نواصل ما بدأناه بالأمس «وَلِلتَّأْكِيدِ عَلَى اِهْتِمَامِ دَوْلَةِ قَطَرَ بِتَعْلِيمِ الْكُبَّارِ وَمَحْوِ الْأُمِّيَّةِ، فقد تمَّ تأسيسُ أولُ مركزٍ لتعليمَ الكبارِ ومحوِ الأميةِ للذكورِ في سنةِ 1954، وتمَّ افتتاحُ أولَ صفوفٍ منتظمةٍ في سنة 1956.

كما تمَّ افتتاحُ مركزين للنساءِ في سنة 1976، وهذا يؤكدُ ما تضمَّنَهُ دستورُ دولةِ قطرَ في المادةِ رقم (25) على أنَّ التعليمَ دعامةُ أساسيةُ من دعائمِ المجتمعِ تكفلُهُ الدولةُ وترعاهُ وتسعى لنشرِهِ وتعميمهِ.

وفي المادة رقم (94) على أنَّ التعليمَ حقٌ لكلِّ مواطنٍ، وتسعى الدولةُ إلى تحقيقِ إلزاميةِ التعليمِ العامِّ

ومجانيته وفق القوانين المعمول بها في الدولة، وفي المادةِ رقم (3) من الدستورِ القطريِّ في إلزاميةِ التعليمِ بأنْ يلتزمْ المسؤولُ عن الطفلِ الذي يبلغُ السنَ السادسةَ من عمرهِ بإلحاقهِ بالتعليمِ الإلزاميِّ ويعاقِبُهُ

القانون إذا امتنع عن إلحاق طفله بالتعليم، وتحقيقاً لرؤية قطر 2030 واستراتيجية قطاع التعليم والتدريب أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي هيكلة تعليم الكبار وذلك بهدف توفير تعليم مستمر يتميز بجودة عالية وتزويد جميع شرائح وفئات المتعلمين بفرص تعليمية متميزة، فعملت على إعداد تطوير المناهج تواكب حركة التطوير التي حدثت في مناهج التعليم العام من جهة وتراعي حاجات الفئة المستهدفة وخصائصها النفسية والنمائية وتمكينها من أداء دورها في عملية التعليم بحيث تكون قادرة على المشاركة في عمليات التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ولمواكبة متطلبات المرحلة الزمنية التي نعيشها والمتمثلة في إثراء المعرفة ومهارات القرن الحادي والعشرين والتنمية المستدامة للقضاء على الأمية حيث ساقت مادة تكنلوجيا المعلومات للصفوف الأولى (مرحلة الحلقات) وبشأن تطوير نظام تعليم الكبار أصدر القرار الوزاري رقم (37) لسنة 2019 بجانب المسارين الأدبي والعلمي ما يسمى بالتعليم الموازي للمرحلة الثانوية ووضعتْ شروطاً تتناسب مع هذه الفئةِ من الطلابِ.

ومن خلالِ هذهِ الجهودِ النيرةِ حققتْ دولةُ قطر إنجازاتٍ لافتةً في مجالِ محو الأميةِ وتعليمِ الكبارِ حسبَ الإحصاءاتِ الصادرةِ من جهازِ الإحصاءِ في عام 2020 بحيثُ وصلتْ النسبةُ للطلبةِ في سنِ التمدرسِ صفرَ

بالمائة وما فوق هذه السن 0.95 بالمائةِ وشاركتْ دولةُ قطرَ في عدةِ مؤتمراتٍ على هذا الصعيدِ، وساهمتْ بفاعليةٍ في تنفيذِ وإعدادِ الاستراتيجيةِ العربيةِ لمحوِ الأميةِ وفي إعدادِ برنامجِ ما يسمى (عرب يوبيل)

الخاص بالبرنامجِ الإقليميِّ لتعميمِ التعليمِ الابتدائيِّ والقضاءِ على أميةِ الكبارِ في المنطقةِ العربية.

السطور أعلاه من كلمة الأستاذة /‏ فاطمة سالم الكواري /‏ استشارية في تعليم الكبار التي شاركت بها في ملتقى الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية تحت عنوان (دور التعليم في بناء المجتمع) الذي عقد صباح أمس برعاية وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة متمثلة بإدارة تنمية المجتمع بمشاركة وزارة التربية والتعليم.. ومؤسسة التعليم فوق الجميع برنامج - الفاخورة ومعن - ومنظمة اليونسكو.. إن الاهتمام بمحو الأمية بأنواعها هو جزء لا يتجزأ من الاهتمام بجودة الحياة وجزء لا يتجزأ بالتالي من الاهتمام بمستقبل الوطن.. شكراً للتربية والتعليم على الكلمة الثرية المثرية في الملتقى.. شكراً لحضور قيادات التعليم وجهودهم الجبارة.. والطريق يكون مبشراً عادة إذا تحدّدت معالمه..

وعلى الخير والمحبة نلتقي.