عندما أنكروا قيمة أرسطو وفلسفته، لم يُصدر بيانًا يُدافع فيه عن نفسه، ولكنه عرفَ بفضل خبرته في علم الفلك، أنّ موسم جَني الزيتون سيكون رائعًا، وكان قد عرف هذا شتاءً فاستأجر معصرتي «ميلتوس» و«خيوس» حيث لم تكن هناك منافسة، وعندما جنى الناس الزيتون احتاجوا إلى المعاصر، فاستغلّ أرسطو هذا الأمر، وحدد السعر الذي أراد وربح مالًا وفيرًا، ثم قال للناس: أستطيع أن أكون غنيًا، ولكن ليس هذا ما يُحركنا نحن الفلاسفة!
يبدو أن بعض الأشياء لا تتغير على ظهر هذا الكوكب، فمنذ عصر الإغريق وربما قبلهم إلى عصرنا هذا وربما بعدنا، السواد الأعظم من الناس يُقيِّمون الآخرين بما يملكون لا بما يعرفون أو يُقدّمون! ولو سألت الناس اليوم عن أسماء بعض الناجحين في مجتمعاتهم فلا تستغرب لو رأيت أسماء الأثرياء في رأس القائمة، ألوف منهم سيذكرون اسم شخص يملك عشر شركات وقليل منهم سيذكر اسم شخص ألّف عشرة كتب! طبعًا ليس في الثراء شيء، ولم يكن السعي لتحصيل المال سُبّة يومًا، ولكن هذا التفكير المادي الصرف مرض لا يقل فتكًا عن الأمراض العضوية الفتاكة الأخرى!
إن الذي غيّر العالم الأفكار لا الأموال، والذين خلدهم التاريخ فوق صفحاته هم المبدعون لا الأثرياء!
إننا نعرف أرسطو ولا نعرف أثرياء اليونان في عصره!
ونعرف شكسبير ولا نعرف أثرى رجل في زمانه!
نحن لا نعرف أثرياء الجاهلية ولكننا نعرف قس بن ساعدة وورقة بن نوفل وزهير بن أبي سُلمى!
وعندما مات أثرياء العصر العباسي تركوا أموالهم لورثتهم واندثروا، ولكن الجاحظ بقي والمتنبي وما زال يطل علينا كل يوم من باب قصائده!
تخيلوا مدى تعاسة العالم لو كان كل الناس جامعي أموال
ما أتعس العالم لو تفرّغ ابن خلدون للتجارة.
وما أتعس العالم لو كان نيوتن إقطاعيًا.
وما أتعس العالم لو أن نعوم تشومسكي قرر أن ينافس بيتزا هات!
وما أتعس العالم لو أن ابن القيم كان صائغًا.
وما أتعس العالم لو أن دافنشي قرر أن يفتح متجرًا بدل أن يرسم.
وما أتعس العالم لو أن محمد قطب وعلي شريعتي ومالك بن نبي وعلي عزت بيغوفيتش كانوا مصرفيين!
ختامًا:
عندما كانت القيمة السوقية لفيس بوك تسعة مليارات دولار، عرض الوليد بن طلال على زوكربيرغ أن يبيعه الموقع!
فقال له مارك: الأموال لا تأتي بالأفكار ولكن الأفكار تأتي بالأموال!
اليوم قيمة فيس بوك تتخطى مائة مليار دولار!
بقلم : أدهم شرقاوي
يبدو أن بعض الأشياء لا تتغير على ظهر هذا الكوكب، فمنذ عصر الإغريق وربما قبلهم إلى عصرنا هذا وربما بعدنا، السواد الأعظم من الناس يُقيِّمون الآخرين بما يملكون لا بما يعرفون أو يُقدّمون! ولو سألت الناس اليوم عن أسماء بعض الناجحين في مجتمعاتهم فلا تستغرب لو رأيت أسماء الأثرياء في رأس القائمة، ألوف منهم سيذكرون اسم شخص يملك عشر شركات وقليل منهم سيذكر اسم شخص ألّف عشرة كتب! طبعًا ليس في الثراء شيء، ولم يكن السعي لتحصيل المال سُبّة يومًا، ولكن هذا التفكير المادي الصرف مرض لا يقل فتكًا عن الأمراض العضوية الفتاكة الأخرى!
إن الذي غيّر العالم الأفكار لا الأموال، والذين خلدهم التاريخ فوق صفحاته هم المبدعون لا الأثرياء!
إننا نعرف أرسطو ولا نعرف أثرياء اليونان في عصره!
ونعرف شكسبير ولا نعرف أثرى رجل في زمانه!
نحن لا نعرف أثرياء الجاهلية ولكننا نعرف قس بن ساعدة وورقة بن نوفل وزهير بن أبي سُلمى!
وعندما مات أثرياء العصر العباسي تركوا أموالهم لورثتهم واندثروا، ولكن الجاحظ بقي والمتنبي وما زال يطل علينا كل يوم من باب قصائده!
تخيلوا مدى تعاسة العالم لو كان كل الناس جامعي أموال
ما أتعس العالم لو تفرّغ ابن خلدون للتجارة.
وما أتعس العالم لو كان نيوتن إقطاعيًا.
وما أتعس العالم لو أن نعوم تشومسكي قرر أن ينافس بيتزا هات!
وما أتعس العالم لو أن ابن القيم كان صائغًا.
وما أتعس العالم لو أن دافنشي قرر أن يفتح متجرًا بدل أن يرسم.
وما أتعس العالم لو أن محمد قطب وعلي شريعتي ومالك بن نبي وعلي عزت بيغوفيتش كانوا مصرفيين!
ختامًا:
عندما كانت القيمة السوقية لفيس بوك تسعة مليارات دولار، عرض الوليد بن طلال على زوكربيرغ أن يبيعه الموقع!
فقال له مارك: الأموال لا تأتي بالأفكار ولكن الأفكار تأتي بالأموال!
اليوم قيمة فيس بوك تتخطى مائة مليار دولار!
بقلم : أدهم شرقاوي