يقول علي شريعتي: مشكلة المثقف عندنا أنه ينكر انتماءه لمجتمعه، لهذا كيف يا عزيزي المثقف تستطيع أن تُعالج مجتمعًا لا تعيش فيه، ولا تفهمه، ولا تتحدث بلغته، قل لي كيف؟
لقد بُلينا بفئة من المثقفين الذين يعيشون في أبراجهم العاجية ولن أقول في مدينة أفلاطون الفاضلة، فتلك مدينة بنى صاحبها جدرانها بالقيم ورصف طرقاتها بالمُثل العليا وإن كانت غير قابلة للتحقق في أرض الواقع.. إلا أن مجرد حلم إنسان ما بمجتمع مثالي هو شيء محترم! ولكني سأقول أبراجهم العاجية، لأنهم يعيشون في وادٍ والناس في وادٍ آخر، ومع هذا تجدهم يُصرون على التنظير على هؤلاء الناس! والمثقفون البرجوازيون في الغالب يعملون عند السلطة إما لقاء أجر، وإما مجانًا، المهم أن يريك صاحبنا أنه يُطل من مكان مرتفع!
تُقرر الحكومة أن تستحدث ضريبة لسد عجزٍ ما، والمواطن في بلادنا، كما تعرفون ليس شريكًا في الربح وإنما في الخسارة فقط! فلو زادت مداخيل الدولة لا ترتفع الرواتب، ولو زادت مصاريفها فعلى المواطن أن يُغطي هذا العجز! فيضج الناس وهم محقون في ضجيجهم هذا، فيأتي صاحبنا ليكتب مقالًا يسألنا فيه ما هي الطامة الكبرى في أن تستحدث الحكومة ضريبة!؟ ثم يقارن بين الضرائب في بلادنا وفي كندا مثلاً، ويخبرنا أنهم يدفعون أضعاف ما ندفع! طبعًا إن هذا البرجوازي المتملق لا يعرف كيف يُجاهد الناس لتكفيهم مرتباتهم حتى آخر الشهر، ولا يعرف كيف تُدفه أقساط المدارس والجامعات، وكيف يُشترى الدواء، ولا يمكن أن يفهم كيف يمكن لثياب العيد أن تكون أزمة حقيقية على ربِّ أسرة! وحين قارن هذا المتملق بين ضرائبنا وضرائب كندا لم يقارن بين الخدمات التي تقدمها حكوماتنا وحكومة كندا! في كندا يا عزيزي لا يُطرد الطالب من الجامعة إن لم يُسدد القسط، ولا يموت الناس على أبواب المستشفيات إن لم يملكوا ثمن علاجهم!
الغريب في هؤلاء المثقفين البرجوازيين أن لهم قدرة عجيبة على تبرير تلك الأشياء التي لا تستطيع حتى الحكومات نفسها تبررها، إذا شنّت حكومة ما حملة مسعورة واعتقلت كل من له رأي مخالف لرأيها، يحدثنا صاحبنا عن نعمة الأمن والأمان، وإنه على الإنسان أن يُضحي بشيء من حريته نظير أمنه، وكأنه يستحيل الجمع بين الحرية والأمن! وقد يقول إنها مصلحة الوطن، ولا أدري أي مصلحة لهذا الوطن في أن نكون قطيعًا لا نرى إلا ما يرى– على رأي سيئ الذكر فرعون- وقد صدق فلاديمير لينين شيخ الشيوعيين الضال حين قال: المثقفون أقدر الناس على الخيانة لأنهم أقدر الناس على تبريرها!
بقلم : أدهم شرقاوي
لقد بُلينا بفئة من المثقفين الذين يعيشون في أبراجهم العاجية ولن أقول في مدينة أفلاطون الفاضلة، فتلك مدينة بنى صاحبها جدرانها بالقيم ورصف طرقاتها بالمُثل العليا وإن كانت غير قابلة للتحقق في أرض الواقع.. إلا أن مجرد حلم إنسان ما بمجتمع مثالي هو شيء محترم! ولكني سأقول أبراجهم العاجية، لأنهم يعيشون في وادٍ والناس في وادٍ آخر، ومع هذا تجدهم يُصرون على التنظير على هؤلاء الناس! والمثقفون البرجوازيون في الغالب يعملون عند السلطة إما لقاء أجر، وإما مجانًا، المهم أن يريك صاحبنا أنه يُطل من مكان مرتفع!
تُقرر الحكومة أن تستحدث ضريبة لسد عجزٍ ما، والمواطن في بلادنا، كما تعرفون ليس شريكًا في الربح وإنما في الخسارة فقط! فلو زادت مداخيل الدولة لا ترتفع الرواتب، ولو زادت مصاريفها فعلى المواطن أن يُغطي هذا العجز! فيضج الناس وهم محقون في ضجيجهم هذا، فيأتي صاحبنا ليكتب مقالًا يسألنا فيه ما هي الطامة الكبرى في أن تستحدث الحكومة ضريبة!؟ ثم يقارن بين الضرائب في بلادنا وفي كندا مثلاً، ويخبرنا أنهم يدفعون أضعاف ما ندفع! طبعًا إن هذا البرجوازي المتملق لا يعرف كيف يُجاهد الناس لتكفيهم مرتباتهم حتى آخر الشهر، ولا يعرف كيف تُدفه أقساط المدارس والجامعات، وكيف يُشترى الدواء، ولا يمكن أن يفهم كيف يمكن لثياب العيد أن تكون أزمة حقيقية على ربِّ أسرة! وحين قارن هذا المتملق بين ضرائبنا وضرائب كندا لم يقارن بين الخدمات التي تقدمها حكوماتنا وحكومة كندا! في كندا يا عزيزي لا يُطرد الطالب من الجامعة إن لم يُسدد القسط، ولا يموت الناس على أبواب المستشفيات إن لم يملكوا ثمن علاجهم!
الغريب في هؤلاء المثقفين البرجوازيين أن لهم قدرة عجيبة على تبرير تلك الأشياء التي لا تستطيع حتى الحكومات نفسها تبررها، إذا شنّت حكومة ما حملة مسعورة واعتقلت كل من له رأي مخالف لرأيها، يحدثنا صاحبنا عن نعمة الأمن والأمان، وإنه على الإنسان أن يُضحي بشيء من حريته نظير أمنه، وكأنه يستحيل الجمع بين الحرية والأمن! وقد يقول إنها مصلحة الوطن، ولا أدري أي مصلحة لهذا الوطن في أن نكون قطيعًا لا نرى إلا ما يرى– على رأي سيئ الذكر فرعون- وقد صدق فلاديمير لينين شيخ الشيوعيين الضال حين قال: المثقفون أقدر الناس على الخيانة لأنهم أقدر الناس على تبريرها!
بقلم : أدهم شرقاوي