+ A
A -
يعتبر المغرب ملاذا للاستقرار في منطقة يعصف بها الاضطراب، وحليفا رئيسيا في الحرب ضد الإرهاب، ومع ذلك فإن مغاربة انتقلوا للعيش في أوروبا يقفون على الأغلب وراء العديد من الهجمات التي شهدتها عدة دول هناك. لابد هنا من البحث عن الأسباب التي دفعت شبان مفعمين بالحياة والطموحات لارتكاب جرائم إرهابية من النوع الذي رأيناه، وهنا لابد من ملاحظة أن الصراع الشديد بين هويتين وثقافتين تعليميتين، والتهميش الاجتماعي، والوضع الاقتصادي غير المستقر، والسجل الجنائي هي المسؤولة عن ذلك، وليس كونهم مغاربة أو من أي جنسية أخرى.
هؤلاء كان من السهل أن يقعوا فريسة دعاة التشدد لكل الأسباب سالفة الذكر، وعند قراءة سيرة كل واحد منهم سوف نجد أنهم كانوا بعيدين عن التدين، حتى أن عددا منهم سبق وأدين في قضايا جنائية، الأمر الذي يشير بقوة إلى أن الصدمة التي تعرضوا لها في المجتمعات الجديدة التي اختاروا الهجرة إليها، أو نشأوا في كنفها، كانت وراء ما ارتكبوه من جرائم إرهابية، وليس كونهم مغاربة أو من أي جنسية أخرى، بدليل أن المغرب هو أقل الدول تعرضا للإرهاب، والأعمال الإرهابية. إن القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يتم بمعزل عن معالجة أسبابه، وفي الحالة الأوروبية فإن التهميش والواقع الاقتصادي البائس الذي يعيشه المهاجرون يتحملان مسؤولية مهمة في كل ما يحدث، والحلول لا يمكن أن تعطي مردودا بعيدا عن ذلك، أي أن القضاء على الإرهاب في أوروبا يحتاج إلى دمج المهاجرين بصورة أعمق عبر تقديم فرص تعليمية جيدة لهم، ومن شأن ذلك أن يعيد الأمل إليهم ويساهم في تحصينهم ضد أي محاولات لتجنيدهم من أجل القيام بأعمال إرهابية دافعها اليأس في معظم الحالات.
وبالتأكيد فإن القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تقوم بتجنيد الشبان المحبطين تشكل عاملا إضافيا، وهي مهمة ليست عسيرة متى ما توفرت الإرادة الحقيقية للمجتمع الدولي الذي يتعين أن يرص صفوفه أكثر فأكثر من أجل التصدي للإرهاب والقضاء على كل أشكاله ومسبباته.
بقلم : حسان يونس
هؤلاء كان من السهل أن يقعوا فريسة دعاة التشدد لكل الأسباب سالفة الذكر، وعند قراءة سيرة كل واحد منهم سوف نجد أنهم كانوا بعيدين عن التدين، حتى أن عددا منهم سبق وأدين في قضايا جنائية، الأمر الذي يشير بقوة إلى أن الصدمة التي تعرضوا لها في المجتمعات الجديدة التي اختاروا الهجرة إليها، أو نشأوا في كنفها، كانت وراء ما ارتكبوه من جرائم إرهابية، وليس كونهم مغاربة أو من أي جنسية أخرى، بدليل أن المغرب هو أقل الدول تعرضا للإرهاب، والأعمال الإرهابية. إن القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يتم بمعزل عن معالجة أسبابه، وفي الحالة الأوروبية فإن التهميش والواقع الاقتصادي البائس الذي يعيشه المهاجرون يتحملان مسؤولية مهمة في كل ما يحدث، والحلول لا يمكن أن تعطي مردودا بعيدا عن ذلك، أي أن القضاء على الإرهاب في أوروبا يحتاج إلى دمج المهاجرين بصورة أعمق عبر تقديم فرص تعليمية جيدة لهم، ومن شأن ذلك أن يعيد الأمل إليهم ويساهم في تحصينهم ضد أي محاولات لتجنيدهم من أجل القيام بأعمال إرهابية دافعها اليأس في معظم الحالات.
وبالتأكيد فإن القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تقوم بتجنيد الشبان المحبطين تشكل عاملا إضافيا، وهي مهمة ليست عسيرة متى ما توفرت الإرادة الحقيقية للمجتمع الدولي الذي يتعين أن يرص صفوفه أكثر فأكثر من أجل التصدي للإرهاب والقضاء على كل أشكاله ومسبباته.
بقلم : حسان يونس