أثبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه الزعيم الأكثر تقلبا في المزاجية السياسية حول العالم، فالرجل الذي لم يكف عن التهديدات بشن الحرب ضد كوريا الشمالية منذ أن أطلقت صواريخها الاستفزازية قبل أسابيع حتى آخر تهديد أطلقه ضدها كان قبل مغادرته طوكيو يوم الثلاثاء الماضي في طريقه إلى كوريا الجنوبية حينما قال إن «الصبر الاستراتيجي» تجاه كوريا الشمالية قد انتهى، إذا به يفاجئ الكوريين الجنوبيين والعالم الذين كان يلومهم على لغتهم التصالحية مع بيونغ يانغ بلغة جديدة تغيرت بين يوم وليلة وانتقلت من التهديد بالحرب لكوريا إلى دعوتها إلى «مائدة التفاوض» وقال ترامب بلغة تصالحية مخالفا كل تصريحاته السابقة بشأن كوريا الشمالية «أدعو الله» ألا أضطر إلى استخدام قوات الولايات المتحدة العسكرية ضد بيونغ يانغ».
أعتقد أن صدمة مروعة قد أصابت رئيس كوريا الجنوبية وفريقه الوزاري وكل المسؤولين حينما سمعوا ترامب وقد انقلب مزاجه بين ليلة وضحاها من التهديد والوعيد إلى الدعوة «لمائدة المفاوضات» والتصالح والدعوة إلى الله بعدم المواجهة، وتحول الرجل الذي سبق أن هدد كوريا الشمالية بأنها سوف تلقى من الولايات المتحدة «النار والغضب» إلى مسالم ودود هادئ محب للانسانية والسلام حينما قال في المؤتمر الصحفي الذي جمعه الثلاثاء الماضي بالرئيس الكوري الجنوبي مون جي « إن في سيئول من المنطقي أن تجلس كوريا الشمالية إلى مائدة التفاوض» ووسط دهشة الكوريين الجنوبيين وعشرات المراسلين والصحفيين من أنحاء العالم والملايين حول العالم الذين كانوا يتابعون المؤتمر الصحفي عبر وسائل الإعلام واصل ترامب حديثه نحو كوريا الشمالية التي سبق واتهم رئيسها بالجنون قائلا «إنه مختل عقليا ولا أمل في علاجه» لكنه هنا كان هادئا حينما خاطب هذا المختل الذي لا أمل في علاجه قائلا لكوريا الشمالية وهو يدعوهم لمائدة التفاوض «يجب أن يقدموا على فعل الصواب ليس بالنسبة لكوريا الشمالية فقط وإنما إلى الإنسانية كلها» وكان ترامب قبل مؤتمره الصحفي قد بث على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» مقطع فيديو له وهو يزور أكبر قاعدة عسكرية أميركية في العالم والتي تقع بالقرب من سيئول والتي تكلفت 10 بليون دولار وقال «لقد كان لي شرف كبير أن أتناول الغداء مع قواتنا الأميركية والجنوبية التي لا تصدق في كامف همفريس في كوريا الجنوبية» ولاشك أن مثل هذا الفيديو الذي بثه وسط الجنود من هذه القاعدة كان يحمل رسائل، لكنها كانت رسائل مغايرة تماما لما جاء في خطابه.
أعتقد أن أطباء علم النفس والخبراء في هذا الجانب هم الأجدر بأن يدرسوا ويفسروا لنا هذه الحالة لأن أقرب السياسيين إلى ترامب لم يعد يفهم الرجل، فتقلباته المزاجية أصعب من أن ترصد أو تقرأ، فهو يعلن شن الحرب في المساء بينما يفاجئ الجميع في الصباح بطاولة للتفاوض والسلام لذلك أعتقد أنه يصعب على الأميركان أن يعيشوا مع هذا الوضع أربع سنوات!!
بقلم : أحمد منصور
أعتقد أن صدمة مروعة قد أصابت رئيس كوريا الجنوبية وفريقه الوزاري وكل المسؤولين حينما سمعوا ترامب وقد انقلب مزاجه بين ليلة وضحاها من التهديد والوعيد إلى الدعوة «لمائدة المفاوضات» والتصالح والدعوة إلى الله بعدم المواجهة، وتحول الرجل الذي سبق أن هدد كوريا الشمالية بأنها سوف تلقى من الولايات المتحدة «النار والغضب» إلى مسالم ودود هادئ محب للانسانية والسلام حينما قال في المؤتمر الصحفي الذي جمعه الثلاثاء الماضي بالرئيس الكوري الجنوبي مون جي « إن في سيئول من المنطقي أن تجلس كوريا الشمالية إلى مائدة التفاوض» ووسط دهشة الكوريين الجنوبيين وعشرات المراسلين والصحفيين من أنحاء العالم والملايين حول العالم الذين كانوا يتابعون المؤتمر الصحفي عبر وسائل الإعلام واصل ترامب حديثه نحو كوريا الشمالية التي سبق واتهم رئيسها بالجنون قائلا «إنه مختل عقليا ولا أمل في علاجه» لكنه هنا كان هادئا حينما خاطب هذا المختل الذي لا أمل في علاجه قائلا لكوريا الشمالية وهو يدعوهم لمائدة التفاوض «يجب أن يقدموا على فعل الصواب ليس بالنسبة لكوريا الشمالية فقط وإنما إلى الإنسانية كلها» وكان ترامب قبل مؤتمره الصحفي قد بث على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» مقطع فيديو له وهو يزور أكبر قاعدة عسكرية أميركية في العالم والتي تقع بالقرب من سيئول والتي تكلفت 10 بليون دولار وقال «لقد كان لي شرف كبير أن أتناول الغداء مع قواتنا الأميركية والجنوبية التي لا تصدق في كامف همفريس في كوريا الجنوبية» ولاشك أن مثل هذا الفيديو الذي بثه وسط الجنود من هذه القاعدة كان يحمل رسائل، لكنها كانت رسائل مغايرة تماما لما جاء في خطابه.
أعتقد أن أطباء علم النفس والخبراء في هذا الجانب هم الأجدر بأن يدرسوا ويفسروا لنا هذه الحالة لأن أقرب السياسيين إلى ترامب لم يعد يفهم الرجل، فتقلباته المزاجية أصعب من أن ترصد أو تقرأ، فهو يعلن شن الحرب في المساء بينما يفاجئ الجميع في الصباح بطاولة للتفاوض والسلام لذلك أعتقد أنه يصعب على الأميركان أن يعيشوا مع هذا الوضع أربع سنوات!!
بقلم : أحمد منصور