+ A
A -
كتب– أكرم الفرجابي
حين يكون التعاضد والتراحم واجباً على المسلمين، وليس تسعير الخلافات إلى مستوى الشقاق والمقاطعة، جاءت قرارات المملكة العربية السعودية وتابعيها بمقاطعة دولة قطر على مرأى ومسمع أصحاب الفضيلة السادة علماء الدين في السعودية، وهم مجموعة من الأسماء الذين يقدرهم ويجلهم شعوب العالم الإسلامي والكل كان ينتظر منهم أن يقوموا بدورهم والمسؤولية التي يفرضها الدين الحنيف عليهم، ولكن لم يبادر أحد منهم على أن يسدي النصيحة بالتعقل أو يفتي بإنهاء الخصومة والقطيعة ورفع الحصار - كأضعف الإيمان- لحكومات بلدانهم التي تفرض الحصار على شعب دولة مسلمة في شهر فضيل..
لكن تبقى المشكلة الحقيقية، ليس في الصمت وحده، وإنما في مواقف بعض الهيئات والمؤسسات الدينية، التي لم تكتف بمقولة: «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، وهي تعلن تأييدها الكامل لإجراءات المقاطعة، المتخذة بحق الدوحة، على رأسها رابطة العالم الإسلامي، بقيادة وزير العدل السعودي السابق عبد الكريم العيسى، التي ذكرت أن قرار قطع العلاقات، جاء وفق المقتضى الشرعي والقانوني، وسارت على ذات المنهاج، منظمة التعاون الإسلامي، التي كالت في بيانها الاتهامات والادعاءات الجاحدة ضد دولة قطر،.. «الوطن» بدورها سعت إلى رصد مواقف أشهر الدعاة الذين ينتمون لهذه الهيئات والمؤسسات.
حكم الشريعة
في الوقت الذي كان ينتظر فيه المتابعون، دوراً للعلماء والدعاة السعوديين، في حل الأزمة من خلال إبراز الرأي الديني والشرعي في مسألة الحصار وقطع الأرحام، إتخذ الداعية السعودي د. عائض القرني موقفاً مؤيداً من اجراءات المقاطعة، التي فرضتها السعودية وحلفائها على قطر، وكأنه لا يعلم أن القطيعة لا تجوز شرعاً، خاصة إذا كانت بين دول شقيقة، أصولها ممتدة على طول الخليج، وتربط بينها صلة النسب والدم.
الدعاة المقاطعون
ولم يكن القرني وحده من علماء الدين السعوديين، المؤيد للإجراءات التي اتخذتها دول المقاطعة من قطر، وإنما هنالك قائمة طويلة من الدعاة المقاطعين، يقودها مفتي المملكة العربية السعودية، عبد العزيز آل الشيخ، تصدرت أسرته مشهد الحملة الإعلامية الضخمة، التي شنتها وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، على دولة قطر منذ بداية الأزمة، لذلك لم يكن متوقعاً أن يكون هنالك موقف إيجابي، لمفتي المملكة تجاه الحصار المفروض على دولة قطر، باعتبار أن الجواب يقرأ من عنوانه، بالرغم من التحليلات التي كانت تعول على دور علماء الدين في إحتواء الأزمة، باعتبار أن أضرارٍ الحصار ستكون بالغـة الخطورة على أمّة من المسلمين، وعلى ذات المنوال جاء موقف الداعية صالح المغامسي الذي لم يتطرق للأزمة في تغريداته التي كانت أغلبها عن البرامج التليفزيونية، التي يقدمها في شهر رمضان المبارك، وكأن الأزمة لا تعنيه في شيء.
الالتزام بالصمت
في مقابل ذلك هنالك مجموعة من الدعاة، الذين لم يظهروا موقفهم بشكل واضح من الأزمة، إما أنهم التزموا بالصمت، أو تضرعوا بالدعاء إلى الله بتجنب الفتن، على صفحاتهم في السوشيال ميديا، دون توضيع موقفهم منها، أبرزهم فضيلة الداعية الدكتور محمد العريفي، الذي غرد على حسابه الرسمي في «تويتر» قائلاً: «اللهم يا من يعلم السر وأخفى، أبطل كيد الكائدين، وأفضح المتآمرين، ومن ظهر بوجه صديق وهو عدو، فاهتك ستره، ومن خطط لفساد وفتنة فأجعل تدبيره تدميره»، وتجاذب المشاركون في التغريدة، كل حسب الوجه التي ينتمي إليها، حيث يرى بعضهم أن فضيلة الداعية يقصد بالمتآمرين الدول المقاطعة لقطر، والبعض الآخر يشير إلى أن قوله: «من ظهر بوجه صديق وهو عدو» يقصد بها قطر، لكنه لم يعلق لأي من الطرفين، وأكتفى بالصمت تاركاً مهمة التأويل للقارئ، أما فضيلة الداعية الدكتور ناصر العمر، فقد نشر هو الآخر تغريدة لم يوضح فيها موقفه من الأزمة وأطرافها، قائلاً: «في ظل الواقع المضطرب والفتن المتجددة، والأحداث المحيرة يحتاج المسلم إلى طمأنينة قلب وهدوء، وذلك كله بتدبر القرآن: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)».
مواقف معلنة
في مقابل الدعاة الذين لم يوضحوا موقفهم من الأزمة، هنالك دعاة أعلنوا عن موقفهم بكل شجاعة، أبرزهم الداعية الكويتي د. طارق السويدان، الذي دعا إلى «فك الحصار» على قطر، قائلاً في تغريدة نشرها عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: «أسأل الله أن يرفع السوء عن عباده الصالحين، وينصر الحق وأهله والذين يقفون مع القيم والمبادئ، ويعيد للأمة وحدتها على الحق كما كانت في أيام عز الإسلام، ويرفع ما نزغ الشيطان بين أهلنا وأحبائنا في الخليج»، أما فضيلة الداعية الدكتور علي محيى الدين القره داغي، فقد أوضح إن قطر جزء أساسي من اللحمة الخليجية والعربية والإسلامية، ورغم هذا لم يشفع لمن قام بهذه الفعلة الشنيعة أن يخوضوا في أعراض دولة إسلامية بالباطل»، موضحاً أن «قطر لها مواقفها المشرِّفة مع القضية الفلسطينية ووحدة السودان واليمن وقضايا كل المستضعفين في الأمة العربية والإسلامية، لذلك قطر تُعاقَب على تلك المواقف النبيلة»، فيما وصف فضيلة الداعية أحمد الريسوني ما حصل بأنه «حصارٌ جائر»، وقال «أما ما يقال مـن أنّ عقوبة هذا الحصار الجائر جاءت بسبب تآمر قطر مع عدوّ الأمة النظام الإيراني، فقد علم من الشريعة المطهّرة أنّ الدعاوى لا تُقبل ما لم يُقِـم عليها المدّعون البيّنات، حتى لو كانت الدعوى في عود أراك، فكيف يُكتفى بدعوى مجرّدة في تهمة الخيانة العظمى للأمـة، يُكتفى بهـا ذريعـة لإيقاع مثل هذا الحصار العام، رغم كلّ ما يشتمل عليه من أضرارٍ بالغـة الخطورة على أمّة من المسلمين».
قوائم الإرهاب
والراصد لمواقف المؤسسات الدينية، في السعودية وحلفائها يلحظ ثمة تناقض واضح للعيان، حيث استقبل مفتي المملكة العربية السعودية في مارس الماضي، فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، في المؤتمر الذي نظمه المجمع الفقهي الإسلامي، التابع لرابطة العالم الإسلامي، تحت عنوان «الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومُحكّمات الشريعة»، برعاية ملك السعودية، قبل أن تنهي رابطة العالم الإسلامي، عضوية يوسف القرضاوي، في مجمع الفقه الإسلامي، إثر تصنيفه على قوائم الإرهاب الصادرة، من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر، حيث جاء في تغريدة نشرتها على حسابها في تويتر، أنه «بناء على التصنيف الصادر عن المملكة وشقيقاتها لقوائم الإرهاب فقد أنهت رابطة العالم الإسلامي عضوية يوسف القرضاوي في: المجمع الفقهي الإسلامي»، يشار إلى أن رابطة العالم الإسلامي، منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة، مقرها مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وتقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه، ودحض الشبهات والافتراءات التي تُلصق به، وإقناع الناس بضرورة الالتزام بأوامر ربهم واجتناب نواهيه، وتقديم العون للمسلمين لحلّ مشكلاتهم وتنفيذ مشاريعهم الدعوية والتعليمية والتربوية والثقافية، وهي تنبذ العنف والإرهاب وتشجّع على الحوار مع أصحاب الثقافات الأخرى، ولكن فيما يبدو أن جميع القضايا التي تتبناها الرابطة الإسلامية في دستورها مجرد حبر على ورق.
شرخ كبير
أحدثت الأزمة السياسية غير المسبوقة، بين السعودية وحلفائها الإمارات والبحرين ومصر، وفي الطرف الآخر دولة قطر، حالة «شرخ» كبير بين هيئتين إسلاميتين، حيث اصطفت رابطة العالم الإسلامي في معسكر الرياض وأيّدت الإجراءات المتخذة في حق الدوحة، فيما وجدت قطر إلى صفها الاتحاد العام للعلماء المسلمين الذي يقوده الشيخ يوسف القرضاوي، بينما أكد الأزهر الشريف في بيان، «تأييده ودعمه للموقف العربي المشترك في قراره بمقاطعة الأنظمة التي تقوم بدعم الإرهاب، وتؤوي كيانات العُنف وجماعات التطرف، وتتدخل بشكلٍ سافر في شؤون الدول المجاورة واستقرارها وأمن شعوبها»، الأمر الذي يشير إلى التضارب بين الهيئات الإسلامية والدينية في أمر واضح وضوح الشمس في كبد السماء.
حين يكون التعاضد والتراحم واجباً على المسلمين، وليس تسعير الخلافات إلى مستوى الشقاق والمقاطعة، جاءت قرارات المملكة العربية السعودية وتابعيها بمقاطعة دولة قطر على مرأى ومسمع أصحاب الفضيلة السادة علماء الدين في السعودية، وهم مجموعة من الأسماء الذين يقدرهم ويجلهم شعوب العالم الإسلامي والكل كان ينتظر منهم أن يقوموا بدورهم والمسؤولية التي يفرضها الدين الحنيف عليهم، ولكن لم يبادر أحد منهم على أن يسدي النصيحة بالتعقل أو يفتي بإنهاء الخصومة والقطيعة ورفع الحصار - كأضعف الإيمان- لحكومات بلدانهم التي تفرض الحصار على شعب دولة مسلمة في شهر فضيل..
لكن تبقى المشكلة الحقيقية، ليس في الصمت وحده، وإنما في مواقف بعض الهيئات والمؤسسات الدينية، التي لم تكتف بمقولة: «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، وهي تعلن تأييدها الكامل لإجراءات المقاطعة، المتخذة بحق الدوحة، على رأسها رابطة العالم الإسلامي، بقيادة وزير العدل السعودي السابق عبد الكريم العيسى، التي ذكرت أن قرار قطع العلاقات، جاء وفق المقتضى الشرعي والقانوني، وسارت على ذات المنهاج، منظمة التعاون الإسلامي، التي كالت في بيانها الاتهامات والادعاءات الجاحدة ضد دولة قطر،.. «الوطن» بدورها سعت إلى رصد مواقف أشهر الدعاة الذين ينتمون لهذه الهيئات والمؤسسات.
حكم الشريعة
في الوقت الذي كان ينتظر فيه المتابعون، دوراً للعلماء والدعاة السعوديين، في حل الأزمة من خلال إبراز الرأي الديني والشرعي في مسألة الحصار وقطع الأرحام، إتخذ الداعية السعودي د. عائض القرني موقفاً مؤيداً من اجراءات المقاطعة، التي فرضتها السعودية وحلفائها على قطر، وكأنه لا يعلم أن القطيعة لا تجوز شرعاً، خاصة إذا كانت بين دول شقيقة، أصولها ممتدة على طول الخليج، وتربط بينها صلة النسب والدم.
الدعاة المقاطعون
ولم يكن القرني وحده من علماء الدين السعوديين، المؤيد للإجراءات التي اتخذتها دول المقاطعة من قطر، وإنما هنالك قائمة طويلة من الدعاة المقاطعين، يقودها مفتي المملكة العربية السعودية، عبد العزيز آل الشيخ، تصدرت أسرته مشهد الحملة الإعلامية الضخمة، التي شنتها وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، على دولة قطر منذ بداية الأزمة، لذلك لم يكن متوقعاً أن يكون هنالك موقف إيجابي، لمفتي المملكة تجاه الحصار المفروض على دولة قطر، باعتبار أن الجواب يقرأ من عنوانه، بالرغم من التحليلات التي كانت تعول على دور علماء الدين في إحتواء الأزمة، باعتبار أن أضرارٍ الحصار ستكون بالغـة الخطورة على أمّة من المسلمين، وعلى ذات المنوال جاء موقف الداعية صالح المغامسي الذي لم يتطرق للأزمة في تغريداته التي كانت أغلبها عن البرامج التليفزيونية، التي يقدمها في شهر رمضان المبارك، وكأن الأزمة لا تعنيه في شيء.
الالتزام بالصمت
في مقابل ذلك هنالك مجموعة من الدعاة، الذين لم يظهروا موقفهم بشكل واضح من الأزمة، إما أنهم التزموا بالصمت، أو تضرعوا بالدعاء إلى الله بتجنب الفتن، على صفحاتهم في السوشيال ميديا، دون توضيع موقفهم منها، أبرزهم فضيلة الداعية الدكتور محمد العريفي، الذي غرد على حسابه الرسمي في «تويتر» قائلاً: «اللهم يا من يعلم السر وأخفى، أبطل كيد الكائدين، وأفضح المتآمرين، ومن ظهر بوجه صديق وهو عدو، فاهتك ستره، ومن خطط لفساد وفتنة فأجعل تدبيره تدميره»، وتجاذب المشاركون في التغريدة، كل حسب الوجه التي ينتمي إليها، حيث يرى بعضهم أن فضيلة الداعية يقصد بالمتآمرين الدول المقاطعة لقطر، والبعض الآخر يشير إلى أن قوله: «من ظهر بوجه صديق وهو عدو» يقصد بها قطر، لكنه لم يعلق لأي من الطرفين، وأكتفى بالصمت تاركاً مهمة التأويل للقارئ، أما فضيلة الداعية الدكتور ناصر العمر، فقد نشر هو الآخر تغريدة لم يوضح فيها موقفه من الأزمة وأطرافها، قائلاً: «في ظل الواقع المضطرب والفتن المتجددة، والأحداث المحيرة يحتاج المسلم إلى طمأنينة قلب وهدوء، وذلك كله بتدبر القرآن: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)».
مواقف معلنة
في مقابل الدعاة الذين لم يوضحوا موقفهم من الأزمة، هنالك دعاة أعلنوا عن موقفهم بكل شجاعة، أبرزهم الداعية الكويتي د. طارق السويدان، الذي دعا إلى «فك الحصار» على قطر، قائلاً في تغريدة نشرها عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: «أسأل الله أن يرفع السوء عن عباده الصالحين، وينصر الحق وأهله والذين يقفون مع القيم والمبادئ، ويعيد للأمة وحدتها على الحق كما كانت في أيام عز الإسلام، ويرفع ما نزغ الشيطان بين أهلنا وأحبائنا في الخليج»، أما فضيلة الداعية الدكتور علي محيى الدين القره داغي، فقد أوضح إن قطر جزء أساسي من اللحمة الخليجية والعربية والإسلامية، ورغم هذا لم يشفع لمن قام بهذه الفعلة الشنيعة أن يخوضوا في أعراض دولة إسلامية بالباطل»، موضحاً أن «قطر لها مواقفها المشرِّفة مع القضية الفلسطينية ووحدة السودان واليمن وقضايا كل المستضعفين في الأمة العربية والإسلامية، لذلك قطر تُعاقَب على تلك المواقف النبيلة»، فيما وصف فضيلة الداعية أحمد الريسوني ما حصل بأنه «حصارٌ جائر»، وقال «أما ما يقال مـن أنّ عقوبة هذا الحصار الجائر جاءت بسبب تآمر قطر مع عدوّ الأمة النظام الإيراني، فقد علم من الشريعة المطهّرة أنّ الدعاوى لا تُقبل ما لم يُقِـم عليها المدّعون البيّنات، حتى لو كانت الدعوى في عود أراك، فكيف يُكتفى بدعوى مجرّدة في تهمة الخيانة العظمى للأمـة، يُكتفى بهـا ذريعـة لإيقاع مثل هذا الحصار العام، رغم كلّ ما يشتمل عليه من أضرارٍ بالغـة الخطورة على أمّة من المسلمين».
قوائم الإرهاب
والراصد لمواقف المؤسسات الدينية، في السعودية وحلفائها يلحظ ثمة تناقض واضح للعيان، حيث استقبل مفتي المملكة العربية السعودية في مارس الماضي، فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، في المؤتمر الذي نظمه المجمع الفقهي الإسلامي، التابع لرابطة العالم الإسلامي، تحت عنوان «الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومُحكّمات الشريعة»، برعاية ملك السعودية، قبل أن تنهي رابطة العالم الإسلامي، عضوية يوسف القرضاوي، في مجمع الفقه الإسلامي، إثر تصنيفه على قوائم الإرهاب الصادرة، من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر، حيث جاء في تغريدة نشرتها على حسابها في تويتر، أنه «بناء على التصنيف الصادر عن المملكة وشقيقاتها لقوائم الإرهاب فقد أنهت رابطة العالم الإسلامي عضوية يوسف القرضاوي في: المجمع الفقهي الإسلامي»، يشار إلى أن رابطة العالم الإسلامي، منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة، مقرها مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وتقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه، ودحض الشبهات والافتراءات التي تُلصق به، وإقناع الناس بضرورة الالتزام بأوامر ربهم واجتناب نواهيه، وتقديم العون للمسلمين لحلّ مشكلاتهم وتنفيذ مشاريعهم الدعوية والتعليمية والتربوية والثقافية، وهي تنبذ العنف والإرهاب وتشجّع على الحوار مع أصحاب الثقافات الأخرى، ولكن فيما يبدو أن جميع القضايا التي تتبناها الرابطة الإسلامية في دستورها مجرد حبر على ورق.
شرخ كبير
أحدثت الأزمة السياسية غير المسبوقة، بين السعودية وحلفائها الإمارات والبحرين ومصر، وفي الطرف الآخر دولة قطر، حالة «شرخ» كبير بين هيئتين إسلاميتين، حيث اصطفت رابطة العالم الإسلامي في معسكر الرياض وأيّدت الإجراءات المتخذة في حق الدوحة، فيما وجدت قطر إلى صفها الاتحاد العام للعلماء المسلمين الذي يقوده الشيخ يوسف القرضاوي، بينما أكد الأزهر الشريف في بيان، «تأييده ودعمه للموقف العربي المشترك في قراره بمقاطعة الأنظمة التي تقوم بدعم الإرهاب، وتؤوي كيانات العُنف وجماعات التطرف، وتتدخل بشكلٍ سافر في شؤون الدول المجاورة واستقرارها وأمن شعوبها»، الأمر الذي يشير إلى التضارب بين الهيئات الإسلامية والدينية في أمر واضح وضوح الشمس في كبد السماء.