+ A
A -
كتب – الراشدي الفرجاني
أعمال يدوية وحرف بسيطة مر عليها الزمن وانقرضت من حاضرنا المعاصر، إلا أن سوق واقف كأحد معالم الدوحة القديمة حافظ على تلك الحرف ومشغولاتها التي تنبض بعبق الماضي القديم ومازال هؤلاء الحرفيون يحافظون على تلك الأعمال اليدوية، والتي تلقى رواجاً كبيراً من الجمهور في هذه المناسبات السعيدة.
يحدثنا الحاج محمد صانع محمد الذي قضى ما يقارب الخمسة والعشرين عاما في صناعة الأواني المنزلية من سعف النخيل، أنه لا يمكن لشعب أن ينسى تاريخه القديم فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر.. ويوضح أن هذه الحرف البسيطة تمثل تراثاً ثقافياً للشعب القطري والعربي على العموم، حيث كان في الماضي يتم تصنيع جميع الأدوات المنزلية من البيئة المحيطة، مثل سعف وليف النخيل الذي كان يتم صناعة الكثير من أدوات المنزل والسفن والحبال التي كانت تستخدم في الصيد، ويلقى هذا النوع من المنتجات إقبالا كبيرا من المواطنين القطريين والعرب، ولكن اختلفت طرق الاستخدام.. فقديماً كان يتم استخدامه في المنزل وقضاء الحوائج، أما الآن فيتم استخدامها كتحف منزلية ولتزيين المجالس والمنازل.
يؤكد الحاج محمد أن سوق واقف حافظ على كثير من التراث القطري الذي كان من المحتمل أن يندثر لولا هذا المكان الذي يجمع الكثير من الحرف والحرفيين، كما أن أكثر أيام السنة التي يلقى رواجاً فيها هي أيام الأعياد.. وعن نوعية الزبائن يقول إنه بخلاف المواطنين القطريين يوجد كثير من الغربيين والأوروبيين المقيمين في قطر، فهم شغوفون جدا بهذه الأشياء سواء لهم أو في حالة سفرهم يأخذونها كهدايا من المنطقة العربية.
وعن الأسعار يؤكد أنها في المتوسط وفي متناول الجميع ولا يختلف السعر باختلاف الزبون الذي يشتري تلك المنتجات، فنحن نحافظ على سمعة سوق واقف ولهذا يجد السوق إقبالا كبيرا من المترددين عليه.
وأشار إلى الجميع يقضي في سوق واقف أوقاتا تستمد عبق الماضي، عراقته تمتزج مع الروح الحديثة والتي تلتمسها في كل أزقة السوق وشوارعه الضيقة، حيث تمثل الحرف اليدوية معلماً من معالم الإبداع التي تتزايد قيمتها عبر العصور كونها تعكس مشاعر وأحاسيس صانعها التي يجسدها من خلال تشكيلها وزخرفتها مستخدماً أدوات بدائية بسيطة، وتعتبر صناعة الفخار حرفة قديمة في عدد من الدول العربية ومن بينها دولة قطر يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد والتي تعد من أقدم وأهم الحرف التقليدية التراثية لمواكبتها الحضارات الإنسانية منذ الأزل وحتى يومنا هذا.
copy short url   نسخ
31/05/2017
1839