«لعلعت» الزغاريد في منزل قريبة لي في بلدتي، وتوالت الأهازيج والأغاني، وأقيمت الليالي الملاح حتى الصباح، فالمحروس «فيصل» ابن عمة والدي أبرق لوالدته معلنا زواجه بأميركية من «هيوستن»، ومن بعد كرت مسبحة الزواج من أميركيات أصليات غير متجنسات، فكان زواج «منير» من هيلدا «الميامية» و«حازم» من ألن الكنساسية ومحمد من كارولين الواشنطونية، وبهذا النسب اصبحنا احنا والعم سام حبايب، فقررت زيارة أميركا لا للبحث عن عروسة وانما للتعرف على النسايب؟ ولماذا كل هذه الكراهية في الشارع العربي لنسيبتنا القوية الجميلة؟.. كنت - ولا أخفي- مرعوبا حين وصلت نيويورك مركز القوة اليهودية، فسائق التاكسي الذي أقلني من مطار «جون فرانك كنيدي» كان يرتدي «القلنسوة» أي الطاقية «اليهودية»، فلذت بالصمت حتى وصلت إلى فندق «وورلد اوف استوريا »، وشعرت بانشراح فقد كان في استقبالي رجل العلاقات العامة -أميركي أصلي- رحب بي واصطحبني للاستقبال، أنهيت التسجيل واصطحبني لغرفتي فقلت له «احنا وانتو نسايب وحبايب»، لم يفهم ما أعني حاولت ان اوضح له ان «حمودة» ابن عم لي تزوج اميركية «نيويوركية» فضحك وقال: ليس مهما.. كثيرون يتزوجون أميركيات من أجل الجنسية الاميركية وسألني اذا كنت ابحث عن زوجة فاخرجت له صورة زوجتي، تصادقت مع «نسيبنا» الاميركي الذي اوضح لي ان الشعب الاميركي شعب طيب وإنساني، ويحب جميع الشعوب، والشاطر يستطيع ان يكسب وده، وان يقف إلى جانبه، فسألت: وهل تعتقد أن اليهود أذكى من العرب وتوصلوا لهذه الحقيقة، واستطاعوا أن يكسبوا ودكم فوقفتم إلى جانبهم على حساب شعب طرد من أرضه وشرد من وطنه، قال: انا لا افهم كثيرا في السياسة الخارجية لبلدي ولا تعنيني كثيرا ولكن ما أعرفه أننا شعب يحب الجميع، وبلادنا مفتوحة للجميع، واذا أردت ان تقيم في هذا البلد عليك ان تؤمن أولا بمبادئ الحرية التي وضعها الدستور الاميركي منذ عهد الرئيس الأول جورج واشنطون والتي لا نسمح لاحد بأن يخترقها سواء كان يهوديا أو بولونيا أو ايرلنديا، وسنقف بقوة مع إدارة البيت الابيض لاجتثاث كل من يحاول أن يتعدى على مكتسباتنا في الحرية والحياة. وأنا مع نسيبا لكن يا ريت يكون معنا.. فنحن أحوج ما يكون لرجل يقول أيها العربي المسلم أنت في أمان.. نحن أحوج ما يكون أن يتركونا في حالنا ويذهبوا في حالهم.. ولن يروا داعش ولا ماعش ولا قاعدة..
بقلم : سمير البرغوثي
بقلم : سمير البرغوثي