نجحت المساعي التي بذلت في وقف الاشتباكات في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، بعد ارتفاع أعداد القتلى إلى 15، وتسجيل أكثر من 150 إصابة.. وأفاد مجلس النواب اللبناني برئاسة نبيه بري، في بيان، بأنه تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المخيم، بدأ سريانه اعتبارا من السادسة مساء أمس.

لا شك أن ما جرى ويجري في مخيم عين الحلوة من اشتباكات مؤسفة استخدمت، وتستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة، هو أمر يندى له الجبين، لأن هذا الاقتتال هو فلسطيني – فلسطيني، وأن الدم المسفوك هو دم فلسطيني، أريق ويراق في غير مكانه الصحيح، والذي لا يمكن وصفه إلا بأنه خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني الذي قدم ويقدم التضحيات الجسام، وأن أي قطرة دم تسيل في غير مكانها الصحيح هو عبث ما بعده عبث، لا يمكن قبوله مهما كانت التبريرات؛ لأنها غير معقولة ولا يمكن تصديق أنه لا يمكن حلها بالحوار الجاد بدلاً من استعمال لغة السلاح، التي إن دلت على شيء، فإنما تدل على عقلية عفى عليها الزمن.

مخيم عين الحلوة كان يتغنى به الشعب الفلسطيني نظراً للتضحيات التي قدمها أهله المشردون على يد دولة الاحتلال، ودوره في الدفاع عن الثورة الفلسطينية، ولذلك، فإنه لأمرٌ غاية في السوء أن يتحول مخيم عين الحلوة، المعروف بنضالاته وخوضه معارك الثورة، إلى مخيم تجري بداخله اشتباكات مؤسفة بين الجانبين الفلسطينيين، والذي أدى إلى وقوع ضحايا وإصابات، الأمر الذي أظهر هذا المخيم على غير حقيقة ما عرف به من نضالات من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.