+ A
A -
جريدة الوطن

القدس- الأناضول- اقتحم 303 مستوطنين المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، أمس، بمناسبة ما يسمّى بـ«رأس السنة العبرية» وبعد قيام الشرطة الإسرائيلية بإفراغه من المصلين.

جاء ذلك وفق ما أعلنته دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان مقتضب وصل الأناضول نسخة منه.

وقال البيان «303 عدد المتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك».

وفي وقت سابق أمس، قالت الأوقاف في بيان منفصل أنه «منذ ساعات الصباح شرعت قوات الاحتلال بإدخال أعداد كبيرة من المستوطنين إلى باحات الاقصى بشكل استفزازي بالتزامن مع الاعتداء على المصلين ومنع دخول من تقل أعمارهم عن 50 عاما من الفلسطينيين».

وأشارت إلى أن «شرطة الاحتلال تعمل على إفراغ ساحات المسجد الاقصى من المصلين المسلمين، وأنه تم إخراج ما يقارب 15 شخصا حتى اللحظة».

وبثت صفحات مقدسية على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر عشرات المستوطنين وهم يرددون الترانيم والأغاني عقب اقتحامهم المسجد الأقصى.

في سياق متصل، دعت جماعات ومنظمات الهيكل المزعوم، أمس، إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، معلنة توفير حافلات خاصة لنقل المستوطنين مجانا خلال فترة الأعياد لتنفيذ الاقتحامات.

وبدأت فترة الأعياد اليهودية مساء الجمعة بحلول عيد «رأس السنة العبرية» وتتواصل حتى 8 أكتوبر/‏ تشرين الأول المقبل.

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من أن إفلات الكيان الإسرائيلي المستمر من العقاب، يشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وأدانت الوزارة في بيان لها، انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين وعناصرهم المسلحة المستمرة ضد الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، بما يشمل الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك.

وأكدت أنها تتابع انتهاكات الاحتلال والمستوطنين اليومية مع الجهات والمحاكم الدولية كافة وصولا لمحاسبة ومحاكمة مرتكبيها، ولخلق أوسع جبهة دولية ضاغطة لإجبار الكيان الإسرائيلي كدولة احتلال، على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية وفي مقدمتها الاستيطان، وإجبارها أيضا على الانخراط في عملية سياسية حقيقية تفضي لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين.

واستنكرت جهات رسمية وحزبية فلسطينية، أمس، اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، وإفراغه من المصلين.

جاء ذلك في بيانات صدرت عن وزارتي الخارجية والأوقاف والشؤون الدينية وفصائل فلسطينية، ووصلت الأناضول نسخ عنها.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيانها، «انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين وخاصة الاقتحامات الاستفزازية المتواصلة لعشرات المستوطنين بحماية الجيش للمسجد الأقصى وأدائهم لطقوس تلمودية والنفخ بالبوق في باحاته وفي عدد من أحياء وشوارع البلدة القديمة بمدينة القدس».

وقالت: «هذه الانتهاكات والجرائم خاصة استهداف المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي تتم بسياسة حكومية رسمية عبر توظيف المناسبات والأعياد الدينية لخدمة أغراض استعمارية إحلالية».

من جهته، استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري «الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل مئات المستوطنين بالتزامن مع بدء الأعياد اليهودية».

وأضاف في بيان أن «الاستمرار بهذه الجرائم بين الحين والأخر وبمباركة من المستوى السياسي الإسرائيلي وبشكل علني يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات».

بدوها، قالت حركة «حماس» الفلسطينية، إن «تكرار الاعتداء على المسجد الأقصى لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصبح عادة طبيعية».

وأضاف المتحدث باسم الحركة عن مدينة القدس محمد حمادة في بيان: «اقتحامات المستوطنين للأقصى تمثل استمرارا للعدوان وتغولا على الأقصى، وهي بمثابة أعمال تدنيسية يريد الاحتلال من خلالها انتزاع صورة انتصار له في القدس».

وأدان الأردن، أمس، اقتحام مستوطنين إسرائيليين للمسجد الأقصى تحت حماية الشرطة، محذرا من استمرار هذه الانتهاكات.

جاء ذلك وفق بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سنان المجالي، ووصل الأناضول نسخة عنه.

وطالب المجالي، إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بـ«الكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى واحترام حرمته».

وحذر من «استمرار هذه الانتهاكات»، داعيا إلى ضرورة «احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى».

كما توافد مئات الفلسطينيين من قطاع غزة، أمس، نحو السياج الفاصل، للمشاركة في مظاهرات تنديدا باقتحام المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، وإفراغه من المصلين.

وأفاد مراسل الأناضول، بأن مئات الفلسطينيين توافدوا نحو السياج الفاصل للمشاركة في مسيرات دعا إليها شبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا باقتحام المستوطنين المسجد الأقصى.

وألقى المتظاهرون الحجارة قرب السياج، وأشعلوا إطارات السيارات المستعملة، بحسب المراسل.

ونشر الجيش قواته المدججة بالسلاح وآلياته، ووحدة القناصة على طول السياج الفاصل لتفريق التظاهرات، التي تجري في المناطق الشرقية لقطاع غزة.

وحذر محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين، من نوايا سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض واقع جديد ينتهك الوضع التاريخي القانوني للمسجد الأقصى المبارك، عبر استغلال «الأعياد اليهودية»، لتكثيف وزيادة الاقتحامات.

وأضاف الهباش، في بيان، أن محاولات المستوطنين إقامة طقوس تلمودية داخل الأقصى، تهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني كأمر واقع.

ومن جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة فلسطينيين من الخليل ورام الله، واثنين آخرين من طولكرم، وذلك أثناء مرورهما على حاجز عسكري قرب قلقيلية.

copy short url   نسخ
18/09/2023
5