذي يمتد من الساعد إلى اليد.
ومعظم الأشخاص الذين يصابون بمتلازمة النفق المرفقي هم في منتصف العمر أو أكبر. وتصاب النساء بمتلازمة النفق المرفقي أكثر من الرجال.