نلجأ في كثير من الأحيان إلى الأصدقاء للاستفادة من تجاربهم، والاستماع إلى نصائحهم حول المجال الذي يهمنا. في العادة يفترض أن نأخذ النصيحة من شخص يحوز معرفة وخبرة تؤهله لنصحنا، غير أننا غالباً ما نستفسر عن أشياء محددة من أشخاص لا يملكون في الواقع فكرة واضحة عنها، بيد أنهم قد يحاولون تقديم النصح من باب المجاملة والرغبة الصادقة في المساعدة.
إن معظم الناس لا يعرفون بالضبط من أين يستقون المعلومات، أي ليست لهم دراية بالمصادر التي يحصلون من خلالها على معلومات دقيقة غير مغلوطة؛ الأمر الذي يفتح المجال لارتكاب مزيد من الأخطاء في حياتهم، بل وحتى الوقوع في مصائب لا تحمد عقباها جراء استقائهم المعلومة من مصادر غير موثوقة.
إن المعلومات التي نأخذها من الوسط الخارجي إما أن تعمل لصالحنا أو ضدنا، إما أن ترتقي بنا إلى الأعلى، أو تنحدر بنا إلى الدرك الأسفل. لهذا السبب، فمن الواجب الانتباه جيداً إلى من نأخذ منهم النصح، وهل الشخص الذي نطلب نصيحته يملك المعلومات الكافية حول المجال محلّ السؤال المطروح أم لا.
احذر، لأنك عندما تكون أشبه بصفحة بيضاء جاهزة لاستقبال أي معطيات من الآخرين؛ فستغدو حينها شخصاً مستضعفاً وسهل الانخداع. فكيف السبيل إلى معرفة ما إذا كان بوسعك أخذ النصح من شخص ما أو لا؟
إن الطريقة المثلى التي بوسعك من خلالها تحديد ما إذا كان الشخص الذي تحتاج مساعدته أهلاً لتقديم النصح لك، هي ببساطة شديدة «النتائج». لنفترض أنك لاعب كرة سلة جديد، وتريد الوصول إلى المستوى العالمي في هذه الرياضة، مما يدفعك إلى البحث عن شخص محل ثقة لتأخذ منه النصح.
في هذه الحالة مثلاً، إن خير شخص يمكنك الاستعانة به هو رياضي أصبح بالفعل لاعب كرة سلة عالمي. أي هو ذاك اللاعب الذي تتوافق نتائجه مع ما تريده، وليس أي لاعب آخر لم يصل إلى حيث تريد الوصول.
نفس الشيء يمكن تطبيقه على أي مجال أو منحى في حياتك الشخصية أو المهنية، حيث عليك ألا تلجأ إلى أي كان، بل أن تبحث عن الشخص المناسب الذي يملك العقلية اللازمة، والمعلومات الكافية التي تخوله وضعك على الطريق الصحيح، من خلال نصائح مبنية على علم وخبرة وذهنية مناسبة.
أما الشخص الذي لم يحقق نتيجة فيما تطلب النصح فيه، فهو باختصار غير مناسب لتأخذ منه النصيحة في هذا الشأن، كون المعلومات والخبرة التي يحوزها لا تؤهله لتقديم ما ينفعك.
لنضرب مثلاً في سبيل تبسيط الفكرة أكثر: تخيل أنك مقبل على علاقة، أو في علاقة بالفعل، وتريد نصحاً من أحدهم من أجل إنجاحها. في الغالب، ستلجأ كما يفعل الكثيرون إلى زوجين من الأقارب دون الانتباه إلى أنهما ربما ليسا على وفاق، ولا يفهمان عمق الرسالة والمهمة من وراء العلاقة فيما بينها؛ وهذا عين الخطأ.
فإذا أردت نصحاً في مجال العلاقة الثنائية، عليك ألا تلجأ إلى من يعيشون علاقة غير ناجحة، لأنهم غير قادرين على إعطائك نصائح جيدة؛ بل أن تبحث عن أشخاص حققوا بالفعل نتائج إيجابية في علاقتهم مع الشريك، حتى يكونوا جديرين بإعطائك نصائح عملية مبنية على تجربة ومعرفة تضعك على طريق النجاح الذي عبروه من قبلك.
خذ الأمر ببساطة: تستطيع أن تتعلم ممن لم ينجحوا في علاقاتهم على سبيل المثال لا الحصر، أسباب فشل العلاقات حتى تتلافاها وتتجنبها. بينما تستطيع أن تتعلم ممن نجحوا في علاقاتهم أسس ومعايير النجاح في العلاقات، لأنهم أهل لذلك.
فابحث دوماً عن النتائج الحقيقية. تريد أن تصبح مليونيراً؟ إذن خذ النصح من شخص صار مليونيراً بالفعل. ترغب بنجاح علاقتك مع شريكة حياتك؟ ابحث عن شخص يعيش اليوم قصة حب ناجحة بعد مرور عشرات السنوات، لتتعلم منه كيف تنجح.
وهكذا دواليك.