والعصماء هي السهل الممتنع، هي سهلة وصعبة التحضير، طعمها مثير، للاستشاري والخبير، تجعله خطير، كلامه زئير، وفعله كثير، والعصيدة تنافس الفطير، مذاقها غير، العصيد أو العصيدة طبق خليجي مشهور بامتياز، سريع التحضير، موحي للتعبير، طبق مفيد، يخليك حديد، ذا رأي سديد.. العصيدة ملهمة دافعة ودافقة، لذيذة جامعة، متفق عليها من كافة الأطياف، في كل زمان ومكان، من القرون الوسطى، وفي السلم والحرب والشكوى، وفي كل الفصول، كطبق الفول، يدور ويجول، رغم الزلازل والكوارث والسيول، أكلة شعبية، الأوسع محلياً، تجدها في كل بيت قطري، يتناولها الصغير والكبير، والفتى والفتاة، والرجل والمرأة، تحتل مكانة خاصة عند كل قطري، خاصة في المناسبات الاجتماعية، وفي المكاتب الرسمية، تصنع من بعض الإيدامات المتنوعة حسب مزاج الشيف أو الطاهي الذي يحضرها ويعدها، العصيدة لها أهميتها عندي وعند عشاق الحلو، العصيدة العصماء ذوق، تنم عن ذوق، ونفس احترافي في إعدادها، وفي تقديري الشخصي تنم عن قدر من الرومانسية، واللحظات الحالمة، ومهمة في حياة القطريين باعتبارها من العادات الاجتماعية والعائلية الهامة، ومن الأفضل أن تتناولها لتعيش التجربة الأصيلة، العصيدة خفيفة في الصباح أو المساء، والعديد من المطابخ الشعبية التقليدية تحضرها وتصنعها، ولكن العصيدة التي وصلتني من قريب من النوع الفاخر، التي تخليك مستيقظ ساهر، مع طعم لا يقاوم، لا تشبه غيرها، تجعلك أسيرها، العصيدة تطلب بكثرة إلى الوقت الحاضر، وطريقة صنع هذه الأكلة بسيطة ولكن تحتاج فنا ومهارة وإتقانا واحترافية، إن الأكلات الشعبية القطرية لها جمهورها، والإقبال عليها كبير، العصيدة ثقافة وموروث شعبي جميل، خاصة أنها من الأكلات الغنية بالقيمة التراثية والغذائية ولها مذاق طيب للجميع، الأطباق الشعبية القطرية والخليجية تجنن، لها مذاق يجنن، وتشد الظهر، وتتميز بسمعة طيبة عند عشاقها، من مثلي والحيل مثني، وأحس أنها تولّد الود واللطف وعلاج للخصام أو المشاكل العاطفية، وتناولها يولّد الأنس ويضفي على الجلسة روح المرح، والقليل منها يكفي لتتحلى بهذه الروح الخفيفة اللطيفة، والكثير منها لا يضر، جربها وراح تحبها مثلي، العصيدة تساعد على الاسترخاء، وتنفع مع أصحاب القلق والتوتر و«الربشة» في العمل، معها يستكينون ويستريحون وينتجون، وقد أخذت سمعة طيبة بين أكيلة الأطعمة الشعبية، ويا حلو أكل العصيدة بحسب مناسبتها ووقتها ومقدمها والمهداة إليه.
الهدية مقبولة ولكن نطالب بالمزيد من الكباب والهريس والثريد، وأخواتهن من الأطباق الشعبية القطرية الأخرى، وبألفين عافية عليّ وعلى من شاركوني أكل العصيدة اللذيذة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
