قررت خمس دول عربية هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر واليمن قطع علاقاتها مع دولة قطر، قرار ربما لم يكن مفاجئاً بالنظر إلى الحملة الإعلامية المستهدفة لدولة قطر خلال الأسابيع القادمة. حملة بدأت بمقالات تستهدف السياسة القطرية الخارجية نُشرت في الصحافة الغربية وامتدت إلى الصحافة السعودية والإماراتية والمصرية، ثم امتدت إلى الاعلام المرئي والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي. قرار قطع العلاقات وما أعلن من إجراءات تتعلق بإغلاق المعابر البرية والجوية مع قطر خطوة غير مسبوقة في تصعيد الضغوط السياسة المستهدفة لدولة قطر لا سيما أن الإمارات والسعودية والبحرين كانت قد سبق وسحبت سفراءها من قطر في العام 2014 وحاولت أن تمارس ضغوطاً متنوعة على الدوحة.
أن تختلف الدول في مواقفها السياسة فهذا من طبيعة السياسة وركن من أركانها، فقراءة الدول لمصالحها تختلف من بلد إلى آخر، ومن الطبيعي أن تحدث تباينات واختلافات. ما يحدث اليوم في منطقة الخليج هو محاولة إلى فرض موقف بعينه على ما يمكن من الدول. ليس سراً أن المواقف الإماراتية لا تنسجم مع المواقف القطرية لا سيما في الموقف من مصر وما حدث ويحدث فيها، وكذلك الموقف في اليمن وطبيعة التحالفات السياسية لكل دولة، وكذلك الأمر بالنسبة للوضع في ليبيا والموقف من القضية الفلسطينية والعلاقة مع حماس. كلها ملفات عليها اختلاف في التعاطي معها بين تلك الدول، لكن من قال إن الأصل هو التوافق حتى ولو كانت الدول تنتمي إلى مظلة جغرافية واحدة أو إلى منظمة سياسية واحدة مثل مجلس التعاون الخليجي. حتى في السياق الأكبر لما يسمى بالجامعة العربية الحق السياسي مكفول للدول بتبني مواقف سياسية تتناسب ومصالحها. فلماذا يتم التصعيد في هذه اللحظة؟
يبدو أن التصعيد مرتبط بعدم تحقيق نجاحات في ملفات مهمة تلعب الامارات العربية والسعودية دوراً قيادياً، هذا الامر ينطبق على عمل ما يسمى بالتحالف العربي في اليمن واستمرار المعركة واتجاه اليمن الجنوبي للانفصال، إضافة إلى ما أثير من تباين التصورات بين أبوظبي والرياض حول المستقبل السياسي لليمن. لقد أصبح اليمن استنزافاً سياسياً وعسكرياً للدول المشاركة في التحالف العربي دون نتائج حاسمة تعيد هيبة الحكومة التي هي فعلاً حكومة في المنفى. حالة الاستنزاف السياسي تنطبق على الوضع في ليبيا حيث استمرار الصراع السياسي ودخول الجماعات المتطرفة على المشهد السياسي لتزيد من تعقيده وتغير اتجاه بوصلة الاحداث هناك مما دفع إلى أن تتحول ليبيا إلى مصدر استنزاف سياسي واقتصادي أيضاً.
التصعيد في المشهد السياسي الخليجي بشكل خاص يشير إلى رغبة في تغيير اتجاه بوصلة الاحداث والأوليات التي تعصف بالمنطقة لا سيما العربية وتعطي خصومها فرصة لتحسين مواقعهم السياسية في المنطقة على حساب ما بقي من المصالح العربية، حينها ستتضاعف خسائر العرب السياسية والاقتصادية وكذلك ستعد ذاكرة سلبية للأجيال القادمة عما كانت عليه أوضاع من سبقوهم.
قديماً كان بعض الفقهاء يعتبر الاختلاف في السياسة «فتنة» وهو مصطلح يشير إلى حرص أولئك الفقهاء على المحافظة على بنية المجتمع المسلم الذي ينتمون اليه باعتبار أن الخلاف السياسي- الفتنة تهديد لتلك البنية والاستقرار. اليوم يبدو جلياً أن الفتنة أظهرت جزءاً لا بأس به من وجهها القبيح فهل يتم وأدها قبل أن تستفحل؟
أن تختلف الدول في مواقفها السياسة فهذا من طبيعة السياسة وركن من أركانها، فقراءة الدول لمصالحها تختلف من بلد إلى آخر، ومن الطبيعي أن تحدث تباينات واختلافات. ما يحدث اليوم في منطقة الخليج هو محاولة إلى فرض موقف بعينه على ما يمكن من الدول. ليس سراً أن المواقف الإماراتية لا تنسجم مع المواقف القطرية لا سيما في الموقف من مصر وما حدث ويحدث فيها، وكذلك الموقف في اليمن وطبيعة التحالفات السياسية لكل دولة، وكذلك الأمر بالنسبة للوضع في ليبيا والموقف من القضية الفلسطينية والعلاقة مع حماس. كلها ملفات عليها اختلاف في التعاطي معها بين تلك الدول، لكن من قال إن الأصل هو التوافق حتى ولو كانت الدول تنتمي إلى مظلة جغرافية واحدة أو إلى منظمة سياسية واحدة مثل مجلس التعاون الخليجي. حتى في السياق الأكبر لما يسمى بالجامعة العربية الحق السياسي مكفول للدول بتبني مواقف سياسية تتناسب ومصالحها. فلماذا يتم التصعيد في هذه اللحظة؟
يبدو أن التصعيد مرتبط بعدم تحقيق نجاحات في ملفات مهمة تلعب الامارات العربية والسعودية دوراً قيادياً، هذا الامر ينطبق على عمل ما يسمى بالتحالف العربي في اليمن واستمرار المعركة واتجاه اليمن الجنوبي للانفصال، إضافة إلى ما أثير من تباين التصورات بين أبوظبي والرياض حول المستقبل السياسي لليمن. لقد أصبح اليمن استنزافاً سياسياً وعسكرياً للدول المشاركة في التحالف العربي دون نتائج حاسمة تعيد هيبة الحكومة التي هي فعلاً حكومة في المنفى. حالة الاستنزاف السياسي تنطبق على الوضع في ليبيا حيث استمرار الصراع السياسي ودخول الجماعات المتطرفة على المشهد السياسي لتزيد من تعقيده وتغير اتجاه بوصلة الاحداث هناك مما دفع إلى أن تتحول ليبيا إلى مصدر استنزاف سياسي واقتصادي أيضاً.
التصعيد في المشهد السياسي الخليجي بشكل خاص يشير إلى رغبة في تغيير اتجاه بوصلة الاحداث والأوليات التي تعصف بالمنطقة لا سيما العربية وتعطي خصومها فرصة لتحسين مواقعهم السياسية في المنطقة على حساب ما بقي من المصالح العربية، حينها ستتضاعف خسائر العرب السياسية والاقتصادية وكذلك ستعد ذاكرة سلبية للأجيال القادمة عما كانت عليه أوضاع من سبقوهم.
قديماً كان بعض الفقهاء يعتبر الاختلاف في السياسة «فتنة» وهو مصطلح يشير إلى حرص أولئك الفقهاء على المحافظة على بنية المجتمع المسلم الذي ينتمون اليه باعتبار أن الخلاف السياسي- الفتنة تهديد لتلك البنية والاستقرار. اليوم يبدو جلياً أن الفتنة أظهرت جزءاً لا بأس به من وجهها القبيح فهل يتم وأدها قبل أن تستفحل؟