+ A
A -

بعد تحرير الكويت عام 1991 رأى الرئيس الأميركي جورج بوش الأب إيجاد حل للقضية الفلسطينية، بعد انتفاضة أطفال الحجارة عام 1987 والتي أحرجت إسرائيل وأرغم شامير على حضور مفاوضات مدريد.. لكن في الخفاء كان يجري ترتيب لقاء بين مسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولين إسرائيليين.. وفيما ظهر مفاوضو مدريد من أبناء غزة بقيادة حيدر عبد الشافي ورام الله بقيادة حنان عشراوي وصائب عريقات مواقف متشددة.. كان مفاوضو أوسلو بقيادة أبوعلاء قريع وأبو مازن يقدمون كل التسهيلات للوصول إلى تفاهمات.. يعود بموجبها الرئيس وقد فرش له البساط الأحمر في غزة وأريحا؛ لتقود إلى توقيع اتفاقيات في حديقة البيت الأبيض بين من شبعوا من دمائنا ومن حمل السلاح لتحرير الوطن لتضع أوسلو حدا لأحلامي وأحلام أكثر من 12 مليون فلسطيني بأن يعود إلى فلسطين.

وقد أفرزت اتفاقيات أوسلو السلطة الفلسطينية، المحدودة بالإدارة الذاتية لأجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنها اعترفت بأن منظمة التحرير الفلسطينية أضحت شريكا لإسرائيل في مفاوضات الوضع النهائي بخصوص القضايا العالقة. أهم هذه القضايا هي الحدود والمستوطنات والقدس، وقضية التواجد العسكري الإسرائيلي وسيطرته على المناطق الباقية بعد الاعتراف الإسرائيلي بالإستقلالية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين بالعودة، إلا أن اتفاقيات أوسلو لم تفرز دولة فلسطينية.

كان من المفترض أن يتم استبدال السلطة الفلسطينية بحكومة منتخبة، تدير دولتهم المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية. لقد أصبح هذا الحلم أبعد من أي وقت مضى.. ويرى أهل الأرض أن «الأمور سيئة وتعود إلى الوراء». وباتت حياة الفلسطيني مليئة بعدم الاستقرار..

والذين كانوا يحلمون بأن يعودوا إلى فلسطين تلاشى حلمهم..

نتطلع إلى موقف عربي إسلامي قوي يدعم قيام دولة فلسطينية كاملة وألا تكون هناك علاقات مع الكيان إلا بعد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. وإلا لتقوم تحت الأرض منظمة تحرير جديدة تنسف أوسلو ومن يجلسون على أرائكها الوفيرة وخزائها المفرغة.سمير البرغوثي

كاتب صحفي فلسطيني

copy short url   نسخ
14/09/2023
100