بدأنا نشهد في الآونة الأخيرة ظاهرة متنامية في عالم الصحافة ألا وهي إيقاف طبع النسخ الورقيّة من الصحف العالمية والاكتفاء بالنسخ الإلكترونية. فعندما ألغيت النسخ الورقية من صحيفة «لويد ليست» البريطانية في عام 2013 والتي كانت تعد أقدم صحيفة مطبوعة في العالم والتي كانت تصدر منذ عام 1734، وتوالت الإقفالات. والسبب في ذلك أن معظم النّاس أضحت تفضِّل قراءة الصحف اليومية من هواتفها الذكية أو الأجهزة الإلكترونية المختلفة، مما أدى إلى ضعف واضح في الإقبال على شراء النسخ الورقية، وظهور مشاكل مالية صعب حلها. فكلفة إصدار النسخة الورقية عالية ولا يمكن تغطيتها إلا ببيع عدد محدد من النسخ لتتحقق الجدوى الاقتصادية ولتسترد الصحيفة التكاليف التي خسرتها.
وفي أواخر شهر مارس من هذا العام، صدرت النسخة المطبوعة الأخيرة من صحيفة «الإينديبيندنت» البريطانية والتي تعد أحد أعرق وأشهر الصحف العالمية. فكانت الصفحة الأولى تحتوي على كلمتين فقط «STOP PRESS» أي الطبعة الأخيرة، وهكذا أنهت مسيرة متواصلة منذ عام 1986. على الرغم من مواصلتها لإصدار النسخ الإلكترونية، إلا أن خبر إيقاف طباعة الصحيفة انطوي على تأثير عاطفي لكل محبي القراءة المطبوعة.
ولا أقصد تحديداً تلك الصحيفة، والتي على الرغم من عالميتها، فقد لا تكون من الصحف المنتشرة محليًا، إلا أننا تعودنا أنه ما يحدث في الغرب مآله إلينا ولو بعد حين، حيث أننا أصبحنا جزء لا يتجزأ من تلك القرية العالمية، والتغيير قادم بحلوه ومره، وأخشى أنها مسألة وقت لتصل إلينا تسونامي إغلاق الصحف المطبوعة التي أطاحت بكبرى الصحف العالمية. وهنا نستعير حكمة شهيرة لابن المقفع من كتابه المشهور «كليلة ودمنة» ومفادها «العاقل من اتعظ بغيره». فهل كان إقفال «الإينديبيندنت» هو بمثابة ناقوس خطر، وبداية النهاية لكل الصحف المطبوعة؟! وهل آن الأون للتركيز أكثر على النسخ الإلكترونية من الصحف والمجلات؟!
أسئلة كثيرة تجول في الخاطر، ولكن الأكيد هو أنه يمكننا أن نستفيد من تقييم تجارب الآخرين وتبني ما يناسبنا بعد إضفاء صبغتنا المحلية لتكون ملائمة لنا دون غيرنا. ومن يدري قد نكتشف حل للمعادلة ونوجد طريقة تكفل استمرار الصحافة المطبوعة، ولا ضير في ذلك لأننا نكون كمن عقلها وتوكل.
بقلم : دانة درويش
وفي أواخر شهر مارس من هذا العام، صدرت النسخة المطبوعة الأخيرة من صحيفة «الإينديبيندنت» البريطانية والتي تعد أحد أعرق وأشهر الصحف العالمية. فكانت الصفحة الأولى تحتوي على كلمتين فقط «STOP PRESS» أي الطبعة الأخيرة، وهكذا أنهت مسيرة متواصلة منذ عام 1986. على الرغم من مواصلتها لإصدار النسخ الإلكترونية، إلا أن خبر إيقاف طباعة الصحيفة انطوي على تأثير عاطفي لكل محبي القراءة المطبوعة.
ولا أقصد تحديداً تلك الصحيفة، والتي على الرغم من عالميتها، فقد لا تكون من الصحف المنتشرة محليًا، إلا أننا تعودنا أنه ما يحدث في الغرب مآله إلينا ولو بعد حين، حيث أننا أصبحنا جزء لا يتجزأ من تلك القرية العالمية، والتغيير قادم بحلوه ومره، وأخشى أنها مسألة وقت لتصل إلينا تسونامي إغلاق الصحف المطبوعة التي أطاحت بكبرى الصحف العالمية. وهنا نستعير حكمة شهيرة لابن المقفع من كتابه المشهور «كليلة ودمنة» ومفادها «العاقل من اتعظ بغيره». فهل كان إقفال «الإينديبيندنت» هو بمثابة ناقوس خطر، وبداية النهاية لكل الصحف المطبوعة؟! وهل آن الأون للتركيز أكثر على النسخ الإلكترونية من الصحف والمجلات؟!
أسئلة كثيرة تجول في الخاطر، ولكن الأكيد هو أنه يمكننا أن نستفيد من تقييم تجارب الآخرين وتبني ما يناسبنا بعد إضفاء صبغتنا المحلية لتكون ملائمة لنا دون غيرنا. ومن يدري قد نكتشف حل للمعادلة ونوجد طريقة تكفل استمرار الصحافة المطبوعة، ولا ضير في ذلك لأننا نكون كمن عقلها وتوكل.
بقلم : دانة درويش