يغوص الشاب الفلسطيني خالد أبو حصيرة منذ تسع سنوات أعماق بحر غزة في أوقات مختلفة من العام، بحثًا عن اللؤلؤ المخبأ في المحار.
يرتبط خالد بالبحر منذ صغره، فهو ينتمي إلى عائلة لطالما ركبت أمواج البحر، وكثير من أبناء عائلته يحترفون مهنة صيد السمك، غير أن حكايته غريبة مع المحار وجمع اللآلئ.
ويفيد بأنه رحلته البحرية بدأت قبل ما يزيد على 9 سنوات حينما كان يصيد يدويًّا من خلال الغوص، قبل أن يتطور الأمر لاحقًا لاستخدام وسائل أخرى تمكّنه من ممارسة مهنة الصيد.
ويقول خالد (34 عامًا) إنه اعتاد جمع الكائنات البحرية والقيام بطهوها وأكلها، إلا أن إحدى المحارات التي كان يتواجد بها اللؤلؤ، جعلته يتجه لأحد أصدقائه الغواصين للتأكد مما تحتويه.
قاد هذا الاكتشاف خالد إلى علاقة جديدة مع البحر، مستعينًا بإمكانيات بسيطة ومعداته بدائية للغوص بحثًا عن المحار الصخري، ومنتظرًا استقرار أجواء البحر والمناخ.
يوضح أنه يراقب أحوال الطقس بحيث يكون البحر هادئًا ليغيب تحت الماء أربع ساعات، بسقف زمني لا يتجاوز 30 إلى 40 ثانية بين كل غطسة وأخرى.
ويرجع خالد ذلك إلى بدائية الأدوات، إذ لا يمتلك معدات غطس تمنحه الأمان تحت الماء وتسهل عليه عملية الغوص.
ويبين أن أبرز هذه المعدات، هي جهاز التنفس والأوكسجين التي لا يمكن لأي غواص النزول تحت الماء إلا بوجودها، إضافة إلى معدات الرؤية والسلامة، «فعدم امتلاك هذه الأدوات يمنعه من الغوص والتنقيب لدقائق طويلة».
وعادة ما يتواجد المحار على الصخور، ويعد الطعام المفضل للأخطبوط البحري وهو ما يجعله في سباق دائم معه للوصول إلى المحار، عدا عن الحاجة لسنوات عديدة كي يكتمل نمو المحار أسفل البحر، إلى جانب أن عودة ظهوره على الصخور تحتاج إلى فترات طويلة.. ويستخدم خالد شبكات التواصل الاجتماعي لإطلاع جمهوره من محبي الحياة البحرية على المحار وتعريفهم بتكوينه وكيفية استخراج اللؤلؤ منه، لافتًا إلى أن المحار لا يتوافر بكميات كبيرة في بحر غزة، واللؤلؤ الذي تحتويه المحارة غالبًا ما يكون صغيرًا، وقد لا يحتوي المحار الذي يستخرجه على هذه الأحجار الثمينة.