عقد في القاهرة مؤخرا اجتماع وصف بالطارئ لوزراء الخارجية العرب من أجل تباحث جدية التهديدات الإيرانية على منطقة الخليج وما سموه تدخلا في شؤونها الخارجية.
كان الاجتماع بدعوى من المملكة العربية السعودية بهدف الحد من التمدد الإيراني وأذرعها داخل الدول العربية وخاصة لبنان وسوريا وفي اليمن كذلك والعراق حسب المصرح به.
للملاحظة فإن الدول الخليجية التي حضرت الاجتماع الوزاري تدخل كلها ضمن دائرة ما سمي بمجموعة حصار قطر وهو ما يجعل من هذه الدول طرفا في تهديد استقرار المنطقة أيضا بسبب المغامرات السياسية هنا وهناك.
من الطبيعي أولا أن تجتمع الدول الاقليمية لدراسة أمنها القومي وللحد من مخاطره ومواجهة التهديدات التي تمثلها كل الكيانات الأخرى والقوى المجاورة لكن رغم هذه الشعارات التي غلبت على الاجتماع فإن مجموعة من الملاحظات الجوهرية تبدو ضرورية على الأقل لوضع الحدث في سياقه الموضوعي.
أول هذه الملاحظات هو أن التهديد الإيراني لمنطقة الخليج العربي ليس جديدا بل تزامن مع الثورة الخمينية التي رأت في المنطقة العربية أفضل مجالات تمددها في ظل الوهن العربي وتشتت المواقف العربية وتشرذمها. بل يمكن القول إنه يعود حتى إلى فترة حكم شاه إيران وتهديده لمنطقة الخليج. هذا التهديد تصاعد إثر حرب الخليج الأولى وبعد انهيار العراق وهو انهيار ساهمت الدول الخليجية بقسط كبير في إنجاحه بعد أن كان العراق بوابة رئيسية من بوابات الأمة في وجه المشروع التوسعي الإيراني.
ثاني هذه الملاحظات هو أن التهديد الإيراني ليس إلا جزءا من منظومة كاملة أخرى من التهديدات التي تنضم إلى تهديدات خارجية وأخرى داخلية. فإسرائيل مثلا تهديد وجودي للمنطقة العربية وكذا القوى الاستعمارية الكبرى الحاضرة في الخليج العربي. وهو ما يدفع إلى الاستفهام حول تركيز على إيران في هذا الوقت بالذات دون غيرها وخاصة مع اندلاع الأزمة في لبنان مؤخرا وما علاقة هذا الملف بحصار قطر؟
ثالث الملاحظات وأهمها هو أن الخطر الحقيقي الذي يتهدد المنطقة الخليجية إنما ينبع أساسا من داخلها لا من خارجها. أي أن التهديدات الحقيقية التي تضرب الأمن القومي الخليجي إنما سببها فشل النظام السياسي الحاكم في تحقيق حد أدنى من التوافق بين مكوناته بل ها هو يمعن في الدسائس والمؤامرات بشكل يجعل منه لقمة سائغة لكل المشاريع التوسعية التي يدعي محاربتها.
لا أمن خليجي ولا عربي دون مراجعة طبيعة النظام السياسي العربي نفسه ودون مراجعة أدواره وحدود فعله ودون إصلاح الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها في حق نفسه وفي حق الأمن القومي العربي منذ عقود ولا يزال.
بقلم : محمد هنيد
كان الاجتماع بدعوى من المملكة العربية السعودية بهدف الحد من التمدد الإيراني وأذرعها داخل الدول العربية وخاصة لبنان وسوريا وفي اليمن كذلك والعراق حسب المصرح به.
للملاحظة فإن الدول الخليجية التي حضرت الاجتماع الوزاري تدخل كلها ضمن دائرة ما سمي بمجموعة حصار قطر وهو ما يجعل من هذه الدول طرفا في تهديد استقرار المنطقة أيضا بسبب المغامرات السياسية هنا وهناك.
من الطبيعي أولا أن تجتمع الدول الاقليمية لدراسة أمنها القومي وللحد من مخاطره ومواجهة التهديدات التي تمثلها كل الكيانات الأخرى والقوى المجاورة لكن رغم هذه الشعارات التي غلبت على الاجتماع فإن مجموعة من الملاحظات الجوهرية تبدو ضرورية على الأقل لوضع الحدث في سياقه الموضوعي.
أول هذه الملاحظات هو أن التهديد الإيراني لمنطقة الخليج العربي ليس جديدا بل تزامن مع الثورة الخمينية التي رأت في المنطقة العربية أفضل مجالات تمددها في ظل الوهن العربي وتشتت المواقف العربية وتشرذمها. بل يمكن القول إنه يعود حتى إلى فترة حكم شاه إيران وتهديده لمنطقة الخليج. هذا التهديد تصاعد إثر حرب الخليج الأولى وبعد انهيار العراق وهو انهيار ساهمت الدول الخليجية بقسط كبير في إنجاحه بعد أن كان العراق بوابة رئيسية من بوابات الأمة في وجه المشروع التوسعي الإيراني.
ثاني هذه الملاحظات هو أن التهديد الإيراني ليس إلا جزءا من منظومة كاملة أخرى من التهديدات التي تنضم إلى تهديدات خارجية وأخرى داخلية. فإسرائيل مثلا تهديد وجودي للمنطقة العربية وكذا القوى الاستعمارية الكبرى الحاضرة في الخليج العربي. وهو ما يدفع إلى الاستفهام حول تركيز على إيران في هذا الوقت بالذات دون غيرها وخاصة مع اندلاع الأزمة في لبنان مؤخرا وما علاقة هذا الملف بحصار قطر؟
ثالث الملاحظات وأهمها هو أن الخطر الحقيقي الذي يتهدد المنطقة الخليجية إنما ينبع أساسا من داخلها لا من خارجها. أي أن التهديدات الحقيقية التي تضرب الأمن القومي الخليجي إنما سببها فشل النظام السياسي الحاكم في تحقيق حد أدنى من التوافق بين مكوناته بل ها هو يمعن في الدسائس والمؤامرات بشكل يجعل منه لقمة سائغة لكل المشاريع التوسعية التي يدعي محاربتها.
لا أمن خليجي ولا عربي دون مراجعة طبيعة النظام السياسي العربي نفسه ودون مراجعة أدواره وحدود فعله ودون إصلاح الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها في حق نفسه وفي حق الأمن القومي العربي منذ عقود ولا يزال.
بقلم : محمد هنيد