بعبارات محددة ورؤية واضحة، ومصارحة كاشفة تعودناها من قيادتنا الرشيدة، وكلمات تمتلئ عزة وشموخا وثقة، هي من سمات أميرنا المفدى، تحدث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من على منبر مجلس الشورى، مخاطبا أبناء شعبه، وكل من يعيش على أرض قطر الطيبة.
عند كل عبارة، قالها صاحب السمو، لدى افتتاحه دور الانعقاد العادي السادس والأربعين لمجلس الشورى، يجب التوقف والتأمل والتعلم والاستجابة.
ولأنه من الصعب أن يفي كاتب، وأن تتسع أي مساحة مهما بلغت، لاستيعاب كل ما جاء في خطاب سيدي صاحب السمو، من رسائل ودروس ومواقف، فسأكتفي بشرف التوقف عند بعض من رسائل الحكمة والنبل والقيادة التي حملها الخطاب التاريخي.
في شأن الحصار الجائر الذي فرضته عدة دول على قطر، علينا أن نستمع مليا لما قاله صاحب السمو، في ما يخص تلك الدول، وفي ما يخص مواقف وطننا منذ بداية تلك الأزمة المفتعلة والمصطنعة، والتي تأسست على أساس واهٍ بل وإجرامي.
فدول الحصار لم تترك شيئا إلا ومست به: الأعراف والقيم، وصلات الرحم والأملاك والمصالح الخاصة. فمن منا يمكنه ان ينسى تلك الاجراءات الجائرة، والانتهاكات الغادرة، لحقوق الشعب القطري، التي وصلت إلى التفريق بين المرء وزوجه، وحرمان الطلاب من حقهم في التعليم، ناهيك عن الاعتداء على الممتلكات.
واذا كانت انتهاكات دول الحصار تحتاج إلى صفحات وصفحات، فمن الأهمية بمكان أن نتوقف عند حديث سيدي صاحب السمو، في ما يخص مواقف قطر التي قهرت هذا الحصار وتغلبت عليه، ولقنت المحاصرين، درسا في التلاحم بين الشعب والقيادة، ودروسا في السياسة والاقتصاد والدبلوماسية، والتحركات القانونية. ومع كل ذلك، كان الدرس الأبرز الأخلاق، إن «قطر اتبعت سياسة ضبط النفس والاعتدال في الرد، والتسامي فوق المهاترات والإسفاف، وذلك احتراما لقيمنا وأعرافنا وحرصا على العلاقات الأخوية بين شعوب الخليج. وقد كسب نهج قطر السياسي ودبلوماسيتها احترام العالم أجمع».
نعم لقد كان موقف الشعب وتوصيات القيادة، أن لا ننزلق إلى ما انزلقوا اليه، من فحش وسوء، وأن نحافظ على قيمنا ومبادئنا واخلاقياتنا، التي تربينا عليها في بلادنا العزيزة الشامخة، والتي تنطلق من تعاليم ديننا الحنيف، وقيمنا العربية الأصيلة.
وبعد مرور أكثر من خمسة شهور على هذا الحصار الجائر الغادر، فان تلك التجربة، رغم قساوتها، فان استفادتنا نحن القطريين منها، كانت كبيرة وعميقة.. وهنا لابد ان نعيش بوجداننا وعقولنا عند قول صاحب السمو، في خطابه الشامل الملهم «قد استفدنا من هذه التجربة، إذ أخرجت أفضل ما في هذا الشعب من الكفاءات وروح التحدي، وأسهمت في بلورة هويته الوطنية، وعززت تلاحم الشعب والقيادة».. ما قاله سمو الأمير المفدى، تلخيص منجز لمدى استفادتنا من تلك التجربة، فقد أثبت القطريون، أنهم على قدر التحدي، فبرزت الكفاءات في كل مجال من المجالات، وتضاعف الإنتاج، أما عن التلاحم بين القيادة والشعب، فحدث ولا حرج.. حدث عن مظاهرة الحب والولاء التي استقبل بها القطريون صاحب السمو، عند عودته إلى وطنه، قادما من جولة خارجية، تبعها بالمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، وتلك الكلمة التاريخية، التي ألقاها سموه في افتتاح أعمال الجمعية.. حدث ولا حرج عن تحول قطر من أقصاها إلى أقصاها، إلى معرض فني كبير، تزينه لوحة واحدة اسمها «تميم المجد».. الأمثلة كثيرة والنماذج متعددة، والولاء دائم والتلاحم لم ولن ينقطع.
من الفوائد المهمة ايضا، ادراكنا العميق، لأهمية المزيد من اعتمادنا على أنفسنا، في كافة المجالات، وفي كل القطاعات.. وهنا نتوقف عند تلك الرسالة.. بل التوجيه السامي، في قول حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى، «حكومتنا، تعلم أن ما قلناه حول المجتمع المنتِج والاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والأمن الوطني، وإقامة علاقات ثنائية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة بين قطر والدول الأخرى، هي مهمات للتنفيذ لا تحتمل التأجيل».. واذا كانت الرسالة والتوجيه للحكومة، فمن ثم فهو موجه لنا جميعا، مواطنين، ومقيمين على ارضنا المعطاءة، فالاكتفاء الذاتي من الحاجيات الأساسية كالغذاء والدواء، ومن قبلها وبعدها الأمن الوطني، مسؤوليتنا جميعا، حكومة وشعبا، ونحن قادرون بفضل الله على الوصول إلى تلك الغاية، وتحقيق هذا الهدف، فما حققناه خلال شهور الحصار من انجازات في هذا السياق، يقطع باننا على الطريق الصحيح، وان مواصلة العمل بنفس الهمة، وبذات الرغبة والحماس، كفيلة بأن توصلنا إلى ما نتمناه.. بغض النظر عن أية ظروف، ورغم أنف أية عوائق طبيعية، أو من صنع من أرادوا إعاقتنا.
ولعل من الأهمية القصوى، أن نؤكد على تلك العبارة الاثيرة التي وجهها صاحب السمو للشعب خلال كلمته، حيث قال: «لا أحتاج إلى تذكيركم بعدد الدول المزدهرة بمعابر بحرية وجوية ومن دون معابر برية».
لقد أرادت دول الحصار، أن تؤثر على إرادتنا واستقلالنا، فتحطمت مخططاتهم الشريرة، على صخرة قوة إرادتنا وعزيمتنا وتحصننا بتلاحمنا ولما فشلوا وخابوا في تحقيق هذا المخطط الشرير، انتقلوا إلى شر آخر، بمحاولة الإضرار باقتصادنا، ليفشلوا مجددا، ويخيب مسعاهم مرة جديدة، لأنهم وضمن جملة خياباتهم، لم يقدروا شعبنا ووطننا حق قدرهما.. وقد قال صاحب السمو «هدفت الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار إلى إحداث صدمة سياسية تؤثر على استقرار قطر وتجبرنا على قبول الوصاية والتخلي عن استقلالنا وقد انتقلوا إلى خطة ثانية ما زالت قائمة، وتتلخص بمحاولة الإضرار باقتصادنا. لكنها أخطأت في عدم تقدير إرادة الشعب القطري والدولة، وكذلك في حساباتها بشأن اقتصادنا».
إن المجتمع القطري، كما قال سيدي سمو الأمير المفدى، يعرف كيف يعيش حياته ويزدهر ويتطور سواء أطال الحصار أم قصر.
وكما أكد سموه، نحن لا نخشى مقاطعة هذه الدول لنا، فنحن بألف خير من دونها. ولكن اليقظة مطلوبة.. نعم اليقظة مطلوبة، وعلينا ان نكون يقظين منتبهين لمخططاتهم، ومواجهة شرورهم التي يبدو أنها ستتواصل، والشعب القطري بفضل الله يقظ منتبه، لأي محاولات جديدة للإضرار به، وسيتمكن من إفشالها، بتلاحمه مع قيادته الشامخة القادرة.. وعزمه وإرادته.. وتسلحه بالحق.
بقلم:عبد الرحمن القحطاني
مساعد رئيس التحرير
عند كل عبارة، قالها صاحب السمو، لدى افتتاحه دور الانعقاد العادي السادس والأربعين لمجلس الشورى، يجب التوقف والتأمل والتعلم والاستجابة.
ولأنه من الصعب أن يفي كاتب، وأن تتسع أي مساحة مهما بلغت، لاستيعاب كل ما جاء في خطاب سيدي صاحب السمو، من رسائل ودروس ومواقف، فسأكتفي بشرف التوقف عند بعض من رسائل الحكمة والنبل والقيادة التي حملها الخطاب التاريخي.
في شأن الحصار الجائر الذي فرضته عدة دول على قطر، علينا أن نستمع مليا لما قاله صاحب السمو، في ما يخص تلك الدول، وفي ما يخص مواقف وطننا منذ بداية تلك الأزمة المفتعلة والمصطنعة، والتي تأسست على أساس واهٍ بل وإجرامي.
فدول الحصار لم تترك شيئا إلا ومست به: الأعراف والقيم، وصلات الرحم والأملاك والمصالح الخاصة. فمن منا يمكنه ان ينسى تلك الاجراءات الجائرة، والانتهاكات الغادرة، لحقوق الشعب القطري، التي وصلت إلى التفريق بين المرء وزوجه، وحرمان الطلاب من حقهم في التعليم، ناهيك عن الاعتداء على الممتلكات.
واذا كانت انتهاكات دول الحصار تحتاج إلى صفحات وصفحات، فمن الأهمية بمكان أن نتوقف عند حديث سيدي صاحب السمو، في ما يخص مواقف قطر التي قهرت هذا الحصار وتغلبت عليه، ولقنت المحاصرين، درسا في التلاحم بين الشعب والقيادة، ودروسا في السياسة والاقتصاد والدبلوماسية، والتحركات القانونية. ومع كل ذلك، كان الدرس الأبرز الأخلاق، إن «قطر اتبعت سياسة ضبط النفس والاعتدال في الرد، والتسامي فوق المهاترات والإسفاف، وذلك احتراما لقيمنا وأعرافنا وحرصا على العلاقات الأخوية بين شعوب الخليج. وقد كسب نهج قطر السياسي ودبلوماسيتها احترام العالم أجمع».
نعم لقد كان موقف الشعب وتوصيات القيادة، أن لا ننزلق إلى ما انزلقوا اليه، من فحش وسوء، وأن نحافظ على قيمنا ومبادئنا واخلاقياتنا، التي تربينا عليها في بلادنا العزيزة الشامخة، والتي تنطلق من تعاليم ديننا الحنيف، وقيمنا العربية الأصيلة.
وبعد مرور أكثر من خمسة شهور على هذا الحصار الجائر الغادر، فان تلك التجربة، رغم قساوتها، فان استفادتنا نحن القطريين منها، كانت كبيرة وعميقة.. وهنا لابد ان نعيش بوجداننا وعقولنا عند قول صاحب السمو، في خطابه الشامل الملهم «قد استفدنا من هذه التجربة، إذ أخرجت أفضل ما في هذا الشعب من الكفاءات وروح التحدي، وأسهمت في بلورة هويته الوطنية، وعززت تلاحم الشعب والقيادة».. ما قاله سمو الأمير المفدى، تلخيص منجز لمدى استفادتنا من تلك التجربة، فقد أثبت القطريون، أنهم على قدر التحدي، فبرزت الكفاءات في كل مجال من المجالات، وتضاعف الإنتاج، أما عن التلاحم بين القيادة والشعب، فحدث ولا حرج.. حدث عن مظاهرة الحب والولاء التي استقبل بها القطريون صاحب السمو، عند عودته إلى وطنه، قادما من جولة خارجية، تبعها بالمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، وتلك الكلمة التاريخية، التي ألقاها سموه في افتتاح أعمال الجمعية.. حدث ولا حرج عن تحول قطر من أقصاها إلى أقصاها، إلى معرض فني كبير، تزينه لوحة واحدة اسمها «تميم المجد».. الأمثلة كثيرة والنماذج متعددة، والولاء دائم والتلاحم لم ولن ينقطع.
من الفوائد المهمة ايضا، ادراكنا العميق، لأهمية المزيد من اعتمادنا على أنفسنا، في كافة المجالات، وفي كل القطاعات.. وهنا نتوقف عند تلك الرسالة.. بل التوجيه السامي، في قول حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى، «حكومتنا، تعلم أن ما قلناه حول المجتمع المنتِج والاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والأمن الوطني، وإقامة علاقات ثنائية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة بين قطر والدول الأخرى، هي مهمات للتنفيذ لا تحتمل التأجيل».. واذا كانت الرسالة والتوجيه للحكومة، فمن ثم فهو موجه لنا جميعا، مواطنين، ومقيمين على ارضنا المعطاءة، فالاكتفاء الذاتي من الحاجيات الأساسية كالغذاء والدواء، ومن قبلها وبعدها الأمن الوطني، مسؤوليتنا جميعا، حكومة وشعبا، ونحن قادرون بفضل الله على الوصول إلى تلك الغاية، وتحقيق هذا الهدف، فما حققناه خلال شهور الحصار من انجازات في هذا السياق، يقطع باننا على الطريق الصحيح، وان مواصلة العمل بنفس الهمة، وبذات الرغبة والحماس، كفيلة بأن توصلنا إلى ما نتمناه.. بغض النظر عن أية ظروف، ورغم أنف أية عوائق طبيعية، أو من صنع من أرادوا إعاقتنا.
ولعل من الأهمية القصوى، أن نؤكد على تلك العبارة الاثيرة التي وجهها صاحب السمو للشعب خلال كلمته، حيث قال: «لا أحتاج إلى تذكيركم بعدد الدول المزدهرة بمعابر بحرية وجوية ومن دون معابر برية».
لقد أرادت دول الحصار، أن تؤثر على إرادتنا واستقلالنا، فتحطمت مخططاتهم الشريرة، على صخرة قوة إرادتنا وعزيمتنا وتحصننا بتلاحمنا ولما فشلوا وخابوا في تحقيق هذا المخطط الشرير، انتقلوا إلى شر آخر، بمحاولة الإضرار باقتصادنا، ليفشلوا مجددا، ويخيب مسعاهم مرة جديدة، لأنهم وضمن جملة خياباتهم، لم يقدروا شعبنا ووطننا حق قدرهما.. وقد قال صاحب السمو «هدفت الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار إلى إحداث صدمة سياسية تؤثر على استقرار قطر وتجبرنا على قبول الوصاية والتخلي عن استقلالنا وقد انتقلوا إلى خطة ثانية ما زالت قائمة، وتتلخص بمحاولة الإضرار باقتصادنا. لكنها أخطأت في عدم تقدير إرادة الشعب القطري والدولة، وكذلك في حساباتها بشأن اقتصادنا».
إن المجتمع القطري، كما قال سيدي سمو الأمير المفدى، يعرف كيف يعيش حياته ويزدهر ويتطور سواء أطال الحصار أم قصر.
وكما أكد سموه، نحن لا نخشى مقاطعة هذه الدول لنا، فنحن بألف خير من دونها. ولكن اليقظة مطلوبة.. نعم اليقظة مطلوبة، وعلينا ان نكون يقظين منتبهين لمخططاتهم، ومواجهة شرورهم التي يبدو أنها ستتواصل، والشعب القطري بفضل الله يقظ منتبه، لأي محاولات جديدة للإضرار به، وسيتمكن من إفشالها، بتلاحمه مع قيادته الشامخة القادرة.. وعزمه وإرادته.. وتسلحه بالحق.
بقلم:عبد الرحمن القحطاني
مساعد رئيس التحرير