على مدى الأشهر الماضية، تظاهر مئات الآلاف من الإسرائيليين ضد خطط حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة لإصلاح النظام القضائي الإسرائيلي، حيث تطرح الحكومة فرض سيطرتها على المحاكم، وهو ما يتماشى مع أجندة المتدينين المتشددين واليمينيين في ائتلاف نتانياهو.
على المسرح العالمي، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يشعر بالضعف، وأثارت خططه انتقادات من الرئيس بايدن، وزعماء في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وسلطت الاحتجاجات الضوء على السخط في واشنطن من نتانياهو، الذي ألقى بظله بشكل كبير على السياسة الإسرائيلية، وكذلك العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، وفي الداخل، أحدثت المعارضة المتصاعدة صدوعا في حزب الليكود اليميني.
وسط هذه الأجواء المحمومة يجد نتانياهو نفسه محاصرا، بعد أن فشل التصعيد الإجرامي والوحشي ضد المواطنين الفلسطينيين بالضفة الغربية في إحداث أي تغيير لصالحه، ولم يعد أمامه سوى خيار وحيد؛ هو افتعال حرب خارجية يعتقد ربما أنها يمكن أن تنقذه، لذلك لم يكن مفاجئا أن يطلق المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، أمس، تحذيرات جديدة من أن تل أبيب تقترب من شن عملية عسكرية في لبنان.
أمس الأول، طلب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من الأمين العام للأمم المتحدة تدخل المنظمة الدولية «لوقف التوترات» على الحدود مع لبنان، ما يوحي بوجود حملة منسقة هدفها الدفع باتجاه عدوان جديد، يعتقد نتانياهو أن في مقدوره فك عزلته، وإخراجه من المأزق الذي اندفع إليه، ما يهدد بتفجير المنطقة بأسرها، ما لم يتدخل المجتمع الدولي للجم تل أبيب ومنعها من الدخول في مغامرة عدوانية جديدة.