ولد في مصر، وتسمم في رام الله، ومات في باريس، وفي ذكرى وفاته، أستحضر واحدة من الحكاية مع أبو عمار القائد الرمز الذي لم أنتسب له يوما ولم أنافقه يوما، ولم أكرهه يوما، وبقيت مستقلا محبا لكل من يحمل السلاح يقاوم من احتل الوطن وسبب لنا هذه الصدمة والتي تجر ويلاتها على الأمة العربية حتى اليوم، في قصر الضيافة، في منطقة البدع، وقفنا صفا ننتظر مروره للسلام، وكنت أخشى مقابلته بعد ان طلبت مقاضاته في مقال بصحيفة عربية، ولكن ياسين الشريف سفير فلسطين بالدوحة، رحمه الله، قال لي: عرفات زعيم، والزعيم يترفع عن الصغائر احضر وسأكون معك، وحين وصل ومددت يدي مصافحا، ولامست يده الناعمة فضغط على يدي فقبلت جبينه فابتسم، واقتربت من أذنه وقلت له سامحني سيادة الرئيس، لم نفهمك! وما حققته هو إنجاز، فقل، المسامح كريم، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى،
لم يمض الوقت طويلا من عودته من قطر التي جاء ليقدم الشكر لها على ما تقدمه من دعم للفلسطينيين، حتى حاصرته القوات الإسرائيلية في مقر إقامته في رام الله مع اكثر من 450 من مرافقيه، وكانت تبحث عنه القوات الإسرائيلية من غرفة إلى غرفة، إلى أن استشهد مسموما.
في الكويت، وبعد أن نشرت إحدى الصحف تشكك في نسب ياسر عرفات كتبت مقالا للحقيقة وقلت من ملف ياسر عرفات في وزارة الأشغال الكويتية التي عمل فيها مهندسا وهو من وضع مخططات شوارع رئيسية وتوقيعه عليها اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه في عام 1959. عارض منذ البداية الوجود الإسرائيلي ولكنه عاد وقبِل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 في أعقاب هزيمة يونيو 1967، وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على قرار حل الدولتين والدخول في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية. كرس معظم حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
نقل عنه صحفي فلسطيني في آخر أيامه حين قال له: روسيا انحنت لاميركا، والصين طأطأت لاميركا، فماذا انت فاعل؟ قال اميركا تطلب مني القدس ولن انحني لأحد أمام هذا الطلب، فكانت نهايته ليموت قائدا شريفا ويبقى رمزا في قلوبنا سواء كنا مؤيدين له أو معارضين فالزعماء يصنعون المجد وحب الشعوب لهم بالمحافظة على المبادئ، رحمك الله ابا عمار وأسكنك فسيح جنانه.
نبضة أخيرة
الزعيم الراشد يصنع الأمة الراشدة، والزعيم دون ذلك يجر أمته إلى الهاوية.
بقلم : سمير البرغوثي
لم يمض الوقت طويلا من عودته من قطر التي جاء ليقدم الشكر لها على ما تقدمه من دعم للفلسطينيين، حتى حاصرته القوات الإسرائيلية في مقر إقامته في رام الله مع اكثر من 450 من مرافقيه، وكانت تبحث عنه القوات الإسرائيلية من غرفة إلى غرفة، إلى أن استشهد مسموما.
في الكويت، وبعد أن نشرت إحدى الصحف تشكك في نسب ياسر عرفات كتبت مقالا للحقيقة وقلت من ملف ياسر عرفات في وزارة الأشغال الكويتية التي عمل فيها مهندسا وهو من وضع مخططات شوارع رئيسية وتوقيعه عليها اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه في عام 1959. عارض منذ البداية الوجود الإسرائيلي ولكنه عاد وقبِل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 في أعقاب هزيمة يونيو 1967، وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على قرار حل الدولتين والدخول في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية. كرس معظم حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
نقل عنه صحفي فلسطيني في آخر أيامه حين قال له: روسيا انحنت لاميركا، والصين طأطأت لاميركا، فماذا انت فاعل؟ قال اميركا تطلب مني القدس ولن انحني لأحد أمام هذا الطلب، فكانت نهايته ليموت قائدا شريفا ويبقى رمزا في قلوبنا سواء كنا مؤيدين له أو معارضين فالزعماء يصنعون المجد وحب الشعوب لهم بالمحافظة على المبادئ، رحمك الله ابا عمار وأسكنك فسيح جنانه.
نبضة أخيرة
الزعيم الراشد يصنع الأمة الراشدة، والزعيم دون ذلك يجر أمته إلى الهاوية.
بقلم : سمير البرغوثي