قرأتُ البارحة أنه في قرى «غرينلاند» يقومُ العريسُ يوم العرس بجرّ العروس من شعرها من بيت أهلها إلى بيته.. ليعلمها أنه سيد البيت!
وفي سياق متصل تقول الأساطير أو ربما الخراريف التي تتحدث عن بدايات الإنسان على سطح الأرض أن الرجال كانوا إذا أرادوا النساء حمل أحدهم هراوته كالخارج إلى الصيد، ثم يتخيّر من بين النساء واحدة، فيضربها بهراوته، ثم يحملها إلى كهفه، كما يحمل الفرائس التي يصطادها! الغريب أن الأساطير تذكر أيضاً استمتاع النساء بهذا الأمر، فلو لم تكن إحداهن جميلة لما طالتها الهراوة!
ومهما يكن من أمر، فإنني لا أؤمن بالأساطير.. ولكن يُجمع دارسو المثيلوجيا أن الأساطير هي مرآة عن تفكير وعقلية ناسجيها!
وفي سياق أكثر اتصالًا، تعرفون جميعًا قضية قطع رأس القطة التي كانت منتشرة في بلاد العرب، وما زالت حتى اليوم سائرة على قدم وساق في المناطق النائية التي لم تُشرق عليها لا شمس العلم ولا شمس الدين! وقصة قطع رأس القطة باختصار هي أن يُحضر العريس معه قطة أول يوم يدخل فيه على زوجته، ويقوم بفصل رأس القطة عن جسدها أمام عروسه ليعلمها أنه رجل «حمش» وأن مصير هذه الوافدة الجديدة لن يكون أحسن من مصير القطة المسكينة التي ذهبت هدرًا في ميدان إثبات الرجولة المريضة!
لستُ من دعاة المثالية، ولا أحبُّ مدعيها، أعرف أن الحياة الزوجية تشهد طقوسًا كثيرة تتراوح بين الهيام والحُب والغضب والرضا والخصام، التعامل اليومي بين الزوجين والمصحوب بضغوط الحياة ومتطلباتها، والمحكوم بأمزجة الناس ونفسياتهم وطباعهم وتربيتهم، من الطبيعي جدًا أن ينشأ عنه خلافات، ولا أغالي إذ قلت إن الخلافات هذه ضرورية أحيانًا بشرط ألا تخرج عن الإطار الطبيعي الذي يحدث ضمنه خلاف النبلاء! ويروق لي أن أشبهها بالملح في الطعام، القليل منه يصلحه والكثير منه يفسده.
بقي أن يعرف الرجال أن الرجل هو من يطوع امرأته بقلبه لا بسوطه، وبحنانه لا بيده، وأن رجولته لا تتحقق بمقدار ما يضرب زوجته وإنما تنقص بمقدار ما يضربها! وعلى المرأة أن تعرف أن الجمال شيء والأنوثة شيء آخر، وأنها يجب أن تحافظ على أنوثتها حتى الرمق الأخير، فمتى تخلت عنها صارت رجلاً آخر!
وفي عيون الأخبار لابن قتيبة أن امرأة زُفّت إلى رجل فقال لها: ليس فيّ من عيب إلا أني سيئ الخلق عندما أغضب! فقالت له: أسوأ منك خلقًا من اضطرك إلى أن تغضب!
العلاقة الزوجية طائر يحلق بجناحين، هما الزوج والزوجة، ولا يستطيع طائر أن يُحلق بجناح مكسور، على كل واحد منا أن يحافظ على الجناح الآخر لتستمر الحياة!
بقلم : أدهم شرقاوي
وفي سياق متصل تقول الأساطير أو ربما الخراريف التي تتحدث عن بدايات الإنسان على سطح الأرض أن الرجال كانوا إذا أرادوا النساء حمل أحدهم هراوته كالخارج إلى الصيد، ثم يتخيّر من بين النساء واحدة، فيضربها بهراوته، ثم يحملها إلى كهفه، كما يحمل الفرائس التي يصطادها! الغريب أن الأساطير تذكر أيضاً استمتاع النساء بهذا الأمر، فلو لم تكن إحداهن جميلة لما طالتها الهراوة!
ومهما يكن من أمر، فإنني لا أؤمن بالأساطير.. ولكن يُجمع دارسو المثيلوجيا أن الأساطير هي مرآة عن تفكير وعقلية ناسجيها!
وفي سياق أكثر اتصالًا، تعرفون جميعًا قضية قطع رأس القطة التي كانت منتشرة في بلاد العرب، وما زالت حتى اليوم سائرة على قدم وساق في المناطق النائية التي لم تُشرق عليها لا شمس العلم ولا شمس الدين! وقصة قطع رأس القطة باختصار هي أن يُحضر العريس معه قطة أول يوم يدخل فيه على زوجته، ويقوم بفصل رأس القطة عن جسدها أمام عروسه ليعلمها أنه رجل «حمش» وأن مصير هذه الوافدة الجديدة لن يكون أحسن من مصير القطة المسكينة التي ذهبت هدرًا في ميدان إثبات الرجولة المريضة!
لستُ من دعاة المثالية، ولا أحبُّ مدعيها، أعرف أن الحياة الزوجية تشهد طقوسًا كثيرة تتراوح بين الهيام والحُب والغضب والرضا والخصام، التعامل اليومي بين الزوجين والمصحوب بضغوط الحياة ومتطلباتها، والمحكوم بأمزجة الناس ونفسياتهم وطباعهم وتربيتهم، من الطبيعي جدًا أن ينشأ عنه خلافات، ولا أغالي إذ قلت إن الخلافات هذه ضرورية أحيانًا بشرط ألا تخرج عن الإطار الطبيعي الذي يحدث ضمنه خلاف النبلاء! ويروق لي أن أشبهها بالملح في الطعام، القليل منه يصلحه والكثير منه يفسده.
بقي أن يعرف الرجال أن الرجل هو من يطوع امرأته بقلبه لا بسوطه، وبحنانه لا بيده، وأن رجولته لا تتحقق بمقدار ما يضرب زوجته وإنما تنقص بمقدار ما يضربها! وعلى المرأة أن تعرف أن الجمال شيء والأنوثة شيء آخر، وأنها يجب أن تحافظ على أنوثتها حتى الرمق الأخير، فمتى تخلت عنها صارت رجلاً آخر!
وفي عيون الأخبار لابن قتيبة أن امرأة زُفّت إلى رجل فقال لها: ليس فيّ من عيب إلا أني سيئ الخلق عندما أغضب! فقالت له: أسوأ منك خلقًا من اضطرك إلى أن تغضب!
العلاقة الزوجية طائر يحلق بجناحين، هما الزوج والزوجة، ولا يستطيع طائر أن يُحلق بجناح مكسور، على كل واحد منا أن يحافظ على الجناح الآخر لتستمر الحياة!
بقلم : أدهم شرقاوي