في محاضرته أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في سنغافورة، قدّم معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، رؤية دولة قطر حول التحديات التي تواجه الدول الصغيرة والمتوسطة، وسبل تعزيز وتطوير التعاون الأمني حتى يتم تحقيق الأمن الشامل والمستدام، لا سيما في المجال الأمني والدفاعي والسياسي والاقتصادي والاستثماري، والطرق المبتكرة في استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستدامة البيئية والعمل الجماعي، بالإضافة إلى تعزيز الحلول السلمية والمبادرات الدبلوماسية لحل مختلف النزاعات والحروب في العالم.
من أبرز ما تناوله معاليه، في معرض الحديث عن تمكن قطر من تحقيق التوازن بين اللاعبين الدوليين، قدرتها على على التكيف، والمشاركة الدبلوماسية، والسعي لتحقيق المصالح ذات المنفعة المتبادلة، موضحا أن ذلك لا يخدم المصالح الوطنية لقطر فحسب، بل يساهم في الاستقرار الإقليمي والعالمي أيضا.
إن ما تناوله معاليه في هذه المحاضرة ينبئ عن رؤية في غاية الوضوح، وهي تؤكد أن للدول الصغيرة دورا كبيرا لتلعبه، إذا ما أدركت أن في مقدورها لعب دور حاسم في حل النزاعات، وهو ما تفعله قطر، وما نجحت في تحقيقه بصورة مدهشة، عبر المشاركة إيجابيا كلما وحيثما كان ذلك ممكنا.
مما قاله معاليه إن «على قادة الدول الصغيرة أن يكونوا مستعدين لمواجهة هذه التحديات، كمشاركين نشطين وفاعلين، وكميسرين للحوار، ووسطاء حاضري البديهة في الصراعات العالمية»، وقد أثبتت قطر ذلك عبر الأدوار الإيجابية التي قامت بها، وحققت عن طريقها نتائج في غاية الأهمية لصالح الأمن والسلم الدوليين.